رغم ان المبادأة هي واحدة من قوانين الحرب ولازالت ،اي تحقيق المفاجأة من الضربة الاولى ، لكن واقع الحال وتطور العلم العسكري واجهزة الرصد والاستشعار واستخدام المحاربين لتقنياته بل والخروج عن اخلاقياته جعلته في المقام الثاني تدرجا واهمية بالمفهوم العسكري لتحقيق النصر بعد الحشد والتعبئة ، الذي ُصعد الى مرتبة اولى في استحضارات الهجوم والمعركة ،وهذا هو الذي تقوم به امريكا الان من تعبئة وحشد دوليين في الميدانين العسكري والسياسي على حد سواء ..
ولست هنا مع من أسمته قناة الحرة بالخبير الاستراتيجي في شؤون الجماعات الجهادية هشام الهاشمي :بان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد كشف في تصريحاته ومؤتمراته عن خططه الاستراتيجية في مواجهة داعش واعتبرها ، كشفا اكثر مما ينبغي قد يدفعها الى التصدي لها والاستمكان في الاراضي التي يتواجد بها حشد بشري هائل لضمان ان لاتطالها موجات القصف الجوي..؟
وواضح ان اي اعلان عن تحرك عسكري قد لايعني بالضرورة ان تكون هناك تفاصيل واسعة، بل ان اكثر الاحيان حينما يتم الاعلان عنها او ملامحها انما يجيئ لاغراض تعبوية وربما تمويهية عن جهد آخر ،تكون الالة العسكرية قد تحركت واخذت مواقعها وكذا الحال للاقمار التجسسية والاساطيل والقواعد الجوية المنتشرة في المنطقة ، جميعها على اهبة الاستعداد ، حدث هذا نفسه في مواجهة قوة عظمى عربية هي العراق تم سحقها !!..لكنها خسرت الحرب لاسباب كثيرة لامجال لذكرها الان، لكنها حرب تكشف ان الاستعداد لها بالتقنيات قد يلغي محاذير الخروج عن مبادئ علم الحرب..
ولان ما يجري الان على الارض بعد مؤتمر التحشيد العربي للهجوم على داعش في جدة الذي اختتم مؤخرا ،هو اشراك الجهد العربي للدول المهددة بخطر داعش؟؟ وبحث امكانات مشاركتها في دعم الحرب وتغطية نفقاتها ، فان مؤتمر باريس اليوم ياتي في اطار زحف المبدأ الاول وهو الحشد والتعبئة على مبدأ المبادأة حينما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى رد عالمي لمواجهة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية داعش، مطالبا بتقديم الدعم للحكومة العراقية والمعارضة السورية لصد التنظيم والحيلولة دون اتساع رقعة نفوذه..!! ،
مؤتمر باريس هذا جاء لوضع النقاط على الارقام والكلف التي ستتطلبها معركة المواجهة مع الارهاب بشكل عام وبخاصة من دول مثل السعودية والامارات والكويت وحتى قطر ..!! رغم ان بعض هذه الدول هي بحد ذاتها فقيرة وتعتاش على الدعم الامريكي مثل الاردن .. مع دور غير واضح لتركيا؟؟
لكنها اي الاردن الذي نشرت قواتها وعبئتها على حدودها الشمالية والشرقية مع سوريا والعراق ، ستقدم بالمقابل قواعد جوية وقواعد وارضية للتدريب وربما كتائب من نخبة جيوشها لتحقيق الالتحام بين قوات الداخل العراقية والعشائر والبيشمركة وبما يمكنها ان ُتطبقْ على داعش التي ستحاول الافلات منها بانسحابات منظمة واستدراجها الى الى داخل التجمعات السكانية في قتال شوارع ،لتحييد الطيران عن امكانية قصفها.. ومن ثم تأليب السكان ثانية على المهاجمين جراء الخسائر البشرية والمادية وتوحيد صفوف القوى الجهادية معها ..؟
.
وعودة لقراءات السيد الهاشمي..؟ التي اوردتها كمحاذير قناة الحرة نقول : نعم قد تكون داعش استفادت من الاعلان الامريكي عن الحشد الدولي ،لاكنها في المقابل لن تكون غير ادوات ضعيفة في مواجهة جبروت قوة ستطالها اينما ذهبت وإن طال الزمن ، فيما لو تمكن الحشد الدولي من تحييد حواضنها المجبرة على الوقوف معها تحت تهديدات القتل ذبحا بالسكاكين كما حدث للعديد من ابناء الموصل وبناتها الشجعان ، وما يتردد عن ذبحها لثلاثين من ضباط الجيش السابق ممن ْشكتْ بانهم سيكونوا راس القَدمةَ في الهجوم المرتقب .
بلا شك ان تحضيرات الهجوم الميدانية والاستخبارية والتشويش والمتابعة والرصد قد نشطت وانها في قمة الاستعداد لبدء ساعة الهجوم الكبيرولن تسلم منها سوريا بشار ، ومهما قيل عن امتلاك داعش من اسلحة متطورة وصواريخ موجهة ضد الطائرات الامريكية، فانها ستبقى عاجزة عن تحقيق اهدافها في مواجهة التكنولوجيا الامريكية في صناعة الطائرات والقصف من من مسافات بعيدة والتدريب الفائق الذي اعد عليه الطيارون الامريكان ، ولكن يبقى ان الحرب هذه لابد انها ستوقع خسائر كبيرة بين السكان ، وستكون على الارجح بين السكان التي ستحتمي بهم داعش كما هو واضح
للعيان.
الجواب على كل التساؤلات التي تتعلق باسباب التحرك الامريكي المتأخر في المواجهة .. قد يكون انها احست ان هذا التنظيم بين اعضائه الاف من الدول الاوربية وحتى امريكا نفسها ولو عادوا اليها فان بلدانهم ستنال نصيبها مما حفرته لنا..؟؟؟؟ وربما اكتشف الامريكان مؤخرا ان داعش لان تخمد انفاسها غير وثبة اهل الارض من السنة العرب ..
ولهذا هي الان اي امريكا تحاول ان تكون الحرب على داعش في المقام الاول ،حربا بيننا ،ولاجلها ستعمل على إعادة تشكيل قوة لايستهان بها من المتضررين ، من خلال الضغط لمسح كل آثار التهميش الطائفي الذي مارسته حكومة المالكي ضد سنة العراق والتي كانت احد اسباب الانتفاضة وانحدار داعش شرقا وجنوبا ، على خط المواجهة عراقيا وعربيا ودوليا ..