23 ديسمبر، 2024 10:54 ص

“الحرب خدعة”!!

“الحرب خدعة”!!

هذه حكمة أو منطوق سلوكي تكرر على لسان أجيالٍ وأجيالٍ وأجيال , ولا نزال نردده , وما تعلمنا فن الخدعة في الحرب , بل تحوّلنا مرارا وتكرار إلى مَخاديع (يسهل خدعنا وتمرير المخططات علينا).فواقعنا صار ميادين خُدَع , ونحن اللاعبون المهرة لتمرير إرادة أية خدعة مفبركة ضد مصالحنا ومرتكزات وجودنا الإنساني والحضاري والوطني.
“الحرب خدعة” , والأمم والشعوب تعرف ذلك وتمارسه بحذق وإقتدار يصب في مصالحها الوطنية , ويؤمّنها من المخاطر والمداهمات التي تؤذيها وتتسبب لها بالعناء.
بينما الحياة في ربوع المخاديع تتصاخب وتتلاحب وتشتد إضطرابا ونضوبا وفتكا بالموجودات كافة.
والأمم التي يتكاثر فيها المَخاديع لا تحقق مفيدا , ولا تتمكن من الحفاظ على سيادتها وكرامتها , وتفقد قدرات الحياة الآمنة المطمئنة , وتصبح مطية لتحقيق مصالح الطامعين فيها , وكلما إزداد وابل الخدع وتراكمت عليها الخطوب والمواجع , تنامت فيها التفاعلات السلبية المفضية لإندحارات متواكبة وخسائر شديدة , تكلفها الكثير من طاقاتها وثرواتها , وتأخذها إلى مسارات النزيف العنيف.
وواقع المجتمعات العربية يوّضح هذا المنحى المترجم لآليات “الحرب خدعة” , ذلك أن معظم الساسة قد إنخدعوا , أو إنطلت عليهم الخدع , وتم وضع العديد منهم على سفوح المنزلقات وتسليط القوى الدافعة لهم لينحدروا إلى أسفل سافلين.
حصل ذلك في العديد من البلدان التي تورطت بمنزلقات الخسران والعدوان على بعضها , وما أدركت الخدعة وما سيتولد عنها من تداعيات وتكاليف وتطورات , ستجبرها على الإرتهان والتواكل على غيرها للخروج من قاع البهتان.
وإن الخدع تُعَدّ في مطابخ متنوعة الألوان , ومصائب العرب في أزيز الفوران.
فالخدع الداخلية والإقليمية والعالمية هي التي أصابت العرب بمقتل , وشرذمتهم , وقاتلتهم , وحولتهم , إلى طوائف وفئات متصارعة متكالبة على التسلط والتواصي بالفساد والإمتهان.
فهل سيدركون جوهر الخدعة الكبرى , ويتحررون من قيودها , ويبدؤون عصر إتحادٍ وتفاعلٍ وتواصلٍ يعيد لهم شيئا من عزتهم الممرغة في وحل الهزائم وطين الغثيان؟
وهل سيتعلمون ثقافة الخدعة ومهاراتها , ويتأهلون لإبتكار خدعهم وتمرير مخططاتهم اللازمة لتأمين مصالحهم والحفاظ على سلامة أوطانهم ومستقبل أجيالهم؟
تساؤلات وأجوبتها , في جعبة المُخادعين المنتصرين على العرب!!