7 أبريل، 2024 7:34 ص
Search
Close this search box.

الحرب الموعودة على العرب ونتائجها المستقبلية

Facebook
Twitter
LinkedIn

نتن ياهو في آخر تصريحاته قال فيها لم تعد هناك دولة عربية تعادي اسرائيل . كلامه صحيح لكنها نصف الحقيقة وليس كلها , فهو يقصد حكام الدول وليس شعوبها يعلم علم اليقين بأن الشعب العربي من المحيط الى الخليج لا يمكن في اي حال من الاحوال أن يسالم اسرائيل فهذا من المستحيلات . لا داعي لذكر الاسباب فهي معروفة للجميع عرباً ويهود ومن يواليهم . وعندما اقول يهود فأعني جميع يهود العالم وليس ممن يعيشون في اسرائيل . كونهم متعاطفين مع اسرائيل بشكل او بآخر الا القلة القليلة . كلامي هذا ليس غلواً ولا تعصباً ولا معاداة للسامية فالعرب ساميين ايظاً . ولأن الشعوب العربية مدركة لهذه الحقيقة ولمشاعرها ولو قدر لأداراتها وحكوماتها ان تنظمها وتقودها بأخلاص لإستعادة حقوقها والتخلص من الهيمنة الاستعمارية لكان لها ذلك . اسرائيل والمستعمرين وعلى رأسهم اميركا بعد ما انتهوا من الحرب مع من يخالفهم من الحكام العرب وكسبوها لصالحهم دخلوا في حرب مع الشعوب العربية حرب قاسية ضروس أشرس الحروب في التاريخ معتمدين في ذلك على عملائهم من حكام العرب . أزاحوا حكام العرب المعارضين الخارجين عن السكة الاستعمارية صدام حسين ومعمر القذافي وعلي عبد الله صالح تمت أزاحتهم بفعل عدواني مباشر من قبل فريق الشر الاستعماري . بغض النظر عن مناهج هؤلاء الحكام , الحال المزري الذي تعيشه شعوبهم بعد ازاحتهم لا يقارن على الاطلاق من شدة السوء الذي يعيشونه بعد الازاحة . والتغييرالذي حدث في مصر حسني مبارك لم يكن بدوافع اقتصادية ابداً , وكذلك في سوريا ضد بشار الاسد وايظاً في تونس على الرئيس زين العابدين بن علي . كانت مطالب التغيير ابعد من ذلك بكثير . الدوافع للثورة معنوية وليست مادية على الاطلاق أهداف تخص السيادة والاستقلال واسترجاع الكرامة والتخلص من المهانة والعمل على استرداد المصالح المغتصبة والكرامة المسلوبة وكبت الحريات والخروج من دائرة الخنوع للأستعمار والصهيونية . لأن الحال الاقتصادي لهذه الدول كان الافضل من حالهم الآن . أدراك المستعمرين وفي طليعته الاميركان والصهيونية لهذه الحقائق وأن الشعوب العربية اخذت زمام المبادرة وأختارت ان تكون هي من يحدد المسارات ويرسم الاتجاهات . لذا كان لزاماً على المستعمرين وعملائهم من الحكام مواجهة هذه الشعوب ومعاقبتها على مشاعرها وفعلها ومطالبها المشروعة في مصالحها المغتصبة . فأعلِنت الحرب عليها بحجج وذرائع ابتدعها المستعمرون والحكام المسيّرين من قبلهم تعاونهم في ذلك ايران التي دخلت في الخط الاستعماري كساند رئيسي لأميركا وأسرائيل . هاكم ما يحدث في العراق وليبيا واليمن وسوريا وتونس وحتى لبنان . لسنا بحاجة الى التذكير بشكل مفصل عما يجري والمعاناة التي تعيشها هذه الشعوب . لكن علينا ان نذكّر المواطن بالادوات التي يستخدمها المستعمرين في الحرب على الشعوب العربية ومن اهمها الارتكاز على عملائهم في المنطقة الحكام العرب وحكام ايران وتركيا الخاضعين كلياً لهم والمأتمرين بأمرهم في مقابل الحفاض على عروشهم ومكتسباتهم , والاحزاب الموالية لهم بشكل مباشر مقابل منحهم دوراً في الحياة السياسية في المجال الذي يعملون فيه بغية تنمية ثرواتهم المالية المشروعة وغير المشروعة وكذلك الاحزاب الموالية لأيران مثل حزب الله اللبناني والاحزاب الشيعية العراقية المستظلة بالجناح الايراني الذي وصّفناه سابقاً ويأتي بعد ذلك الحركات او المجاميع المسلّحة التي أسسوها لهذا الغرض غرض الحرب على الشعوب العربية مثل داعش والقاعدة وغيرها من التسميات التي تتخذ من الطائفية والغلو الديني كمناهج عمل مستديمة لفعلها التخريبي للبنية التحتية او للنسيج الاجتماعي الموحد أسوة بالاحزاب الشيعية المذكورة اعلاه أين فعل القاعدة تجاه الاميركان وكرزاي في افغانستان ولماذا دخلت في سباتها في هذا الوقت بالذات . ويأتي بعدها العامل الاقتصادي كأداة فعّالة ضاغطة على هذه الشعوب وأبرزها كنموذج بارز و واضح يمارس على مصر , بالحجب كمساعدات اجنبية وعربية سعودية في زمن الاخوان , أو المنح بعد انقلاب السسي الذي صنعوه بمعرفتهم . تهديد وترغيب لاحظوا نتائج حربهم على الدول العربية والتدمير الشامل من قتل وازاحة سكانية وتدمير للبنية التحتية بحجج مزدوجة , مقاتلة الارهاب او مقاتلة النظام والخاسر الاول والاخير هي الشعوب العربية هدر هائل في