18 ديسمبر، 2024 8:08 م

الحرب في اليمن على اي المحطات سينتهي بها المطاف. اليمن إنموذجا لبقية دول المنطقة العربية

الحرب في اليمن على اي المحطات سينتهي بها المطاف. اليمن إنموذجا لبقية دول المنطقة العربية

بعد اكثر من خمس سنوات من الحرب في اليمن بين الحوثيين من جهة وبين المشير عبد ربه منصور هادي وحلفائه والمملكة العربية السعودية والامارات من جهة ثانية، لم يلوح في الافق المنظور، اي دالة او علامة على قرب نهاية لهذه الحرب وهنا لانعني استمرار المملكة العربية السعودية في الحرب كطرف اساس او هي الطرف الاول والاخير في هذه الحرب بل العكس هو الصحيح، فأن السعودية وجميع الدلائل تؤشر على انها تبحث لها عن مخرج يحفظ ماء وجهها، للخروج من هذه الحرب ولو باتفاق مهلهل وغير واضح الطريق والمعالم والنهايات، لكنه يسمح لها او يتفتحا لها، الطريق بالانتهاء من هذه الحرب باي صورة وشكل كان، المهم بالنسبة الى السعودية وفي هذه المرحلة، هو انسحابها من هذه الحرب التى اثقلتها، اقتصاديا وسياسيا. مانقصده؛ ان الحرب البينية، سوف تستمر، وهي اي هذه الحرب التى سوف تحدد مستقبل اليمن لجهة وحدة الجغرافية والشعب والدولة. وهنا نرجح وبدرجة كبيرة جدا ان لم نقل مؤكدة؛ ان هذه الحرب، سوف تنتهي بأن يعود اليمن الى ما كان عليه، قبل عام 1990اي دولة في الشمال ودولة في الجنوب. ولنا اسبابنا لهذه القراءة نوردها في التالي وعلى شكل نقاط وبأختصار:
اولا: ان الحرب في اليمن لم تكن لناحية اندلاعها، حرب يمنية، فهي حرب خطط لها سلفا، من قبل الولايات المتحدة الامريكية والكيان الاسرائيلي بتشغيل السعودية والامارات حصرا في تنفيذ هذا المخطط، بدفع جميع القوى السياسية وغيرها على الارض بالتصادم والاشتباك، من لحظة تنحي الرئيس الراحل على عبد الله صالح بالثورة الشعبية التى تم الالتفاف على نتائجها بهذا المخطط…بأستثمارتنوع قوى الفعل على الارض، السياسي والديني وتقاطع الاهداف والإرادات لهذه القوى، ذات المرجعيات المختلفة بل المتقاطعة، ايديولوجيا وسياسيا ودينيا.. ان هؤلاء ونقصد هنا دهاقنة هذا المخطط، سوف يدفعون في نهاية المطاف، الى حل الدولتين في اليمن، كمخرج لحرب الأخوة الاعداء يحفظ الامن والاستقرار في اليمن والمنطقة، كما، سوف، في حينها يروجون لهذا المنحى او الاتجاه في ايجاد او طرح هذا الحل النهائي…
ثانيا: ان الحوثيين جزء اصيل من الشعب اليمني، لكنهم، وتحت مختلف الظروف،وحتى ولو حققوا وكما هو حاصل في الوقت الحاضر، انتصارات كبيرة، لايمكن لهم ان يكونوا قوة وازنة في اليمن على صعد الحكم والسلطة ومن جميع الوجوه، على المساحة الجغرافية لليمن بالكامل، لوجود قوى على الارض أكبر منهم بكثير والمقصود هنا، قوى لهاحاضنة شعبية في عموم اليمن وبالذات في اليمن الجنوبي. نسبة الحوثيين اقل من 20%من مجموع سكان اليمن. من الجهة الثانية من الممكن ان يكونوا طرفا فاعلا في اي تسوية سياسية. لكن هذه التسوية ليس لها حظ في الوجود بل ليس لها حظ في الوجود بصورة كاملة،لأنها سوف تكون برعاية اطراف المخطط؛ المباشرين او غير المباشرين من ارباب المباشرين…
ثالثا: المجلس الانتقالي، من الناحية الفعلية، يحكم سيطرته على جنوب اليمن وبالتحديد على كامل الارض اليمنية في دولة الجنوب الا مساحة صغيرة جدا، في الساحل. وهو بالاضافة الى تأييد القسم الاكبر من الجنوبيين الى العودة الى اقامة دولتهم في جنوب اليمن الا القليل والقليل جدا، امتلك بمساعدة الامارات، قوة عسكرية كبيرة ومجهزة تجهيزا جيدا ومدربة..ويرفع بين فترة واخرى شعار الانفصال واقامة دولة الجنوب، اذا وضعنا جانبا، البرغماتية التى يمارسها المجلس الانتقالي في بعض الاحيان كواحدة من الاعيب السياسة..وهو هو ايضا هدف اماراتي بامتياز..
رابعا: ان المتابع للحرب في اليمن؛ ان الحوثيين لم يتقدموا حتى وان سمحت ظروف الحرب لهم بذلك وهي اي الحرب قد وفرت لهم الفرص لأكثرة من المرة، ولم يتقدموا ابعد من حدود؛ اليمن الشمالي. ونفس الامر ينطبق على الجهة الاخرى من الصراع الذي تقوده السعودية والامارات والاخيرة حتى وقت قريب. والدولتان في حقيقة الامر هما الفاعلتان والمتحكمتان بمجرى واتجاه الحرب على الارض..
خامسا:هناك قوى سياسية ودينية، من ابرزها التجمع اليمني للاصلاح اي حزب الاصلاح وهو حزب له مساحة واسعة من التاثير في جنوب اليمن وبدرجة اقل في شمال اليمن، وله وجود عسكري فاعل على الارض، وقد تم دعمه من السعودية ومن الامارات ومن قطر، والاخيرة ميدانيا، في وقت سابق من الحرب، اما في الوقت الحاضر فهو مدعوم من قطر وتركيا، وتحالف مع الحوثيين في الوقت الحاضر كما تم تسريبه من اخبار. الناشطة اليمنية، توكل كرمان، قالت عن هذا التحالف؛ التحالفات تتبدل بتبدل المصالح، خصوم الامس حلفاء اليوم…بالاضافة الى قوى اخرى تم صناعتها خلال سنوات الحرب وبإرادة خارجية وبالتحديد سعودية واماراتية..اضافة الى هذا كله، ينشط تنظيم القاعدة في اليمن مع اخوات هذا التنيظم، وان بلباس مختلف في اللون ونسيجه من نفس الخيوط..
في الختام نقول ان اي تسوية قادمة في اليمن، سوف تحمل في تفاصيل بنودها؛ فقرات تفجيرها، للتعقيد الذي ذكرناه ولأجندة روعاتها اي التسوية ومخططاتهم ومأربهم في اليمن. (وغير اليمن، في بقية دول المنطقة العربية وان اختلفت وتباينت الصورة والشكل مع ما يجري في اليمن، في التفاصيل وتطابقت في التأطير) وهنا نقصد الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي والنظام الرسمي العربي المتخلف والتابع والذي تحول وعلى رؤوس الاشهاد وبلا حياء، الى نظام يمارس الدور والوظيفة الموكلان اليه، من سادته… الحالة الوحيدة او الطريق الوحيد؛ هو مقاومة هذا المشروع او المخطط سواء في اليمن او في غير اليمن.. هنا يظهر لدينا سؤال عن ماهية طريق المقاومة؟ وكيف تقاوم؟ وللاجابة عن هذه السؤال أو عن السؤالين، نقول ان لامقاومة الا برؤية وهدف وبوصلة واحدة موحدة ولشعب واحد وموحد وواعي كل الوعي لأهدافه وتحت راية وطنية واضحة وليس تحت رايات متعددة في الرؤية والبوصلة والهدف، سواء طائفيا او عرقيا او اثنيا او حزبيا. وبوعي متحضر يفهم اهداف المشروع الاستعماري الامريكي الاسرائيلي، ومؤمن ايمانا عميقا؛ بأن هذه المشروع يطاله، حضارة وشعبا وجغرافية ووجودا..بخلاف ذلك وحين تكون المقاومة برايات متعددة وبالاستناد الى الطائفية والمناطقية والعرقية والاثنية،تكون المقاومة قد خدمت او توافقت مع المخطط انف الذكر وان اختلفت معه وتقاطعت مع اهدافه، لكنها وهذا هو المؤسف، سوف تتلاقى مع اهدافه وأن رفضتها وقاومتها…لأن سهامها ستتكسر في فضاءات الاختلاف مع بعضها البعض قبل بلوغ الهدف الذي كان قبل هذا الحين بسنوات وفي ذلك الحين، حين يحين وقته..سوف يستمر كما كان يفعل في الذي سبق من السنوات؛ في شحن هذا الاختلاف بمختلف الوسائل؛ اعلاميا وسياسيا ومخابراتيا..في ختام الختام، نقول ثقتنا كبيرة جدا بوعي الشعوب العربية التى ستنتج من هذا المخاض، وعيا عميقا؛ يؤسس قاعدة لمستقبل مشرق..واكبر مثال، يدعم هذه القناعة؛ انتفاضة شباب العراق..