23 ديسمبر، 2024 12:06 م

الحرب الكونية في العراق

الحرب الكونية في العراق

انهت الولايات المتحدة الامريكية تحشيد اكثر من اربعين دولة غربية وعربية ،لقتال الدولة الاسلامية في العراق والشام ،ومقرها في نينوى حاضرة التاريخ كله ،فهل تحتاج الدولة الاسلامية كل هذا الحشد الدولي لمواجهتها والقضاء عليها كما تزعم ادارة اوباما.؟اذا ما علمنا ان الدولة الاسلامية، لاتمتلك جيشا منظما ودبابات وطائرات ومعسكرات وغيرها،فهي تقاتل بشكل انفرادي وتعتمد بالدرجة الاولى في قتالها مع عدوها مبدأ (الكر والفر) اي الهجوم والانسحاب،وهذا يوفر لها الجهد والوقت وعنصر المفاجأة في القتال ،اضافة الى هذا فأنها تستخدم سلاحا لايملك عدوها على الاطلاق بل لاتملكه كل جيوش وتحشدات ادارة اوباما الاربعين دولة ،الا وهو سلاح (الانتحاريين والاستشهاديين)،وهذا هو السلاح الوحيد الذي تتفوق فيه الدولة الاسلامية على اعدائها ،هذا اولا،ثم هل ان امريكا جادة ومتأكدة من نصرها الافتراضي واصرارها على القضاء على عناصر الدولة الاسلامية في هذه الحرب ،ام ان هناك سيناريوهات اخرى تخفيها الان عن العالم ،لان الهدف الاساسي ليس رأس الدولة الاسلامية ،وانما عدوا اخر في المنطقة هو الاخطر من وجود الدولة الاسلامية وهو ايران كما اعلن هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا الاسبق ومنظر السياسة الخارجية لها  قبل ايام،وكان قد حذر ونظر قبل عامين تقريبا وقال بالحرف الواحد،(ان طبول الحرب تدق في الخليج وما لم يسمع فهو اصم واعمى)،اضافة الى هذا هناك كتاب لوزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس صدر قبل خمسة اعوام تؤكد فيه ان ايران ستضرب عام 2015 وستدمر عشرات المرات عن تدمير العراق ،وهذا نص كلامها في مذكراتها ،وقد انطلقت من كلامها هذا من مخططات ادارات امريكا المستقبلية ومنها مخططات برنارد لويس في تفتيت وتقسيم المنطقة على الاسس العرقية والطائفية والقومية ،وهذا واضح للعيان الان تماما ،انظروا الى حال المنطقة لتتأكدوا ان ما خطط له (برنارد لويس) ،قد تحقق في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان  وغيرها وهو مشروع طويل الامد كما ترون،اذن وكي لانذهب بعيدا عن عنوان مقالنا هذا ونحن قاب قوسين او ادنى من حرب كونية مؤكدة ،ستدور رحاها في العراق ،وتحديدا من ارض الموصل العزيزة ،حفظها ورعاها الله وحفظ ورعى العراق بعين رحمته ورأفته ،نقول ستقع هذه الحرب(لاسامح الله)،وسيدفع ثمنها ابناء العراق وسوريا،ويجني ثمارها دول الشر واعدائهما ،ايران واسرائيل وامريكا فقط ،ويخسر العرب والخليج لانهم هم المستهدفون من هذا كله،ونتائجها ستكون وخيمة عليهم لا على غيرهم في المدى المنظور،ولكن كيف سيكون شكل هذه الحرب ومن هم اطرافها ، هناك سيناريوهات اعلنها بعض السياسيين والقادة العسكريين في العراق،واكدوا ان مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ستكون تقديم الغطاء الجوي الكثيف والدعم اللوجستي الاستخباري والتسليحي والاستشاري والاعلامي،اما القوات العراقية فستكون على ثلاثة محاور الاول من جهة محافظة صلاح الدين قوات مكافحة الجرائم التي تقاتل الان في تكريت، والاخر من جهة محافظة دهوك وهي قوات البشمركة والثالث هو من جهة محافظة اربيل، وهي قوات مكونة من جنود وشرطة بقايا جيش المالكي الهارب من المدينة يقودهم اللواءخالد الحمداني ومحافظ نينوى اثيل النجيفي،(انا هنا اتحدث عن معركة الموصل)وهي انطلاق الحرب الكونية ،وهكذا تتوسع كما مخطط لها امريكيا، باتجاه سورياالرقة ودير الزور ، هذا سيناريو عسكري افتراضي اولي اراه الان وأنا في قلب الحدث ولصيق له،ولكن المخطط الامريكي الاوسع والغير معلن هو اكبر من هذا ويعد هذا ساذجا امامه ،الا وهو اعادة احتلال العراق امريكا وتقليم اظافر ايران والدولة الاسلامية معا ،بسبب النفوذ المشترك لهما في المنطقة والعالم ،والذي اصبح الان الاخطر على مصالح امريكا والعالم كله،وهذا القلق الامريكي عممته على العالم،ولذلك جاء الحشد عالميا ،وقد استثنت ادارة اوباما من هذا الحشد(عن تعمد)،روسيا وايران وسوريا،لماذا ..؟