19 أبريل، 2024 5:56 م
Search
Close this search box.

الحرب على داعش ستبقى خاسرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

حين فقد حزب البعث قوته وسيطرته على البلاد ذاب أنصاره وتبرأوا منه وأدانوه ؛ وحين ضعف جيش المهدي ذاب أنصاره أيضا ؛ ولا أحد يريد أن يعلن أنه كان منتميا الى حزب أصبح محظورا الآن
معركة بيجي التي كثر الحديث عنها ستبقى تعاني من الذوبان والعودة ؛ فحين تسيطر القوات العراقية يصبح الداعشي أميرا للسلام وجنديا في صفوف القوى الأمنية والحشد الشعبي ؛ وحين تنهزم القوات العراقية ويسطر داعش على المنطقة يصبح الداعشي داعشيا أكثر فأكثر
لقد قلتها منذ بداية الحرب على داعش أن المعركة مع داعش بلا جدوى وهي معركة إستنزاف طويلة الأمد وسيستمر هذا الإستنزاف مالم تعد الحكومة العراقية خطة جديدة لدحر داعش بطرق أكثر واقعية وجدية
داعش لم يحتل أراض أجنبية ولم يأت من خارج المنظومة العراقية الداخلية أنه الإبن العاق للعراق الذي تربى على كره الواقع الجديد الذي أنتجته 2003 ؛ وساسة 2003 ساهموا مساهمة كبيرة في زيادة هذا الكره الذي تربى عليه ولم يشعروا بخطورة هذا الإبن العاق الاحينما بدأ ببث سمومه التي طالت الجميع
اذا لم تجرؤ الحكومة العراقية على معالجة و إزالة هذا الكره من نفوس وقلوب المناطق التي تحتضن داعش ستبقى المعارك خاسرة وإن سجلت بعض الانتصارات في الوقت الراهن الاان هذا الانتصار لم يدم طويلا وسيعود الى هزيمة نكراء في أقرب وقت ممكن
صدام حسين هزم الشيعة عسكريا وملأ السجون والمقابر بهم لكن إنتصاره كان وقتيا ورأينا كيف عاد الشيعة وهزموه ولفوا حبل المشنقة على رقبته
إن أية حكومة عندما تحارب فئة من فئات شعبها فإنها لم تصل الى مرحلة الانتصار الدائم وسوف تبقى الهزيمة تلاحقها عاجلا أم آجلا خصوصا في عصر التطور الحالي حيث أصبح كل مواطن عراقي يمتلك كاميرا ووسائل التواصل الإجتماعي ؛ ولو أتيحيت هذه الوسائل الحالية لشعبنا في الانتفاضة الشعبانية لما تمكن صدام من الصمود كل هذا الوقت الذي حكمنا فيه
نعم إن معركة الحكومة العراقية الحالية هي معركة حق ضد باطل لكن هذا الباطل له انصار كثر وهؤلاء الانصار لم يستسلموا لمجرد هجمات صاروخية من هنا وهناك ؛ وإن استسلموا اليوم سيعودون في الايام اللاحقة ؛ وأن أخرجناهم من الباب سيعودوا من الشباك
كل من يتصور إن داعش ليس لها أنصار فهو على خطأ كبير ؛ إن أية جماعة مهما كان عددها اذا لم تتوفر لها البيئة الشعبية الحاضنة فإنها ستموت في أول معركة أو تستسلم مع أول صافرة إنذار ؛ واذا كانت داعش ليس لها حاضنة فكيف تتمكن من السيطرة على مدن عراقية ومحافظات دون أية مقاومة تذكر
لقد كنا نخشى من موضوع المصالحة الوطنية ونعتبره اهانة بحق الناس التي ناضلت من أجل عراق ديمقراطي لكننا تفاجأنا أن المصالحة قد تمت مع أعتى الرفاق وأرفع الدرجات الحزبية تحت مسمى الإستثناءات ! فلم لاتتصالح الحكومة مع الحاضنة لداعش لتجنب الشباب الأبرياء هذا الموت المستمر بلا توقف .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب