الحروب في العالم قديمة وطبيعتها لم تتغير بالتقادم الزمني واسبابها ثابتة مثل ما ذكرها المؤرخ اليوناني ” ثوسيديديس ” منذ اكثر من 2600 سنة تقريباً كالخوف والشرف والمصالح إلا أن أساليبها تطورت كثيرا وبسرعة . نتيجة التطور العالمي العام في كل مجالات الحياة الاكتشافات والاختراعات في العالم . قامت العديد من الدول بتوظيف هذه المنجزات وخاصة العلمية في مجال الطب والعناصر الحياتية البايولوجية والفيزيائية والكيميائية والصناعية في كل مجالاتها . فالحروب تطورت اساليبها وأوجهها المتعارف عليها ” الحرب المادية ” بالاسلحة التقليدية المعروفة والاستثنائية مثل الغازية في الحرب العالمية الاولى بين ألمانيا وفرنسا قيام فرنسا بأستخدامها ضد المانيا و الحرب العالمية الثانية قيام الولايات المتحدة الاميركية بأستخدام السلا ح الاستثنائي ” الذري ” ضد اليابان .
الحروب الهجينة أو الحديثة تكتسب الوسائل غير العسكرية لأخضاع وتدمير الخصم أهمية تضاهي الوسائل العسكرية بل وتفوقها في بعض الحالات .
قبل واثناء الحرب العالمية الثانية دخلت هذه الحروب ” الهجينة ” كحالة اساسية في أسبقيات العوامل المستخدمة المتاحة أسوة بالحروب التقليدية بل واحيانا تفضلها على قرينتها التقليدية فأستخدمت بين الدول المتحاربة ألمانيا وايطاليا واليابان من جهة وبين بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية من جهة اخري . بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تحولت ساحات اخرى لهذا النوع من الحروب الى كل مناطق العالم بحسب مصادر دولها حسب اطماع ومرامي هذه الدول ومصالحها ودوافعها . مثل قيام الولايات المتحدة بأسقاط كل اوراق الاشجار في المناطق المزروعة لكشف ما تحتها وتلويث كل مزارع الرز واستخدام اسلحة ذكية متحسسة لليوريا البشرية .
عملت هذه الدول وبعض المجاميع والمنضمات التابعة لها على انشاء مراكز متخصصة في اجهزة مخابراتها تعتمد على تبني واستثمار كل جهات التطور العلمي في كل مجالات الحياة العامة . متجاوزين كل الموانع الانسانية والاخلاقية وكل الاعتبارات والاعراف العامة . فتعتمد على اهداف استراتيجية دون اللجوء الى الصراع التقليدي .
نرى ذلك على العراق مثلاً . قَبلَ الاحتلال لكنها كانت محدودة في تأثيرها بسبب الوعي العالي العام وقوة الإدراك للأجهزة الأمنية . نشروا مرض الهيضة في سبعينات القرن الماضي ونشر الجمرة الخبيثة بين حيوانات العراق وامراض الدواجن وامراض الحمضيات والنخيل المن و البق الدقيقي والعديد من الامراض المجهولة .
بعد الاحتلال قامت الولايات المتحدة الامريكية بوضع دستور غير منطقي متجاوزة كل الدساتير العراقية التي اسست منذ بداية انشاء دولة العراق الدستورية سنة 1921 الشاملة لموجبات الدولة العلمانية لحد النظام قبل الاحتلال . أسست دستور لا يتلائم وطبيعة العراق الاجتماعية الدينية والمذهبية والقومية ” مفخخ مليئ بالالغام ” مثل التمييز المذهبي والمحاصصة والشعائر المذهبية التي لا علاقة لها بالدين الاسلامي وليس من الصحيح تبني الدولة لها والصرف المالي الكبير الذي لا مبرر له عليها . ومشكلة اقليم كردستان وصياغته على الاساس الانفصالي ومشكلة المناطق المتنازع عليها بين الاقليم والمركز . التدخل في الشأن المالي العام من خلال المصرف المركزي عدم استقرار العملة العراقية والهدر الكبير في العملات الاجنبية بمبررات واهية والضغط على المواطنين وتنفيرهم من عدم ايداع أموالهم فيه مثل فرض العديد من الشروط الغير منطقية عليهم وفرض رسوم استقطاعات على اموالهم ومنح فائدة قليلة لا تتناسب والوضع المالي العام للدولة . وتسهيل منح قروض لمتنفذين واستخدامها بما لايتناسب ومصلحة الدولة والشأن العام علاوة على انشاء مصارف مشكوك بنزاهتها وتوجهاتها المصرفية مرتبطة بدول خارجية أو جماعات لا تحمل سمة الوطنية بدون ضمانات ملزمة مضمونة . منح القروض للمشاريع الصغيرة ذات النفع الخاص وعدم التشجيع واقراض المشاريع العامة الصناعية والزراعية لتقليص البطالة . ألغاء وبعثرة معامل التصنيع العسكري التي تشكل ثروة طائلة للبلد وبيع موجوداتها الى دول الجوار من قِبَل اشخاص متنفذين قدموا مع المحتل مثل ” احمد الجلبي ” بيعت