الاموال والممتلكات العامة والخاصة وخسارة هائلة في النفوس . العراق سورية اليمن ليبيا غزة لبنان وحتى مصر , و بقية الدول العربية تنتظر الموعود والمقسوم . واسرائيل واميركا وعملائهم من حكام العجم والعرب وكما يقول المثل العراقي ( طالق الرمح سالم الخسارة ) الحكام الاكراد ايظاً داخلين كأداة بيد فريق الشر في ملحمة الحرب الاستعمارية ضد الشعوب العربية وبصيغة مختلفة بعض الشيء . ايران الساند الاول للأستعمار الاميركي الاسرائيلي في البلاد العربية والاسلامية من ابرز صفات المستعمر بشكل عام والغربي بشكل خاص أستخدامهم للقوة المفرطة ضد شعوب العالم وأميركا مثال على ذلك في كل حروبها ونشاطاتها العدوانية بدئاً من استخدامها للقنابل الذرية في اليابان لأبادة شعبها مروراً بفيتنام واستخدامها الاسلحة الكيميائية والجرثومية والغازات السامة ومبيدات الاشجار والنباتات وقنابل النابالم وأنتهائا بالعراق واستخدامها اليورانيوم المنضّب والقنابل الفسفورية والنابالم والعنقودية أسرائيل تنتهج نفس النهج في حروبها مع العرب وتركز على ضرب مدارس الاطفال مثل ضربها لمدرسة ( ام البقر ) في مصر اثناء حربها سنة 1973 وفي غزة ضربها لأحدى المدارس الفلسطينية التي تدار من قبل الامم المتحدة في حربها الحالية , وكذلك ضربها للتجمعات السكانية المدنية وأستخدامها الفسفور الابيض , وهذا ما تفعله ايران أيظاً ضربت مدرسة ( بلاط الشهداء ) في بغداد ومقتل عدد كبير من التلاميذ صغار السن , وقتلها في السر والعلن للآلاف السكان المدنيّن اثناء حرب القادسية الثانية 1980 ـ 1988 وبعد الاحتلال الاميركي للعراق , قتل وتدمير واغتيالات سواء بشكل مباشر او بواسطة عملائها الموالين لها من الاحزاب والافراد مثل حزب الدعوة والصدريين والمجلس الاعلى والخزعلي والبطاط والجلبي وغيرهم , الكل يشتركون  بنفس العقيدة وينهجون نفس المناهج الاجرامية , المستعمر وعملائه مثل بشار والمالكي والحوثيين وحسن نصر الله ومن هو على شاكلتهم أرهابيين بدون منازع الغاية ترهيب الشعوب وأجبارها على الخنوع وقبول الذل والسكوت على جرائمهم , وروسيا ايظاً داخلة في اللعبة الاستعمارية من خلال قادتها العملاء لأميركا بدئاً من (غارباتشوف ومروراً بيلتسن وانتهائاً بـ بوتين ) تعلن اختلافها مع اميركا وفي الباطن تتعاون مع كل من يسعى لأذية العرب والمسلمين , تتعاون مع ايران وبشار والمالكي ضد الشعب السوري والعراقي , كيف كان موقف ايران من حرب المسلمين الشيشان مع روسيا وكيف هوموقفها من الحرب في افغانستان بن المسلمين والاميركان وموقفها السلبي من المقاومة السنية ضد الاحتلال الاميركي . كل هذا يجري لتقاسم ما ينهب من ثروات الدول العربية والاسلامية , مستغلين صمت العالم وسيطرة اميركا والصهيونية عليه . هل هذا الذي يحدث ونتائجه لصالح فريق الشر وحكام المنطقة العملاء . . ؟ من الممكن القول ان نتائج هذه الحروب تخدمهم لأجل مسمى قريب جداً , لكن الحقيقة التي يعرفها الكل المرّة لفريق الشر هي النتائج النهائية التي ستذهل الجميع ( حتمية التغيير وضياع مصالح فريق الشر الا مشروعة وانصياع اسرائيل لما يقرره ويقتنع به الشعب الفلسطيني ) شاءوا أم أَبَوا . من نتائج الحروب وما تتمخض عنه تغيير في المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلاقات الدولية ( أعادة حسابات ) للمعتدي والمعتدى عليه وتكون في الغالب لصالح المعتدى عليه . اميركا وحلفائها المقلّدين لنهجها مثل بريطانيا وفرنسا سيفقدون مصالحهم حتماً واسرائيل سترضخ لأرادة الشعب الفلسطيني أما بقبولها حل الدولتين او ترحيل كل من جاء من سكان اسرائيل بعد الاغتصاب سنة 1948 عند تحريرها . وملالي ايران ستكون خسارتهم مركّبة , أنحسار المد الشيعي الاثني عشري وخسارتهم لهُ كمرجعيات ايرانية والحلول محلهم مرجعيات عربية معتدلة تعطي للوطن والمواطنة اولوية مطلقة في نهجها ومعتقداتها الدينية . ثورة الشعب الايراني على حكم ملالي ايران المتطرف والمتخلف واستبداله بنظام اكثر اعتدالاً ومقبولية في المنطقة . ناهيك عن المصير المزري الذي ينتظر الحكّام العرب الموالين للأستعمار والصهيونية والكارثة التي تنتظرهم , ليس انا من يقول ذلك لكنها النتائج والاستقرآت المنطقية لحقائق الامور والقوى الفاعلة فيه وما ستؤل  اليه . هي من يقول , ويقرر فرظاً لا طوعاً  مسارات المستقبل . ختاماً تقبلوا شكري على قراءتكم المقال

*hokr 22@ yahoo.com

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب