7 أبريل، 2024 3:33 م
Search
Close this search box.

الحرب على رافد جبوري

Facebook
Twitter
LinkedIn

أثار مقطع الفيديو الذي بُث عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام قليلة و الذي يظهر فيه المتحدث الإعلامي بأسم مكتب رئيس الوزراء (رافد جبوري) وهو يُغني أغنية (أرفع راسك أنت عراقي) الغير مشهورة و المسجلة في أواخر أيام حقبة البعث الصدامي و التي ذُكر بها أسم صدام حسين , ردود فعل متباينة بين الأوساط الصحفية و الثقافية و الاجتماعية ..

ومع انتشار المقطع الفيديوي انتشارا سريعا و فائقاً سارع المستهدف منه (رافد جبوري) للتصريح و الحديث عن الأسباب التي دعته إلى ذلك قائلاً : (كنت مضطرا لتلبية متطلبات العيش آنذاك، وهو أمر معروف لكل من عاش ظروف العراق قبل العام ٢٠٠٣. وأقول لكل من يحاول الاستفادة من هذا الواقع الذي عاناه ملايين العراقيين، إن مثل هذه التجارب يجب أن توضع في إطارها ، و ألا تستخدم بطريقة بشعة ، فمن من عراقيي الداخل استطاع أن يحمي نفسه بمعزل عن صدام وحزبه الدموي ونظامه الوحشي , كانت التجربة خطا أقر بها واعتذر أن كنت قد أساءت لأحد ، كنت حينها صغير السن وافتقر للحكمة. ولكنني حتى في ذلك الوقت لم أكن عضوا في حزب البعث و لست بعثيا ألان ) انتهى .

يقيناً ان ظهور مقطع الفيديو هذا بصورةٍ مفاجئة وبثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي له مسبباته و أهدافه التي تنطوي في أطار الحرب على (رافد جبوري) الذي أخطأ كثيرا ليس في نظام البعث فحسب بل حتى في نظامنا الديمقراطي !! هذا لأنه أمن ودعمَ حكومة السيد حيدر العبادي التي ابتعد فيها الأخير عن الحزبية و الولاء لها و انحاز إلى الاستقلالية و الوطنية شيئاً , ليفضل بذلك (جَبْوري) البقاء مستقلاً وان لا يدخل تحت عباءات ومظلات الأحزاب الدينية السيادية ..

نعم أُقرُ بأن (رافد جبوري) .المهندس التكنلوجي و مراسل قناة الـ BBC العالمية في أكثر المناطق خطورةً بالعراق بعد العام 2003م , ذو اللباقة واللياقة الكلامية المتدفقة التي يجيد بها التحدث بأكثر من لغةٍ عالمية حتى تَفرد بتلك الخصائص عن جميع الإعلاميين و الصحفيين العراقيين , قد أخطأ مرةً ثانية !! , إذ جانبَ السيد حيدر العبادي ومشروعه الوطني ولم يجانب الأحزاب الاسلامية السياسية لتكون سنداً و غطاءاً لظهره العاري كما يُقال حتى تربصوا له و أسقطوه .

و لو كان (جبوري) قد اختار الطريق الثاني ودخل تحت غطاء الحزب لكانت توبته واعتذاره مشروعاً و مقبولاً و وطنياً كما قُبلت توبة و اعتذار الآلاف من البعثيين الذين أصبحوا فيما بعد وطنيين و قياديين في أحضان الأحزاب الإسلامية وتربعوا على عروش المؤسسات العسكرية و الإعلامية والثقافية رغم بث صورهم وتسجيلاتهم وهم يرتدون الزيتوني ويقاتلون الشعب دفاعاً عن صدام والبعث المجرم ويكتبون وينشدون بحب القائد ويحضرون اجتماعات حزب البعث المقبور . نعم لقد أخطأت يا صديقي و زميلي ( رافد جبوري ) لأنك أمنت بالديمقراطية و بالمشروع الوطني للسيد العبادي الذي ستحاربه جميع الأحزاب عليه ما دام لا ينفذ أجنداتها و أنت أول ضحاياه ..

وهنا لا بُد أن أهنئ أساتذتي و زملائي من الإعلاميين و الصحفيين الذين قادوا الحرب على (رافد جَبْوري) بسرعة انجازهم العظيم حتى أسقطوه إعلاميا من مكتب رئاسة الوزراء و بسرعة فائقة كانت بأقل من 72 ساعة . هكذا نحن عندما تكون الحرب لتسقيط أحدنا فإننا نجتمع جميعا و ننسى حربنا على داعش و من يجب أن نسقطه فعلا لتسببه بدمار و خراب العراق ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب