17 نوفمبر، 2024 3:25 م
Search
Close this search box.

الحرب المندلعة و ازمة الغذاء العالمية

الحرب المندلعة و ازمة الغذاء العالمية

لأوّلِ مرّةٍ ” وبعد انقضاء ثلاثة شهورٍ على اندلاع الحرب بين روسيا واوكرانيا ” تثار بشكلٍ شبه ساخن مسألة النقص والإفتقاد لإستيراد القمح وحبوب اخرى من كلتا الدولتين المتحاربيتين , ومع عدم وجود بدائلٍ تعويضية كافية لذلك , علماً أنّ الهند التي تنتج كميات كبيرة من القمح اوقفت تصديره كلياً الى الخارج < بأستثناء اليمن > , وذلك تحسّباً ممّا هو قادم في قادم الأيام .!

ولعلّ ما لافت للأنظار أنّ إثارة هذه المسألة وتسخينها , جاءت على لسان الرئيس بوتين الذي اعلن عن استعداد موسكو للسماح لسفن الشحن الأوكرانية بتصدير القمح والذرة الى دول العالم الأخرى , مقابل الغاء العقوبات المفروضة على روسيا , وقد عززّ بوتين مقترحه هذا < وكأنه واثق من الأستجابة لطلبه خلال ايامٍ معدودات .! > عبرَ قوله أنّ على اوكرانيا تقديم خارطة بالألغام المزروعة أمام موانئها التي أعدمت او اوقفت روسيا الحركة فيها كلياً , وبقدر ما أنّ ” مسألة خريطة الألغام هي خطوة تكتيكية ” لأغراض الإثارة الإعلامية وإلفات النظر لأيعادها .

وإذ الرئيس الروسي على درايةٍ تامّة بأستحالة القبول بألغاء العقوبات على بلده مع استمرارية الحرب مع النظام الأوكراني , فإنّ مسألة المساومة على السماح بتصدير هذه المنتجات الزراعية الضرورية التي تحتاجها العديد من دول العالم , هي سابقةٌ جداً لأوانها طالما لم تستفحل ولم تستشرِ هذه الأزمة بعد , ولم تصعد معظم الأسعار في معظم دول العالم صعوداً نارياً بعد ايضاً .

هنالك حقيقةٌ أخرى تُدلّ على مدى ذكاء الخطط الروسية البعيدة المدى والتي جرى التفكير والإعداد لها مسبقاً < وربما حتى الإخراج والمونتاج والسيناريوهات المُعَدّة > , فإنّ القوات الروسيّة لم تقصف ولم تدمّر العديد من سفن الشحن الجاثمة والمصطفة الى بعضها في الموانئ الأوكرانية الستراتيجية الأربعة على البحر الأسود وعلى بحر آزوف , لم تدمّرها لا بالطائرات المقاتلة او القاذفة ولا بالصواريخ ” وبعضها قابل لإغراقها حتى بمدفعية المورتر ” الهاون ” , وهي اهدافٌ مشروعةٌ للتدمير في الحروب , لكنّ حسابات السادة او الرفاق الرّوس المبكّرة لبلوغ ازمةٍ غذائيةٍ ” على الطريق ! ” قد اثبتت دقّة وصواب ذلك وغير ذلك. , والذي إبتدأت مشاهدة طلائع أبعاده منذ الآن , مهما كان مبكّراً . ولتعزيزٍ اكثر فنضطرّ ” وبما توجبه الضرورات ” للإشارةِ مرّةً ثانية ” الى التصريح الأخير للسيد هنري كيسنجر حول < ضرورة ايقاف هذه الحرب الدائرة خلال الشهرين المقبلين , وإلاّ فالنتائج ستترتّب بما لا يحمد عقباه > , ويستنتج من ذلك على الأقل الإبقاء على على المناطق الأوكرانية التي احتلها الجيش الروسي , مقابل ما سيحدث بالمقابل .!

الإستقراءات الأولية في الإعلام في تفعيل وتفاعل المضاعفات القادمة لهذه الأزمة الغذائية المبكرة نسبياً او السابقة لأوانها لحدّ الآن , فمن المفترض أن تسبقها تظاهراتٌ احتجاجية جماهيريةٌ واسعة النطاق لوقف هذه الحرب واعادة الأمور الى نصابها , لكنّ ذلك سيتقاطع سيكولوجياً ” أولاً ” مع رؤى الإدارة الأمريكية الحالية , وإنّ ترشيح دخول او إيلاج مسألة الصين وتايوان الى مسرح العمليات هذا , قد يؤدي بالرئيس بايدن الى ما قد يؤدّي به ! وفق كلّ الإفتراضات المفترضة .! , والوضع الدولي القائم غير قابلٍ للإجهاض , بل بتوائم المعضلات و اكثر .!

أحدث المقالات