23 ديسمبر، 2024 6:08 ص

الحرب على داعش تلد حروب أخرى..!

الحرب على داعش تلد حروب أخرى..!

إقتنع العالم اليوم بأسره ، أن تنظيم داعش هو صناعة أمريكية-إيرانية –إسرائيلية ، بغض النظر عن تفاصيل هذا ألرأي ،لان ما تفعله داعش من جرائم وحشية ، تخدم مشاريع ومصالح وسيناريوهات وأجندات ،هذه الدول ، وعدم قيام داعش بإستهداف عمق هذه الدول، دليل بسيط على صحة تلك القناعة، إضافة الى أن ما أعلنته هذه الدول من مشاريع استراتيجية لها في المنطقة ،هو في طور التطبيق ، ومنها (مشروع برنارد لويس الامريكي –الاسرائيلي والهلال الشيعي )، وما السباق المحموم ، وربما قيام حرب كونية بين أمريكا وتحالفها وإيران وتحالفها ، هو واقع التحقق في أية لحظة ، بعد زيارة الرئيس ترمب الى السعودية ، ولقائه مع أكثر من خمسين رئيس دولة وملك وأمير ، وعقد تحالفات عسكرية إستراتيجية مع دولهم ، لمواجهة نظام الملالي الذين يعبثون في أمن وإستقرار المنطقة ويهددون مستقبلها وإشعال حرب طائفية وقومية فارسية ، ولهذا كان القرار الامريكي لمواجهة إيران علنيا ، وتحميلها وزر وصناعة ورعاية ودعم وتمويل تنظيم داعش والميليشيات ، بوصفها حسب وصفهم( رأس الافعى وراعية الارهاب الاول في العالم )، وهكذا يتضح بصورة أو بأخرى ،أن تقاطع المشاريع والمصالح ، بين إيران( حليفة امريكا في العراق إبان الاحتلال) ، هي عدوتها الان بعد إسقاط نظام صدام حسين وتدمير العراق ، وانتهاء المصالح عقد الزواج الكاثوليكي بينهما وشهر العسل، إذن المصالح والاستراتيجيات تلتقي وتتقاطع لدى امريكا وإيران وإسرائيل، وهنا تتحقق رؤية أن داعش صناعة هذه الدول لداعش، لذا من المنطقي أن نقول أن حربا كونية ستتفجر قريبا بين إيران وامريكا وحلفائها، وإليكم الادلة والاستنتاجات على الارض، أولها زيارة ترمب وما تمخض عنها وأعلن من برنامج وقرارات مصيرية منها تحالف عسكري وتأسيس جيش قوامه(34) الف مقاتل من هذه الدول ، وناتو عربي إسلامي تقوده أمريكا والسعودية ،مع قرار حل حزب الله اللبناني والميليشيات الايرانية التابعة لايران في العراق وسوريا، وإجراء تغييرات جذرية في العراق والمنطقة سياسية وعسكرية ،وحل قضية اليمن وسوريا ، وغيرها من نتائج للقمم التي عقدها الرئيس ترمب في إسرائيل والفاتيكان واوروبا ، وهي كلها تصب وتدعم مشروع وخطية وإستراتيجية ترمب القادمة ، التي بناها على قاعدة –المعارك الكبرى – ، وهذا يعني أن اتفاقات ترمب وتحالفه مع السعودية واسرائيل والفاتيكان ،هو تحالف ديني عسكري، لمواجهة تغول تنظيم داعش والميليشيات وحزب الله والحرس الثوري وفيلق القدس ، بوصفها تنظيمات إسلامية متطرفة راديكالية ورائها إيران، ويجب القضاء عليها ،قبل أن يصل خطرها الى هذه الدول ،وقالها وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان (سنحول المعركة داخل ايران ولاننتظرها داخل السعودية) ، ومن هذه الرؤية الاستراتيجية إقنع الرئيس ترمب القمم بأن خطر إيران قادم إليكم لا محالة ويجب إيقافه فورا ،وهكذا أيضا عقدت السعودية اتفاقيات عسكرية وتسليحية بعيدة المدى لاكثر من عشرة أعوام مع امريكا بقيمة (500 مليار دولار) وهي أرقام فلكية لم تحصل في جميع التاريخ كأضخم صفقة عسكرية ، وبعد أن فضت قمم الرئيس ترمب ما ذا حصل في المنطقة ، وتمخض عن القمم والتغييرات السياسية والعسكرية ، أطلقت إيران وعلى لسان رئيسها حسن روحاني تهديدات مباشرة لامريكا، وأعلن فيها إنتهاء الشراكة والتحالف الامريكي-الايراني، وقيام حزب الله وميايشياتها بالتحشد العسكري على الحدود الاردنية السورية ، وقيام طيران التحالف الامريكي بقصف تحشدالميليشيات العراقية في معبر التنف العراقي الحدودي، وحدوث تفجيرات إجرامية كبرى في وسط بغداد في الكرادة ودائرة التقاعد( اعلن رئيس لجنة الامن والدفاع حاكم الزاملي أن السيارة المفخخ قادمة من القائم،) وزورإعلام إيران في العراق (بيان تنظيم داعش) لوكالة أعماق ، الذي يعلن فيه مسئوليته عن التفجير ،فقام إعلام إيران بتحويره و(إعلان إسم شخص الانتحاري هو ابو البراء الاعظمي ،وانه قام بقتل الكفار الشيعة )وهذا لم يرد في بيان أعماق ، لتأجيج وإشعال حرب طائفية ، ثم جاءت عملية تحرير الحدود العراقية السورية وتمدد الميليشيات على طول الحدود ، وتصريح هادي العامري قائد قوات بدر وتهديده لامريكا، وإصراره على مسك الحدود السورية العراقية وعدم السماح لغير