،لان الحرب  الاساسية ستكون مع هؤلاء فقط ،وليس الدولة الاسلامية رغم خطورتها وتهديداتها لامريكا علنا ،ورغم معرفة امريكا ان مشروع الدولة الاسلامية لايقف عند حدود سوريا والعراق،باقامة (دولة الخلافة)وانما يتعداه باقامة دولة الاسلام والخلافة ،في العالم كله،هذا هو مشروعها الاساسي المعلن ،اذن تنامي وانتشارالنفوذ الايراني الان هو الاخطر والقضاء عليه هو الهدف الاول،كيف ايران الان نفوذها طاغ في سوريا والعراق ولبنان وتتجه الى اليمن بقوة وثقة وهذا واضح ما يدور الان في اليمن العزيز ،وتقدم وسيطرة الحوثيين على المشهد،وتهديدهم باعلان جمهورية اليمن الاسلامية الايرانية قريبا ،كما تؤكد كل المؤشرات/وما رفع صور خامنئي وحسن نصرالله وخميني ،في مظاهراتهم ،الا تأكيد ان المشروع الايراني في التمدد الصفوي الشيعي ،وتحقيق شعار الهلال الشيعي هو قاب قوسين او ادنى من التحقق،فماذا سيتبقى لامريكا في المنطقة،واين ستصبح مصالها،عدا سمعتها الدولية وهيمنتها على العالم ،وشعار ان القرن الحالي امريكيا بلا منازع ،كل هذا سيكون محض هراء امام سيطرة ايران على المنطقة ،هذا هو جوهر الخطر الامريكي الان،علما ان العلاقة الان بين ايران والقاعدة والدولة الاسلامية علاقة توافق على عدو مشترك هو امريكا،وهذا اكده الشيخ العدناني رئيس جبهة النصرة في سوريا ،واكد ان الشيخ الظاهري وجه ،بعدم التعرض الى المصالح الايرانية في المنطقة،من هنا يتاكد لنا حجم المعركة ،ونتائجها في الحرب القادمة،وان الرابح الاكبر منها هو ايران حتما ،وهذا نصر كبيرلايران ،تحلم به منذ قرون،باعادة مجد الامبراطورية الفارسية،وتحقيق مشروعها الشيعي الصفوي التوسيعي في العالم ،اما روسيا فستكون عامل اشغال لهذه الحرب وستشارك بقوة فيها،لسبب بسيط ،هو ابعاد شبح الحرب والتدخل الامريكي والغربي على اوكرانيا واحتلالها وضمها من قبل روسيا  في صفقة قادمة مع امريكا،اذن هناك حرب كونية هدفها اعادة تشكيل المنطقة وتقاسم النفوذ فيها على الاسس الطائفية والعرقية والقومية،انظروا(كيف جهزالغرب) اقليم شمال العراق بكل انواع السلاح  ومعداته، دون موافقة بغداد او التنسيق معها وهو خرق قانوني واضح للعلاقات الدولية ،والهدف هو ضمان اعلان دولة كردستان فيما بعد ضمن المخطط الامريكي ،المشار اليه ،وهذا هو ما تخطط له ادارات امريكا ،ومن السذاجة ان يقول قائل بأن امريكا تريد (تحرير السنة )من ميليشيات ايران وخطورة الدولة الاسلامية ،بالرغم من ان اوباما اعلن هذا صراحة،لكنه كذب وافتراء ولي الحقائق،كما هي اكذوبة المجرم بوش في غزوه واحتلاله للعراق،والا الا يرى اوباما وادارته ،ماذا تفعل ايران وميليشياتها وقاسم سليماني يقودها في العراق منذ سنوات،وقد قتلت وهجرت واعتقلت وحرقت وفجرت مئات الالوف من العراقيين ،كي يأتي اوباما الان ويخلص(السنة )من عبث واجرام الميليشيات وداعش كما يسميهاالامريكان،العراقي لم يعد يثق باحد من هؤلاء القتلة والكذابين والمتاجرين بدماء الشعوب،وهم من يرعى الارهاب ويدعمه ويسلحه ويموله لاخافة وقتل الشعوب،لكي يجد مبررا لاحتلالها وتدميرها،وهذا ما حصل  وسيحصل للعراق وسوريا،في الحرب الكونية القادمة .اما تشكيل حكومة كارتونية بدمى تسمي نفسها سياسية ،فهذه نكتة سمجة لايضحك لها الا الساذجون،اللاعب الاكبر الان في العراق،هما ايران وامريكا ،وصراعهما على النفوذ واضحا،وهو الذي سيقود الى تلك الحرب المجنونة ،الحرب الكونية في العراق….