فقد اليوم أمكننا المقارنة في قضية تفاوت الوعي وأرجاع الأسباب لمن كان السبب في أيجاده وتأخيره هنا وهناك !!!
ولما كان هذا الوعي كما نراه اليوم بهذه الهيبة والجلالة والقوة والمنعة والذي أورث ما قيمته جيوش مدججة ومدربة وتحمل أكثر الأسلحة تطورا وفتكا ، يوم وجد بالمقدار الضروري ليكون الوعي مدافع ومساند ولو بعاري اليدين في بعض المواقف !!!
وقد يتضح جليا هذا المثال عندما نعرف قوة المخابرات الأمريكية ، ومراكزها البحثية ، وما تخططه للجمهورية الأسلامية الأيرانية في أكثر من حرب معلنة عسكرية وأقتصادية تمثلت بالحصار ومنع أستيراد ما يمكن أن يديم حركتها الصناعية وتجنيد المعارضين ، وأستمالة المنحرفين ، وممن يسهل التغرير بهم !!!
وخفية سرية تمثلت بالمؤامرات والتخريب والأغتيالات ، بنظرية ( الحرب الناعمة ) التي هي اليوم الحرب البديلة ، والتي خطرها أقوى من اي خطر يمكن تصوره ، ولها أضرار كارثية ، لأساليبها الذكية والخفية والمقنعة للمستهلكين الغير واعين من العوام بل حتى أهل القناعات من النخب والسوقة عادي الفكرة ومحدودي التخيل والتصرف !!!
وعندما نتخيل أن دولة مثل الأتحاد السوفياتي كانت ضحية الحرب الناعمة لعشرات السنين وهذه النظرية الغربية تنخز في عظامها حتى سقطت السقوط المدوي ليتفكك الأتحاد السوفيتي ويصبح كما عليه الأن !
لعاقل أن يتخيل كم هذه النظرية مخيفة أخترقت الوعي والذكاء من القيادات لنوع الملبس والرداء والتمويه ألا محسوس الذي تلبسه في دخولها على ذاك البلد أو الحزب أو تلك المنظمة !
والغريب أنها لا تستهدف غير القناعات وبطريقة طوعية تدخل سمها الزعاف ، وتأخذ بيدك السلاح والمعول بقناعة الثائر لتفتك ببلدك ونظامك القائم دون أن تكون متردد ما دمت خارج نطاق تأثير الوعي !!!
وهذه الحرب وبفضل الوعي المفرط والأدراك العالي الذي تتمتع به القيادات الأيرانية لا سيما الولي الفقيه وقمرة القيادة ، وكذلك الشعب الأيراني رأس مال اللعب بهذه الحرب ، لكانت هذه الحرب قد أنهت أو على الاقل أدخلت الجمهورية الأسلامية قبيل أنتخابات 2009 بالفوضى العارمة ، ولكن سلاح الوعي كان أشد فتكا من سلاح نظرية الحرب الباردة التي أصبحت اليوم الوجهة الأمريكية البديلة عن هذه الترسانية العسكرية المتحركة في الجو والبحر والارض !!!
فهل نحن الشعب العراقي قواعد وقيادات نستطيع الصمود في حرب أمريكا علينا بأخبث نظرية أطاحت بالأتحاد السوفياتي وعشرات البلاد العربية وغيرها ؟؟؟
وهل نعتقد أننا خارج تجربة هذه النظرية !!!
أو أننا لمن نكن من ضحاياها !
ما يمنع وهي الغير محسوسة وأساليبها صعب كشفها وتتحرك كالماء من تحت التبدن !
تارة بأسم الديمقراطية ، وآخرى بأسم حقوق الأنسان ، وثالثة بأسم البرامج التطويرية التي تساعد المنظمات ، والحكومة ، والمجالس البلدية ، ومجالس المحافظات ، وكذلك فتح أبواب المساعدات المالية وتشغيل العاطلين وكل شيء يتصل بظاهره بها ، أو بعيد عنها !!!
وأجزم أن كل ما تشربه الحكومة اليوم وتأكله هو من فيض بستان نظرية الحرب الناعمة التي تسرح وتمرح في بلدي بعد غياب الوعي واليقظة !!!
وما سر صمود أيران !!!
ومن رفع نسبة الوعي لدى الشيعي الذي أتفق معه بالمطلق من حيث المنهج والقناعات الشيعي الأيراني ؟؟؟
علينا تخيل من أخروا الوعي !!!
ومن كانوا وراء أسبابه !!!