الحشد التواجد فيها ، ومن ثم إعلان رفض الادارة الامريكية ماقام به الحشد الشعبي وهدد بضربه في أية لحظة كما حصل سابقا في معبر التنف، وقبلها كانت تهديدات قيس الخزعلي زعيم عصائب اهل الحق لامريكا في قصفها ميليشياته في معبر التنف، وفي ظل هذه ألاجواء المحتقنة ، المتوترة جدا ، تتصاعد تحذيرات وتهديدات أخرى داخلية من إقليم كردستان، للحشد الشعبي وميليشياتها في مواقع سنجاروما حولها والمسماة المناطق المتنازع عليها ، من التقرب بالقرى والمجمعات الايزيدية ، في إشارة الى إنضمام ميليشيات إيزيدية من وحدات الشعب الكوردية الى الحشد، بعد قيام الحشد الشعبي بتحرير قرية كوجو الايزيدية التي حصلت فيها جريمة إعدام آالاف العوائل الايزيدية من قبل مجرمي داعش ،ومن ثم تحرير مجمعات ونواحي القيروان والقحطانية والعدنانية وغيرها، والوضع هناك متأزم جدا ،
ويشي بعمل عسكري، وربما إشتباك البشمركة وفصائل من الحشد ووحدات الشعب الكوردية والبككا المدعومة من الميليشيات هناك ، يقابله توتر وتراشق سياسي لتصريحات واستفزازات لنوري المالكي زعيم دولة القانون والدولة العميقة ،للاقليم وشخص رئيس الاقليم ، ورد الاقليم بقسوة عليه وعلى أطراف كوردية تتحالف معه ضد الحزب الديمقراطي في الاقليم،حيث وصف بيان الاقليم بأنه( سيذهب المالكي ومن معه الى مزبلة التاريخ)ن وهذا أقسى رد يتلقاه المالكي من الاقليم لتدخلاته الفجة لتمزيق وحدة الاقليم وتأجيج صراعات حزبية وسياسية بين الاحزاب في الاقليم بدعم وتخطيط إيراني واضح،كل هذا يجري ومعركة الموصل في الهزيع الاخير من الحسم النهائي لتحرير الموصل والقضاء على تنظيم داعش وتهديم مقر الخلافة الاسلامية المزعومة في العراق والشام الى الابد،والانتقال الى معركة الرقة والحويجة ، في وقت نرى التحولات والتحالفات المناهضة لامريكا والمخالفة لرؤيتها ربما قائمة، فتركيا وروسيا وقطر وايران تقاطعان رؤية الرئيس ترمب ،وربما ظهور تصريحات لامير قطر فجرت هذا التحول في المواقف السياسية بعد وصفه لنظام طهران بأنه لايكل خطرا على المنطقة وان العلاقات مع ايران تاريخية وهادئة وغيرها من الكلام الذي يبرىء طهران من جرائم الميليشيات والحرس الثوري وتدخلاتها في اليمن والعراق والبحرين وسوريا واقامة البدر الشيعي والامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد وعشرات السفن التي تحمل اسلحة وصواريخ لليمن وقتل عشرات الجنرالات في الحرس الثوري في العراق وسوريا ومشاركة حزب الله والميليشيات في معارك سورية ووو ،ليظهر في الافق تحالفا تركيا ايرانيا روسيا عراقيا سوريا قطريا (غير معلن )، ضد الناتو العربي الاسلامي الذي تقوده امريكا ضد إيران تحديدا، علما أن العلاقة التركية الامريكية تمر بأزمة ثقة واضحة وخلاف سياسي،ظهرت في رفض الرئيس ترمب وإدارته ،تسليم المعارض التركي فتح الله كولن ،وتسليح الأكراد في سوريا القريبة من الحدود التركية –السورية ، وهكذا الموقف الروسي المعارض لقصف الطيران الامريكي لميليشيات ايران في معبر التنف الحدودي مع سوريا، مع رفض روسي وتحذير لموقف امريكا من إيران ودورها في العراق وسوريا، نقول من كل هذا التحليل ، أن الصراع العسكري والسياسي ، وإحتمال الانتقال من الحرب على داعش الى ولادة حروب أخرى ،أقسى وأوسع في المنطقة ،في ظل مؤشرات ودلائل لا تقبل النقاش على الارض في المنطقة كلها، وهي تتصاعدعلى شكل تهديدات وتفجيرات في كل مكان ، وتحشيدات عسكرية ،على الحدود الاردنية السورية ،وإصرار الميليشيات العراقية على مسك الحدود العراقية –السورية ،رغم رفض ومعارضة امريكا بشدة لهذا العمل، وإعتباره تحديا لامريكا، وتنفيذا لقرار إيراني في تحقيق حلم إيران في البدر الشيعي، وتأمين الخط الايراني بين إيران وسوريا عبر بغداد الى البحر المتوسط ،وهذا هو مقصد ومقتل إيران في إثبات دعمها للارهاب لتحقيق مآربها ومشروعها الاستراتيجي في المنطقة ، بإستخدامها لحزب الله والميليشيات ككبش فداء لهذه المشاريع التوسعية ،على حساب دماء الشعبين العراقي والسوري، وتأجيج الصراع الطائفي، وإشعال حروب بالوكالة طويلة الامد وقودها الابرياء، أعتقد أن هذا لن يتحقق ،في ظل مؤشرات وإصرار أمريكي وسعودي وأسلامي ،على مواجهة المشروع الايراني في المنطقة مهما كانت النتائج لاسيما وان داعش أصبحت( خلافتها) من الماضي في كل من سوريا والعراق، نعم الحرب على داعش ستلد حروب أخرى….