المنطقة مقبلة على تداعيات خطيرة قد تشعل نار حرب مأساوية تحرق الاخضر و اليابس و يبدو ان صبر السعودية قد نفذ.. و بدأت تفقد توازنها بعد وصول الحوثيون الى السلطة الى اليمن.. فهل ستعيد مئتي طائرة حربية و عشر دول متحالفة (هادي) الى سلطته و تفرض وجوده بعد ان انتهى دوره الفعلي؟
ليس واضحاً ان السعودية (بعاصفة الحزم) ستكتفي بضربات جوية موجعة.. و قد تتدخل برياً (كما قالت) ان دعت الحاجة الى ذلك.. و الواضح ان امريكا قد احيطت علماً بالعمليات العسكرية.. و لربما قد ساهمت بالتخطيط لها و يظهر ذلك من خلال اتخاذها مواقف سريعة بخروج قواتها و مستشاريها و سفارتها مما يدل ان هناك بوادر لحدث سيقع (وقد وقع)! و ان امريكا ستقدم المساعدات اللوجستية المطلوبة.
لقد وضع المواطنون اليمنيون و العرب المعارضون للحروب ايديهم على صدورهم و دعو الله ان لا تقع الحرب و ان وقعت فالتمنيات انهائها بسرعة.
اتخذت كل من روسيا و الصين و ايران مواقف تدين التدخل و تدعو لوقفه فوراً و خوفاً من امتداد لهيب الحرب الى داخل السعودية لتشمل مناطق (نجران و جيزان و العسير) التي تدعي اليمن انها قد اقتطعت منها، و عند فشل السعودية و حلفائها العشرة من اسقاط الحوثيين فقد تدخل في مفاوضات طويلة و قاسية و هذا فعلاً لدرس بليغ حقاً و امتحان للجميع.
هناك مفارقة في يوم الهجوم على اليمن سيكون يوم مناسبة لان اليمنيين يشيعون ضحاياهم ال١٦٠ مواطن الذين قتلوا غدراً بتفجيرات حدثت لجامعين في صنعاء، و على العموم هناك مقولة تقول:(ان الحرب تبعد اليمنيين عن طاولة الحوار كما ان الرصاص لا يقابل الا بالرصاص).
اذاً المطلوب ايقاف الحرب فوراً و الذهاب الى طاولة الحوار و المفاوضات و عدم التصعيد لانه سيؤدي الى تداعيات خطيرة قد تمتد لتشمل المنطقة برمتها.. و مع ذلك كله فهناك بصيص امل لان الحرب لازالت في ساعاتها الاولى مع انها قد كشفت المساندين لمواقف السعودية و امريكا من جانب و المطالبون باطفاء نار الحرب و الدعوات للحوار بقصد الوصول الى حل يحفظ وحدة اليمن و يوقف نزيف الدم من الجانب الاخر… و قبل ان تصل الامور الى الاسوء يذكر البعض بعتب على موقف الشقيقة مصر خلف السعودية و ربما بسبب ظروفها الاقتصادية فهي التي فرضت عليها هذا الموقف مع الاسف في حين كان المؤمل منها ان تتخذ موقف يهدئ الوضع و يعيد السلام لا تنسق مع الرياض.. فاليمن بلد مهم لمصر و موقعه الاستيراتيجي يدفع مصر الى ان تلعب دوراً قومياً لو التزمت جانب الحياد لكنها لم تفعل… و سنري