إنتهت الحرب في غزة ولبنان،بتدميرهما تدميراً كاملاً،لم تقم لهما قائمة،رغم الهمبلات والشعارات الرنانة التي ماقتلت ذبابة إسرائيلية،ورغم إحتفالات الإنتصار الوهمي، والضحك على ذقون الناس السذّج، لرفع المعنويات الهابطة تحت الصفر، ورغم خسارة أبرز وأهم قادتهم العسكرية والسياسية ،لكن إنتهت الحرب،وعلينا الإعتراف بالهزيمة، لعلمنا أن المعركة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية وحزب الله،غير متكافئة بكل المقاييس،ولكن أيضاً علينا الإعتراف وإنصاف دماء الشهداء الزكية الطاهرة،والقتال البطولي للمقاتلين،نعم إنتهت الحرب ،في غزة وجنوب لبنان ، ولكنها لم تنته،إذ إنتقلت وتوسعت كما قلنا سابقاً، الى ساحة أخرى،هي الساحة السورية،فأطلقت أمريكا واسرائيل وتركيا فصائلها النائمة ،في الشمال والغرب السوري ، تحت يافطة المعارضة السورية،وهي بالأصل فصائل إسلاموية متشدّدة ،وهي تابعة لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش ،كالنصرة وتنظيم تحريرالشام وحراس الدين ،والجيش الحر(وهو جيش معارض حقيقي غير جهادي)،يقابلها ويعارضها قوات قسد السورية التي تعود الى حزب العمال الكردستاني التركي أو مندمجة معاه ،في هدف واحد إقامة الاقليم الكردي في شمال سوريا ،اليوم يشهد العالم حرباً معقدة جداً على الاراضي السورية،تشارك فيها روسيا وايران وتركيا واسرائيل وامريكا وبريطانيا، كلٌ من زاويته وأهدافه ومصالحه،كلها تتقاتل تحت يافطة محاربة ارهاب تنظيم داعش والنصرة وغيرها ، وكلها تدعم وترعى وتسلّح وتموّل هذه المجاميع الأرهابية ، التي عاثت فسادا وقتلاً بالعراقيين قبل السوريين، وجميع هذه الدول تدَّعي إما حماية النظام السوري من السقوط(وهي كاذبة)، وإما محاربة النظام السوري لاسقاطه وهي (كاذبة أيضا)،وتبقى التنظيمات الإرهابية تعبث بأمن واستقرار سوريا ،كما عبثت في العراق،الآن مشهد الحرب في غرب وشمال سوريا كالآتي، تركيا تعلن مقاتلة قسد السورية ، وتدعم الجيش الحر وجيش تحرير الشام وغيرها، للضغط على نظام الاسد ،وإرغامه على تسوية مع تركيا ،والجلوس على طاولة مفاوضات تضمن لتركيا الخروج الآمن من شمال سوريا ،وضمان تحجيم خطرقسد والعمال الكردستاني على حدودها وأمنها القومي،وترك المهمة للجيش السوري، فيما هدف إسرائيل وامريكا أكبر وأوسع، وهو للوصول الى هدف إستراتيجي ،هو إقامة الشرق الاوسط الكبير،حلم أمريكا لتطبيق مشروع برنارد لويس بحذافيره،ولم يتبق من تطبيقه إلاّ التخلص من الفصائل الولائية في العراق وسوريا واليمن ،وقد بدأت هذا في خلط الأوراق في سوريا ودعم فصائل معارضة لسوريا، منها القوات السورية الكردية قسد ، والجيش الحر، وغيره من تنظيمات إرهابية كالنصرة وداعش ،كل هذه الفصائل تدعمها وتمولها وتسلحها أمريكا وإسرائيل وتركيا بطرقها الخاصة،ليس لسواد عيون الفصائل،وأهدافها في إسقاط نظام الاسد،لا،وإنما لتحقيق هدفها الإستراتيجي في إقامة مشروع الشرق الاوسط،وهوضمان أمن إسرائيل والهيمنة على نفط المنطقة والنفوذ فيها ،ومواجهة النفوذ الايراني الواسع وتحجيمه والقضاء عليه، لأن إيران ايضا لديها مشروعها المناهض للمشروع الأمريكي – الإسرائيلي ، وهو مشروع ديني كوني لإقامة وإعادة مجد الإمبراطورية الفارسية على وتحت يافطة دينية،إذن مايحدث في شمال وغرب سورية، لاعلاقه له بإسقاط نظام دمشق أبداً،وإنما خلط الاوراق وإيجاد مبرر لتدخل عسكري فيها ،فإفتعلت حرب (الإخوة الأعداء) وإشعال حرب بينهم، لذلك فالخطوة القادمة ،هي التدخل وفك الإشتباك ، وإبقاء الاحتراب بينهم قائماً ،والسماح لتدخل الجيش السوري ،للقضاء على هذه الفتنة وتحرير إدلب وحماية حلب ، من السقوط، بايد الأيدي القذرة للنصرة وتنظيم داعش ،كما حصل في تسليم الموصل وتدميرها،لهذا نعتقد أن لحظة الحرب ستعلنها إسرائيل اليوم أو غداً ، بعد تطبيق وتطبيع إتفاق وقف النار بينها ،وبين حزب الله في الجنوب اللبناني، وتنقلها الى العراق وسوريا، بغطاء أمريكي كبير وبأسلحة أمريكية حديثة، وسيناريو جاهز وبنك أهداف مُعلن،وهذا كله يتزامن مع وصول سفيرة أمريكية لبغداد ،متشددة جداً ضد ايران والفصائل الولائية ،وتحمل تفويضاً رئاسياً لايحمله اي سفيرأمريكي، بصلاحيات كاملة،وكذلك إستلام الرئيس دونالد ترامب مهامه في رئاسة الولايات المتحدة الامريكية لولاية ثانية،ومن أبرز شعاراته ، (إيقاف الحروب في الشرق الاوسط ) بطريقته الخاصة، وإنهاء الارهاب في الشرق الاوسط، والملف النووي الايراني، إذن معركة ريف سوريا في ادلب وحلب وتمددّ مايسمى بالمعارضة السورية ،( وهو اسم ملتبس)، يخلط مابين المعارضة الحقيقية للنظام السوري،المتمثلة بالجيش الحر، ومابين التنظيمات الارهابية كالنصرة تحرير الشام وداعش وقسد والبككا وغيرها،وهو خلط مقصود ومتعمد،لتشوية صورة المعارضة السورية السياسية والعسكرية،إذن المنطقة كلها على ابواب حرب طاحنة بالإنابة، بين الفصائل الايرانية الولائية التي تقاتل نيابة عن ايران ومشروعها القومي ،المتمثل بوحدة الساحات، وبين الفصائل الإرهابية المدعومة من إسرائيل وأمريكا،وما حدث في غزة ومدنها وقراها،وجنوب لبنان وضاحيته ومدنه وقراه ،من تدمير وقتل وتهجيرونزوح ، سيحصل في سوريا والعراق ،وكل الأخبار والتحليلات وبنك المعلومات والتهديدات ،تؤكد ذلك وأولها مايحصل على الارض في سوريا،ومعركة سوريا الآن تضع إيران وروسيا في واجهة الاحداث، ولايمكن لها إن تقف القوات الروسية والفصائل الولائية والحرس الثوري، ومقاتلي حزب الله في سورية موقف المتفرج، فستصطف مع الجيش السوري بكل تأكيد،لأن لاخيار لها سوى ذلك ،فهي جاءت لكي تدافع عن النظام من السقوط،وعلى هذا ستكون الحرب طويلة وغير حاسمة لتعقيد صفحاتها، وتنوع فصائلها ووتوجهاتها واسبابها في المواجهة، تماما كما نراه الآن في حرب حزب الله في لبنان، حيث قاتل حزب الله وحده في الساحة ،وبقيت الأحزاب والقوى اللبنانية، متفرّجة ومنها شامته بما حصل ،من إغتيال لقادة الحزب، وما سيحصل مابعد حرب غزة وحزب الله، هو حرب عالمية ثالثة وطويلة، ستنسحب منها روسيا أو تبقى على الحياد ،لأن الرئيس ترمب وعد بانهاء حرب روسيا واكرانيا ، لإخراج الرئيس بوتين ،من المستنقع الاوكراني، الذي وضع نفسه فيه ،ولم يحقق أهدافه العسكرية، وخسر الحرب ،ويريد الحفاظ على ماء وجهه، وسيحقق له هذا الرئيس ترمب، تبقى إيران وفصائلها الولائية في المنطقة ، وإيران ستدعم فصائلها بكل ماتملك من سلاح وصواريخ ومسيرات وتمويل، وكل أنواع الدعم اللوجستي والإعلامي، لهدف مركزي واحد لها وهو (إبعاد الحرب عن (النووي الايراني)، وضمان عدم إستهدافه من قبل اسرائيل وامريكا وتدميره بإشغالهما عنه،كما تعلن اسرائيل وتهددها به،نعم إيران ستورّط الفصائل، وتدخلها في حرب ومواجهة خاسرة مع اسرائيل وامريكا ،كما فعلت مع حزب الله، والمفروض أن تاخذ الفصائل العبرة من المشهد المأساوي في لبنان، وما حلّ بها، إيران لاتقاتل بجيشها ،ولاترسل جيشها خارج إيران، نعم ترسل مستشاريها وجنرالاتها الى العراق وسوريا واليمن،وتعتمد في المواجهة على فصائلها الولائية في المنطقة، لضمان عدم نقل الحرب الى العمق الايراني ،والوصول الى المفاعلات النووية،هذا هو مشهد مابعد حرب غزة وحزب الله،اما موقف حكومة العراق والسوداني ،فهو موقف (صوتي لا أكثر) ،لإسترضاء إيران وفصائلها في الداخل،فهو لايمتلك مقومات المواجهة العسكرية ،بعد أن عجزالسوداني وبعض زعماء الإطارالتنسيقي،عن تحييد الفصائل العراقية الولائية،ومنعها من المشاركة في قصف مدن اسرائيل، كما تفعل جماعة الحوثي،لتطبيق شعار وحدة الساحات،لهذا نقول بعد إصرارالفصائل العراقية على قصف إسرائيل، وفشل السوداني من منعها وتحييدها،العراق في قلب العاصة لا في عينها، ولامناص من خوض حرب، يكره ويرفض العراقيون خوضها …!!!