23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

انتهى يوم امس  في جدة بالمملكة العربية السعودية ،الاجتماع العالمي لاعلان الحرب على الدولة الاسلامية في العراق والشام،بمشاركة اغلب دول العالم الغربي والعربي،بأستثناء ايران وسوريا،هذا الحشد العالمي تقوده الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها ،وربما لاول مرة في تاريخ البشرية يتفق الغرماء والاعداء والاصدقاء لمقاتلة عدو مشترك ومفترض في آن واحد،وهكذا خرج الاجتماع بقرار واحد هو الاتفاق على الهجوم الكاسح على الدولة الاسلامية في العراق ،والتي وصفها الرئيس اوباما في خطابه الاخير بانها( تشكل خطرا على الامن القومي العالمي وامريكا بالذات )،وافصح في خطابه الذي القاه قبل انعقاد مؤتمر جدة عن استيراتجيته في الحرب على الارهاب كما يسميه ،وبعد هذا الخطاب والمؤتمر انطلقت اسراب الطائرات الحربية والاستحضارات العسكرية ووصلت الى مطار اربيل ،نقطة انطلاق الحرب (الجوية) على الدولة الاسلامية ،وهنا لابد ان نذكر ان اوباما وطاقم ادارته لايريدون تكرار مأساة غزو العراق بريا ،لذلك فضلوا ان تكون حربهم جويا فقط ،مع دعم تسليحي واستخباري منقطع النظير لحكومة حيدر العبادي ومسعود البرازاني،في حين ابدت بعض الدول الحليفة  لامريكا مثل فرنسا والمانيا استعدادهما المشاركة بجيوشها ،وهنا نسأل لماذا هذا التحشيد لم يتفق عليه عند نية ادارة اوباما الحرب على سوريا واسقاط نظام بشار الاسد ،وتخاذله وجبنه في اللحظات الاخيرة للهجوم،في يقود الان تحالفا دوليا ،للحرب على دولة لاوجود لها على الارض ولامعترف بها دوليا ،وانما مجاميع مسلحة قليلة جدا ،اذا ما قارناها مع حشود جيوش امريكا والغرب والته الحربية العسكرية والاعلامية الجبارة ، ارعبت دول العالم واصبحت خطرا يهددها ،وهذا الوصف ليس مدحا بها وانما حقيقة على الارض، والدليل كل هذا الحشد العالمي لمحاربتها ،عسكريا واعلاميا،وهذا (نصر يسجل لها سلفا)،ولقراءة سريعة في سيناريو امريكا الجديد في العراق،وبعيدا عن خطر الدولة الاسلامية ،والذي بسببه ستعود امريكا لاحتلال العراق ،وكما اوضحنا قبل شهرين وحذرنا من عودة احتلالها للعراق في مقال حصري،وقلنا ان امريكا ستخلق الاف الحجج لاعادة احتلال العراق،بعد ان فشل اوباما في اسقاط نظام الاسد والوقوف بوجه التحالف الروسي الايراني الصيني ،في ازمة سوريا،والان يأتي اوباما للعراق لمحاربة ما يسميه الاخرون (داعش)،ومن حقنا ان نسأل وماذا عن (جيش الميليشيات الايرانية)التي تقاتل في سوريا والعراق،اليست هذه الميليشيات ارهابية مجرمة،قتلت وهجرت نصف الشعب العراقي بفتوى الجهاد الكفائي الطائفي،ولماذا ومن مصلحة من خلط الاوراق هكذا ،ونحن نرى اوباما في خطاباته الاخيرة هو وطاقم ادارته يتباكون على (مظلومية السنة في العراق)،ام انها ذر الرماد في العيون،ان طبول الحرب التي بشر بها قبل عامين هنري كيسنجر في الخليج قادمة وان من لم يسمعها وهي تقرع بقوة فهو اصم واعمى هكذا قال كيسنجر عراب السياسة الامريكية لنصف قرن مضى،واليوم اصبحت طبول اوباما تقرع بقوة في العراق والمنطقة،وتناسى اوباما بان اهل العراق يعانون منها منذ سنتين عندما اعلن الطائفي نوري المالكي كذبته الحرب على (داعش)في الانبار ،قبل ان يستدير بالحرب على اهل الانبار قتلا وحرقا وغرقا واعتقالا وقصفا بالبراميل المتفجرة والصواريخ المحرمة دوليا وما يزال،فأين كان البليد والجبان اوباما عن جرائم نوري المالكي وميليشياته