يوما بعد يوم، يزداد سخط و غضب مختلف شرائح الشعب العراقي من الدور السلبي الذي تقوم به الميليشيات الشيعية المسلحة في العراق و التي صبت و تصب في مصلحة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهناك دعوات و مطالب کثيرة تتزايد بدورا مع مرور الايام من أجل حل هذه الميليشيات التي صارت خطرا يهدد ليس الامن و الاستقرار و إنما مستقبل التعايش السلمي في العراق.
الميليشيات الشيعية المسلحة التي هي في الاساس صناعة أمنية للحرس الثوري الايراني، وحتى إن معظمها تخضع بطريقة أو بأخرى له و تقوم بتنفيذ أوامره و توجيهاته، يعاني الشعب العراقي من المشاکل و الازمات التي تختلقها ولاسيما من حيث حوادث الخطف و الاغتيال و التصفيات و حملات التهجير و جرف البساتين و تغيير ديموغرافية المدن على أساس طائفي، وکل هذا يترك آثارا بالغة السلبية على الواقع الاجتماعي العراقي و يمزقه شر تمزيق وهذا مايهدد الشعب العراقي برمته ولهذا ليس بغريب أبدا أن يکون في مقدمة العراقيين الذين يطالبون بحل هذه الميليشيات الشيعة أنفسهم و الذين لايعتبرون في هذه الميليشيات محسوبة عليهم.
مع تزايد الکراهية لهذه الميليشيات العميلة لطهران، ومن أجل الالتفاف على مايعتمر في نفوس الشعب العراقي ضدها، فقد دعا عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، النائب محمد صالح جوكار”القيادي السابق في الحرس الثوري الايراني”، إلى تشكيل قوات “حرس ثوري في العراق” على غرار ما هو موجود في إيران، قائلا بأنالحرس الثوري في العراق يمكن أن يتشكل من خلال دمج الفصائل والميليشيات الشيعية في العراق وجعل مليشيا “سرايا الخراساني نواة لها”. علما بأن ميليشيا الخراساني هذه من أسوء الميليشيات الشيعية و أکثرها إرهابا و جريمة.
الدعوة لتشکيل الحرس الثوري العراقي، أو بالاحرى إستنساخ التجربة الايرانية ذاتها و تطبيقها في العراق، يعني فيما يعني إدخال العراق في دوامة من المشاکل و الازمات التي لها بداية ولکن من دون نهاية، وقطعا فإن هذا الحرس سيکون تلقائيا تابع للحرس الثوري الايراني و تحت أمرة المرشد الاعلى للنظام خامنئي، وهو مايعتبر الخطوة العملية الاخطر بإتجاه إلغاء السيادة الوطنية للعراق و جعله خاضعا و بصورة رسمية لطهران، وهنا لابد من إستذکار ماکانت الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي، قد حذرت منه في عام 2003، أي في بداية النفوذ الايراني في العراق من إن”نفوذ نظام الملالي في أخطر مائة مرة من القنبلة الذرية على السلام و الامن و الاستقرار في العراق و المنطقة”، وحقيقة فإن هذا مايجري في العراق و المنطقة حاليا کنتيجة لنفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق.