سواء شملت اهداف القصف الجوي ، اطراف بغداد ام قلبها النابض او كل المدن العراقية العزيزة ، فان استهدافا للطيران العراقي او الامريكي لما يوصف بانها مواقع قتالية لداعش يتطلب مراجعة دقيقة للاحداثيات والخرائط الجوية ، للطيارين..لئلا ينساق من ينساق منهم تحت هوس واوهام البطولات الهوليودية فيصيب الابرياء بدلا من مجرمي داعش الغبراء ..
ولان اي قصف جراحي مفصلي يخرج عن نطاق الاهداف المنتقاة ،لابد ان يطال بتداعياته وحتى شظاياه المحيط من السكان واغلبهم من الآمنين ..فهل فعلتها امريكا بالامس حينما قصفت الناحية الجنوبية الغربية من بغداد .. وهل جنبت سكانها الاذى فوق الاذى الذي لحق بهم من جميع الاطراف..؟ بعدما فعلت ما فعلت طائرات لايملك طياريها خرائط جوية فالقوا بحمولاتهم من البراميل الايرانية المتفجرة على رؤوس المواطنين الابرياء ..
هكذا قرأنا التاريخ العسكري( ان الحرب خدعة ) ، ولكنها تاتي ، حينما ينتهي دور السياسة والدبلوماسية ، فهل كان لنا ان نصلها لو التقت السواعد وحلت مسالة المحافظات المنتفظة على ظلم المالكي ..؟ بالتاكيد نعم.. غير ان تسريبا وتمويها معينين او تهويلا لمخاطر عدو ربما بالمحصلة ستعطي نتائج عكسية ، وقد لايكون بالضرورة الهدف قريبا او مرئيا لهذه الطائرات ، وربما قد يكون الابعد منالا، في دقته واستمكاناته ، لكي تتحقق المفاجأة على الارض لكنها التكنولوجيا باتت تفعل اي شيئ … وواقع الحال يقول لما حصل ويحصل عندنا انها حرب الكترونية تجري معظمها
على الكومبيوتر .. !
ومن يلقم هذا الحاسوب سواء في الطائرة او السيطرات الارضية معلومات مغلوطة فانها بلا شك ستؤتي اوزارها نتائج مدمرة ..؟ ولإنها ضربات مزدوجة كما حدث امس في سنجار واطراف بغداد ، فهذه الطائرات القت باحمالها ، لكي تحدث تاثيرا معنويا اكثر مما ينتظر منها اي تاثير مادي في صفوف ارهابي داعش ، او من تسمي نفسها بالدولة الاسلامية ، تلك المنظمة البعيدة كل البعد عن الاسلام منهجا وروحا وتعاليما ، وبالتالي فإن ضربة مزدوجة بالقاصفات الامريكية ،لمواقع قتالية لداعش قرب جبل سنجار واخرى جنوبي غربي بغداد ، وربما تكون عند جرف الصخر او عن اطراف
اليوسفية ليست الا رسالة لداعش ومن يدعمها إننا قادمون ..على جناح الريح..؟
آتى القصف الامريكي الذي يعد الاول من نوعه لاطراف بغداد بعد قصفها لاطراف حديثة ،لكي تجرب القيادة الامريكية اذرع طويلة تمتلكها ، لاكنها ترددت في استخدامها ، رغم ما لحق بها من اذلال كما يقول الوزير الاسبق للخارجية الامريكية هنري كيسنجر على حد سكاكين داعش التي نحرت ثلاثة صحفيين بينهم اثنان من الجنسية الامريكية، اقول اتى الان ..متاخرا جدا بعدما استمكنت داعش على الارض وحققت انتصارات خيالية ماديا ومعنويا ..