الايرانية،واين هو من مشاركة الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس الايراني بقيادة قاسم سليماني في القتال داخل العراق،نحن نرفض هذا التدخل الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ،لاننا نعتبره غزو جديدا واحتلالا جديدا للعراق،ونطالبهم بالقضاء على اجرام الميليشيات الايرانية الطائفية في العراق ،والتي تعتبر هي السبب الاول والاخير بظهور العنف المقابل لاجرامها  الذي فاق حدود العقل،واخره جريمة جامع مصعب بن عمير في ديالى،وقد اعترف بجرائمها اخيرا زعيم التيار الصدري وحذر منها ،ووعد حيدر العبادي في كلمته لحظة التصويت على حكومته وتقديم برنامجها ،من ان لايسمح لاي ميليشا مسلحة واي سلاح عدا سلاح الجيش والشرطة،في اشارة للميليشيات،وهذا اكبر دليل على خطورتها ،وتسببها في تدمير العراق،وليس الدولة الاسلامية ،التي ظهرت كنتيجة لجرائم جيش المالكي وميليشياته في العراق،وردا عليها ،وهذه حقيقة اعترف بها الكثير من القادة والحكام والمحللون السياسيونفي العالم ،اذن نحن امام سيناريو امريكي تدميري عالمي ينذر بحرب عالمية ثالثة انطلاقا من العراق الى سوريا لاستعادة (سمعة اوباما وادارته وفشلها السابق في ازمة سوريا)،علما ان روسيا عارضت هذا (التحالف العالمي وحذرت منه)،وكذلك ايران وسوريا ،فماذا يعني هذا ،اليست هناك طبخة امريكية تحضرها في المنطقة،فهي اعلنت انها ستدعم المعارضة السورية وتغيير على الفصائل المسلحة في سوريا ،دون موافقة حكومة بشار الاسد،وهكذا يتوضح هدف الحرب على الدولة الاسلامية ،انها تمهيد لحرب كبرى ،يجري الاستعداد لها والتمهيد لها ،وجس نبض الخصوم ،وازمة اوكرانيا ليست بعيدة عن السيناريو ايضا ،فقد دعت ادارة اوباما الرئيس الاوكراني لزيارة واشنطن فورا للتباحث المستقبلي لازمة اوكرانيا وخطر اجتياح روسيا لاراضي اوكرانيا وضمها لها بالقوة،الحرب وطبولها تدق بقوة في العراق،وبين لحظة واخرى نشهد هجوما جويا كاسحا يجتاح مدينة الموصل واقضيتها ونواحيها،وسيسقط الاف الابرياء من الاطفال والشيوخ والشباب دون ذنب اقترفوه،وستهجر الاف العوائل الى الصحارى والوديان والكهوف ،دون ملجأ،بعد ان غصت بالمهجرين مدن واقضية ونواحي كردستان ،ودول الجوار، انها لعنة العراق تحل على اهل العراقوعلى اعداء العراق معا،وهو قدر لايرد،ولكن اما من حكيم،يقف بوجه هذا العدوان الصارخ على العراق،والا توجد طريقة اخرى غير الحرب،ام ان قدر العراق عبر التاريخ،ان يكون مسرحا للحروب،ودفع ثمن الطغاة وتهورهم ،وشهوتهم للدم،واما لهذا العراق،ان يستريح من الحروب ايها الحمقى،في حكومة وسلطة العراق،منذ ان جئتم على ظهور دباباته اللعينة،لحد الان،اما آن الاوان لهذا الفارس ان يترجل صعودا ،لا ليس في الافق ما يؤكد هذا،قدرنا نحن العراقيين ،ان نكون دائما اما في القمة ،او في الحضيض،ان طبول اوباما تقرع في العراق والمنطقة ،ولكنها جعجعة فقط ،وسيخسر هذا الحرب كما خسرها سابقا هو وسلفه المجرم بوش،وسيرحل الغزاة والزناة والطغاة ويبقى العراق،وانه حربه كمن يحارب الهواء،لكن الضحايا بالالوف مع الاسف،انها الحرب وطبول اوباما الجوفاء والخرساء..فليشهد العالم اندحاره في العراق وهزيمته..وما عنترياته الا زوبعة في فنجان هو وتحالفه، وهذا استقراء وتحليل سياسي من ارض الحدث،وليس تمجيد او مدح لاحد،انتظروا هزيمة اوباما ثانية في العراق ،بعد هزم في سوريا ،واصبحت سمعته وسمعة امريكا على كل لسان..انها طبول الحرب ليس الا ……