الحرس الوطني الأمريكي؛ قوة عسكرية أمريكية احتياطية, تتكون من فصيلين, أحدهما تابع للقوات البرية, والآخر للقوات الجوية, تمثل هذه القوات حوالي نصف عدد القوات القتالية, في الولايات المتحدة, وتستحوذ على ثلث التنظيم اللوجستي للجيش الأمريكي, يعتبر الحرس الوطني الأمريكي أهم قوة عسكرية احتياطية في البلاد, ومن أهم مهامها مكافحة التمرد المسلح بين السكان الأمريكيين, ويمارس معظم مجندي الحرس الوطني وظائف مدنية, أغلب الوقت, مع خدمتهم للحرس في جزء منه, كما ينص الدستور الأمريكي.
بعد تولي المالكي مقاليد الحكم لمدة ثماني سنوات, لم يحصل فيها أي تطور ايجابي على مستوى القوات المسلحة العراقية, وقدراتها القتالية أو ولاءها للوطن, ونتج عن ذلك هشاشة عسكرية وأمنية, أدت إلى سقوط الموصل ومناطق أخرى من العراق, بعد تبخر خمسين ألف أمام بضعة مئات, وكان أول الهاربين قادتهم.
لم يتصدى لهذا المد الوهابي إلا فتوى المرجعية العليا, والملبين لها من أبطال الحشد الشعبي, فألتحقت أعداد وفصائل كثيرة لتدافع عن أرض الوطن, من جملة هذه الأسباب تأتت الحاجة إلى إنشاء قوة عسكرية, لتكون رديفة للجيش العراقي في حالة الحروب والأزمات, وتم الاتفاق مبدئيا على تكوين الحرس الوطني.
لكن ذلك كان بداية لجملة من الخلافات, فهناك من شكك مقدما بولاء عناصره؛ هل سيتبع لجهة أو فئة معينة؟ هل سيتبع ويأتمر بقادة من خارج التشكيل؟ كان يكونوا قادة سياسيين, أو دينيين, أو قبليين. أيتدخل مستقبلاً ليكون طرفاً في الصراع بين محافظة وأخرى؟ بين عقيدة وأخرى, أو حزب وآخر؟ وكيف يعد وتسن قوانينه وتشكيلاته ومستوى تسليحه وتدريبه.
كثر اللغط حول هذا الموضوع ربما سيقتل التجربة مبكرا قبل أن تولد, فالحل إذاً هو تشكيل الحرس الوطني على أساس الخدمة الإلزامية, ويكون الجيش الأول المشكل من المتطوعين المحترفين, قوة تكتيكية عالية التدريب والتجهيز, ويدرب عناصره أفراد الحرس الوطني متعايشين معهم, في جزء من وقتهم فيما يقضون (الحرس الوطني), باقي وقتهم في وظائفهم المدنية.
جوهر كل هذه التشكيلات هو الضباط الأكفاء, وإن انتخاب مجموعة متميزة منهم لتشكيل الحرس الوطني, هو وضع حجر الأساس السليم لبناء اللبنات, إلى أن يكتمل نصابه ويعتدل قوامه.
الحرس الوطني يمكن الاستفادة منه أيضا في حالات النفير العام, كالزيارات الدينية لحماية الزائرين, وتقديم الخدمات الملحة, أو الحروب أو الفيضانات والكوارث.
تشكيله على أساس الخدمة الإلزامية, يجنبنا الكثير من الجدالات الطائفية والسياسية, ويحافظ على النسب المساوية لأبناء الشعب العراقي, ويكون أيضا حجة على المنسحبين من ارض المعركة في حالة القتال.