أتى لكي لا تلحق الطائرات المغيرة، اذى بالسكان كما تدعي، بعدما ربطت الادارة الامريكية دعمها للحكومة العراقية الجديدة بانتهاء حكم السيد المالكي وصعود نجم الدكتور حيدر جواد العبادي رئيس الوزراء الجديد على راس وزارة واسعة تاخذ في الاعتبار مطالب السنة الذين همشهم سلفه ودمر مدنهم وسجن ابنائهم.. غير إنه للان قائمة المطالب لم يتحقق منها شيئا يذكر.. والامر المهم فيها هو العفو العام وتغيير قوانين المساءلة لتشمل الجميع لكي لاتفسر او تستخدم في عمليات اقصاء وتهميش متعمدين، كما حصل سابقا واعادة التواز للقوات المسلحة، وانهاء دور
المليشيات الطائفية ، واعتبار اي ترويج للطائفية ، جريمة يعاقب عليها القانون..؟
وبالعودة لمفهوم الحرب خدعة.. عدَ الخبراء عمليات القصف الجوي القريبة من بغداد ،إنما هي انتقالة في استراتيجية الرئيس اوباما من الدفاع المستكين ، الى استراتيجيته الهجومية ومهاجمة اهداف تنظيم الدولة الاسلامية اينما كانت داخل العراق وسوريا وصولا الى اليمن والصومال .. وقد تم وضعها بالامس وفي اختبار للقوة موضع التنفيذ ، حينما امر سلاحه الجوي بانتقاء اهداف ثابتة للتنظيم في خطوة عدها الخبراء انها انتقالة الى الحرب الواسعة ، فهل كان عليهم انتظار تمددها حتى يبدأ التصدي لها ؟؟.
بيان وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” كان واضحا الى حد ما ، وحمل تهديدات لاتقبل لبس الى الرئيس السوري بشار الاسد ان طائرات امريكا ستدمر مواقع داعش على الارض ، وحمل ايظا نبرة صارمة للدفاعات والصواريخ السورية بانها لن تسلم من القصف في حالة تعرضها للقاصفات الامريكية ..البيان الامريكي لم يترك مجالا ِللبسِ عند السوريين ان امريكا تعرف اين تكمن مرابض المدفعية السورية وصواريخها وهي ستتعامل فقط مع داعش ،
جاء هذا البيان ردا على تخوفات واتهامات سورية اعتبرت دخول الطيران الامريكي انتهاكا للسيادة الجوية السورية ما يعني ان دفاعاتها قد تتعامل مع الاهداف كعدوة ، وهذا يعني مشاركة سوريا النظام في حماية مقاتلي داعش واسلحتها ..!!
تفسيرات سْوقية …تاخذ ابعادا دولية في هذا المنحى ، حينما وقفت الى جانبها روسيا في تاييدها للاسد ، بأعتبار ان ذلك الاجراء لايمكن ان يتم الا بتفويض دولي ..وقد ردت امريكا على روسيا بسلسلة من الاجراءات العقابية وابلغتها انه كان الاولى بروسيا ان لاتتدخل باختيارات الشعب الاوكراني اولا واتهمتها في المقابل ، بان احكامها تنطلق من معايير مزدوجة.!!
هكذا هي السياسة اليوم ..صارت احكام ومعايير مزدوجة وسط معايير مزدوجة اخرى اكثر خطورة لحكام هنا وهناك لاتعرف .. لمن هم موالون لبلدانهم ام لاجنداتهم ..؟؟ ما نامله من الدكتور العبادي ان يعيد وضع النقاط على حروف برنامجه السياسي الوزاري ،بعدما اخذت الحرب على الارهاب منهجا جديدا بحسب استراتيجية اوباما.
وما نامله منه كقائد عام للقوات المسلحة العراقية ، ان يؤكد سيطرته على قواته الجوية والبرية وهيئة الاركان المشتركة ، لكي لاتنجرف وراء اهداف وبطولات لاوجود لها على اراضي ومكتسبات داعش ، الا بين المدنيين العزل ..
لتتوقف سمتيات الفريق الركن حامد عطية المالكي قائد طيران الجيش عن قصف المدنيين في المدن الواقعة بين فكي داعش والمليشيات الطائفية لاشاعة مزيد من العداء وتمزيق الاشلاء وخرق ما اتفق عليه تسمية مجازية بالمصالحة..
فعصي المالكي الكبير لازالت تعمل عملها في وقف دولاب الحياة واعاقة عملك ..فلا تترك يا دكتور حيدر اي شيئ يثير الحزازات او مجالا لادوار المنافقين والمحسوبون على السنة !! ، فان القادم اكبر وهو كما وعدت يتطلب انفتاحا على الشعب كله وليس عبر القاء البراميل المالكية الايرانية الصنع..على السكان الامنيين..