العراق, بين مخالب الإرهاب وضعف الحكومة, صِراعٌ يتواصل بين أبناء الشعب العراقي وأعداءه, بمباركة أيادٍ خارجية نجحت بكسب بعض المحسوبين على الوطن, وأيادٍ داخلية أوصلت الحال في العراق الى منعطفٍ خطيرٍ جداً, قد يتم عبور هذا المنعطف, ولكن إستحالة العودة عبر المنعطف نفسه.
تأجيج الفتنة الطائفية؛ ,ومحاولة قتل الروح الوطنية؛ وشق الصف الوطني, عبر بث سموم التفرقة, بواسطة رجال إستأجرتهم إسرائيل, ودخلوا السياسة, ليكملوا مشوار البعث الذي يحاول قادته, العودة الى السلطة لتنفيذ مآربهم الخبيثة.
حالة حرب مفتوحة, طوال خمس وثلاثون عاماً, ومازالت, هذه الحرب تأكل الأخضر واليابس, بسبب الأطماع الداخلية والخارجية؛ بنى صدام مؤسسة عسكرية إستخدمها, لحماية نظامه القمعي, والقضاء على معارضيه بشتى وسائل القتل, والتي وصلت الى إذابة إجساد المعارضين لنظام البعث في التيزاب, وإستطاع تنظيم عدة أجهزة أمنية, داخلية وخارجية, عسكرية ومدنية, وكان التمويل حتماً على حساب قوت الشعب, فقرار الحرب المفتوحة في العراق, جاء بأمرٍ من القوى العظمى لينفذه حزب البعث, بإساليب مختلفة وظروف مختلفة ومُسميات مختلفة.
بعد إسقاط النظام البعثي عام 2003, كان الأجدر إحتواء المخلصين والمجاهدين وعدم طردهم وتنحيتهم وإحالتهم على التقاعد ؛ وإهمالهم, و الذي حصل, من دوافع إنتقامية كان أمراً طبيعاً؛ بسبب الجهل السياسي, وغُلبة العاطفة, التي سيطرت على معظم السياسيين, الذين قتل صدام وحاشيته, جميع أبناء أسرته, إنتقاماً لمعارضته سياسة البعث, لم يستطع أحد ضبط النفس, وتفضيل المصالح الوطنية, على المصالح الفئوية والخاصة, نجح صدام, بكسب ولاء اكثر من نصف عدد جيشه؛ عبر منحهم, أموالاً وقطع أراضي وبيوت فارهة, وخصص لهم مناطق خاصة في بغداد, وكان شعار صدام ( من كان معي فهو آمن نفذ ثُم ناقش) والعكس صحيح.!
جميع المؤسسات العسكرية والمدنية, بكامل عددها وعدتها, تهيكلت, بعد دخول القوات الامريكية الى العراق وانهاء الدولة العراقية, والتي مازالت الحكومة الجديدة المنتخبة؛ لا تستطيع لملمة مكونات الشعب التي تبعثرت؛ بسبب قلة الخبرة العسكرية والسياسية والفنية, لإدارة مؤسسات الدولة, مما تقدم نستطيع القول: إن من تسلموا السلطة في العراق؛ مازالوا يدورون, داخل دائرة مغلقة, يبحثون عن مخرج للأزمات ولو كان صغيراً.!
لمْ يوالي جميع ابناء الطائفة السنية, صدام حسين؛ بل كان صدام على خلاف كبير مع عدد من العشائر الغربية, و بعض شيوخ العشائر في الحويجة, و تم تصفيتهم ومنع اقاربهم من الأنخراط في مؤسسات الدولة إبان عهد صدام, وبعد اسقاط نظام صدام, لم يتم الالتفات الى هؤلاء؛ وتعويضهم جراء الظلم والحيف, الذي تعرضوا له, من مجرمي البعث وجلادي السلطة؛ بل الذي حصل, هو تجدد مظلومية هؤلاء, وتم كسب بعض الصداميين والبعثيين, الموالين لبعث ما بعد صدام! و تهميش المؤرقين منهم, مما حدا بهؤلاء البحث, عن من يعتقدوه ( العدل ورفع الظلم ), الحقيقة المُرة: بعض السياسيين العراقيين هم, (الحواضن التي ساعدت على تفقيس الإرهاب, من حيث علموا أو تجاهلوا ذلك).