الى ايران . تدمير كل السلاح العسكري العراقي وتخريب قواعده وجعلها عرضة للسلب والنهب . قيام بعض حمايات المسؤولين بأمر منهم بأشاعة الفوضى والتخريب العام مثل قيام حماية احمد الجلبي بسرقة سيارات المواطنين وسرقة مصرف الزوية من قبل حماية رئيس الوزراء الحالي قبل ان يكون رئيساً للوزراء والمالكي رئيس الوزراء السابق وابنه احمد والتفجيرات والاغتيالات وعلاقتهم بها في بغداد واغراق مناطق شاسعة فيها ايام الانتخابات في زمانه وفرضه أتاوات مالية طائلة على المواطنين من خلال تثبيت ارقام سيارات ” المانفيست ” واعادة تحميلهم رسومها الكمركية المدفوعة اصلا وفرض اجور على شعار وهمي يوضع على زجاج سياراتهم ” أي المواطنين ” بحجة الحماية الامنية وشراء اجهزة ” كشف الاسلحة ” كاذبة لإستخدامها في السيطرات , الافلات وعدم الامتثال للجنة تحقيق سقوط الموصل ومساهمته في خلق منظمة داعش من قبل اميركا وايران وضربه وتصفيته للمعارضين والمتظاهرين واغتياله لقياداتهم واثارته الطائفية وموالاته العلنية لإيران . التوظيف مقابل اجور مادية كبيرة في دوائر الدولة مثل وزارة التربية التي يعود وزيرها الى ” صالح المطلك ” نائب رئيس الوزراء وزعيم كتلة سياسية . تأسيس معامل لأنشاء ” الصبّات ” الكونكريتية وملئ الشوارع بها من قبل متنفذين سياسيين في الدولة . التخريب في محطات تصفية المياه المخصصة للشرب خلط مياه المجاري للمياه الثقيلة بها وتلويثها . في مرة من المرات عثر على حصان ميت في محطة تصفية لمياه الشرب مخصصة لمناطق بغداد الجديدة والانكى من ذلك يتم الاعلان عن هذه الحالة لأثارة الفجيعة بين المواطنين . التجاوز على املاك الدولة بكل انواعها وتعطيل العمل بقوانينها . وقيام المحتل بحل كافة مؤسسات الدولة العراقية وشلّها والعمل المقصود على اغتيال وابعاد وبعثرة كل خبرات هذه المؤسسات وعناصرها الفاعلة وفتحت الابواب التخريبية على مصراعيها لتدمير العراق ومسح والغاء كل شواهد التطور في كل المجالات فبعد الاحتلال قامت الولايات المتحدة واسرائيل وايران أيضاً بنشر الكثير من وسائل هذه الحرب . فنشرت امراض كثيرة مثل التوحد والآيدز والجرب وتشويه الولادات نتيجة الاشعاعات وامراض سرطانية كثيرة بواسطة تلويث كثير من الاغذية المستوردة والمواد الزراعية علاوة على نشرها الكثير من الامراض التي تقضي على الثروة الزراعية والحيوانية وآخرها السمكية وقيامها بنشر حشرة الارضة ” النمل الابيض ” والفيران والجرذان وعديد من الفايروسات والجراثيم المضرة بصحة الانسان والحيوان مثل فايروسات الطيور وجنون البقر وامراض عيون الانسان ” فايروسات تنشر في الهواء ” والسعال وقيامهم بتخريب مياه الشرب مثل مايحدث في البصرة والاشعاعات المجهولة في مناطق بغداد ” ابو غريب ” من ضواحيها والمناطق الاخرى من العراق ” تشويه الولادات ” والامراض الجلدية الغير معروفة والتخريب والتلكئ فيي موضوع الكهرباء . وعدم التطور واصلاح البنية التحتية في كل مجالاتها . موضوع نفوق العدد الهائل من الثروة السمكية . كارثة من هذه الكوارث , سواء كانت مقصودة او عدم الاكتراث البيئي ومتابعة الالتزام بها يضاف الى هذا كله .
الحرب الالكترونية . في المجالات المختلفة واستثمارها في مجال تخريب الدول مثل نشر الفساد الاخلاقي والارهاب والتضليل وتأجج الطائفية والعنصرية الدينية والقومية والمذهبية , وما يزيد الطين بلّة انعدام التوعية الاجتماعية بخصوص هذه الاشياء رغم توفر الوسائل الكثيرة السمعية والمرئية والافتات بمختلفها . مما يخلق حالة من القصور والعوز الامني الاجتماعي .الحال مقصود ويدخل في منهج احتلال العراق هدفه التدمير والاستفادة من هذا التدمير , لترويج منتجات دول العدوان الغذائية والزراعية والدوائية والصناعية وخدماتها في العديد من مجالات الحياة . ما نذكره ليس مقتصرأ على العراق فقد استخدم في مصر نشر الفأر الابيض له القدرة على تدمير المزروعات بشكل واسع واثارة الارهاب ضد السياح الاجانب في مناسبات الاصطياف وفايروس الكبد وانقلاب السسي المحرك لتأجيج صراع داخلي مستقبلي , وسوريا وليبيا واليمن مرض الهيضة والجرب ولبنات في المجال السياحي أثارة القلاقل والاضطرابات في الموسم السياحي .