22 نوفمبر، 2024 4:42 م
Search
Close this search box.

الحرب بدأت .. وبعد ؟

الحرب بدأت .. وبعد ؟

باشرت الولايات المتحدة وحلفائها عمليتها العسكرية الجوية في ضرب مناطق العرب والمسلمين وتسيدت قرارهم الأمني في تحديد الأهداف والحركة العسكرية وتوعدت خصومها المضمرين بأسماء وعناوين عائمة قابلة للتأويل ( إرهاب,جماعات, ميلشيات ,….إلخ ) إلاَ أنَها كانت هذه المرة حذرة جداً من الكلام عن الدول الداعمة والراعية أو الممولة للإرهاب ولا حتى الدول المنتجة للتكفير , وهي المرة الأولى التي لم تعلن فيها الولايات المتحدة عن نيتها تجفيف منابع الارهاب !! وهي التي تعرف جيداً كل منابعه.

بعنوان الحرب على داعش بدأت الحرب , وعرفنا بدايتها ، إلاً أنَنا وكما هي سنن الحروب لا نعرف نهايتها , وعدم المعرفة بالنهاية لا تعني فقط معرفة الزمان ، إنَما تعني بنهايات الموجودات والوجودات والعناوين والميادين والانظمة والجغرافية وحتى الجينات وكل متعلقات ساحة المعركة وجدرانها من الجهات الست من الكرة الارضية , وقد يدعي الكثيرون ومن باب التنظير الاستراتيجي أنَ النتائج ستكون بهذا الشكل أو ذاك إلاَ أنَهم لا يمتلكون صورة المشهد النهائي بأي حال من الأحوال ، إلا أنَ القدر المتيقن من أنَ المشهد سيكون متغيراً تماماً وسترسمه المتغيرات والاحداث العرضية والمخططة أكثر مما تشكله خيالات الاستراتيجيا العالمية , والاقليمية ,

والمحلية , وسيأتي الجميع لاحقاً ليقول كنا نريد هكذا وأصبحت هكذا وما حققناه يمثل نسبة كذا بالمئة من أهدافنا .

إنَ عدم تصوير نهاية المشهد لا يلغي العمل للمساهمة فيه من قبل كل الأطراف المعنية به , سواءأ الحكومات أو الشعوب أو الجماعات الحزبية والمنظماتية وحتى الافراد , بل سيساهم الجميع بأوزان وأقيام ووعي متفاوت , ولعلّ أجمل ما في هذه المساهمات هو اختفاء مسميات حقبة نصف القرن الماضي التي سادت الوطن العربي ،ومعها رمزياته المهلهلة الهولة التي قادت إلى الوضع الأسوء , وأسوء ما في هذه المساهمات أنَها جميعاً تقلقل وتظهر وتقر بأنَ الاستبداد والتخلف والاحباط الذي تعاني منه شعوب المنطقة هو الذي أدّى إلى هذه النتائج إلاَ أنَهم جميعاً يصرون على هذا الاستبداد ويمارسونه بــ((الانا)) القذرة المجة الكريهة المنحسرة في مرحلة الطفولة وإن كبرت فهي في مرحلة المراهقة المندفعة العمياء .

ثمة مشاهد من الكوميديا السوداء يمكن التقاطها من هذا الطوفان الجارف الذي لم يصدقه ذات يوم إبن النبي نوح عليه السلام ، عندما عدّ قوته الوهمية التي يتحرك بها أنّها قدرة ذاتية محضة ولم يتدخل بها خالق أو قوة أعظم منتجة ومهيمنة ، فقال ((سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الغرق )) وعلى شاكلة هذا الشاب المفتول المفتون تبتلي بلدان العرب، فالكثيرن اليوم يختارون جبالاً في هذه الدنيا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً في بقاع الارض والدول , ويعدونها ملاذات الانقاذ من الغرق ، والفرق اليوم أنّ هؤلاء مسلمون مؤمنون يدعون الناس إلى فضيلة بعنوان دين أو إسلام ولا يذكرون أو يمرون على تمام الاية (( لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ )) , أو مشهد آخر لصبية في سفينة مع المسافرين يداهمهم الغرق، ومن هو ذوعقل فيها يفتش عن قارب نجاة أو يشدق بقشة لينجوا بنفسه , بينما الصبية يهرعون مسرعين

يجمعون أموال وحلي وحاجات المفزعين أو المفجوعين بل يتقاتلون عليها وهم على بعد لحظات من الموت المحتوم .

أحدث المقالات