13 أبريل، 2024 6:48 م
Search
Close this search box.

الحرب العراقية – العراقية .!

Facebook
Twitter
LinkedIn

1 – لا فرق , ولا فروقاتٍ مادية لأيٍّ كان , كائناً من كان من الأشقّاء من رجالات الأقليم , ومن ايّ حزبٍ كان ليكون رئيساً علينا , وربما يجلس على رؤوسنا , ويقوم بجولاتٍ وزياراتٍ لدولٍ عربية او أعجمية حتى بعدم اكتمال تشكيل الحكومة وحقائبها الوزارية الرئيسية , فلا فرق في كلّ ذلك وسواهُ كذلك .

كما ينعم ايّ اختلافٍ جوهري او جهوري لأيّ رئيسِ وزراءٍ يحكم العراق سواءً سابقاً او حاليّاً طالما سيادته من منتسبي احزاب الأسلام السياسي , فذلك يعني اوّلَ ما يعني تعطيل الحياة المدنية للمجتمع وتكبيل الحريات الشخصية بقوانين الأغلال بالرغم من الأنتشار القاتل لترويج المخدرات والتحفيز على الأدمان عليها , كما ليس بجديدٍ او قديمٍ للقول بأنّ الدولة العراقية تُدار من خارج الحدود ودونما حدود , كما ايضاً لا تأثيرَ على مجريات الأوضاع السياسية والقانونية للبلاد حين يترأس السلطة التشريعية الشاب ” محمد ريكان حديد الحلبوسي ” الذي كانت ولادته بعد عامٍ من الحرب العراقية – الأيرانية ” والذي لم يعش اجواءها وافرازاتها السياسية القائمة الى الآن , وقد اكمل السيد الحلبوسي دراسته الجامعية قبل الأحتلال بسنةٍ واحدة , وحصّل على شهادة الماجستير في الهندسة بعد الأحتلال ببضعة سنوات , اي انه لم يمارس العمل الوظيفي – الهندسي في دوائر الدولة سابقاً , ولاندري ما علاقة علم الهندسة ” ودونما ممارسة ” بالشرع والشريعة والسلطة التشريعية .! , لكنّ الأهم من هذا , فسواءً كان الأستاذ الحلبوسي او سواه رئيساً لمجلس النواب , فلا فروقاتٍ تنعكس على مسيرة وآلية وحركة الدولة العراقية .! فبعيداً عن الأعتبارات النظرية والشكلية فلا توجد اصلاً ايّة رئاسةٍ من الرئاسات الثلات , ولا وجود ولا سلطة للهيئات المستقلة ” الغير مستقلة ” , وإذ تنزعج وتستاء السلطة الحاكمة من هذه الكلمات , فبسطاء الناس على ادراكٍ مطلق أنَّ الذين يحكمون الدولة العراقية هم الأحزاب الدينية التي تمتلك تشكيلاتٍ وفصائلٍ مسلّحة ” بما يوازي تسليح الجيش العراقي او يتفوّق عليه ” , فكلّ حديثٍ عن العملية السياسية والديمقراطية الساخرة والكابينة فهو هراء X هراء حتى لو لم يجرِ إحراق صناديق الإقتراع ممّن احرقوها ! ومُحالٌ فتح تحقيقٍ شكليٍّ بحق الذين اشعلوا النيران .!

2 – أنْ يوقف المرء سيارته بمحاذاةِ رصيفٍ في شارعٍ عام , فأصحاب المحال او الأكشاك او ” البسطيات ” طالما يمنعون وقوف ايّ عجلةٍ او مركبةٍ أمامهم , بذريعةِ أنّ هذا يقطع رزقهم , وكأنّ الأرزاق ليست من الله تعالى .! , وهذه الأرصفة ” بعد الأحتلال والعملية السياسية ” لم تعد لمرور المشاة , وإنما لعرض معروضات اصحاب المحلات من مولداتٍ واجهزةٍ وسلع ! واذا ما حظي البعض بأيقاف سيارته فسيجد من ينتظره لدفع أجرة الحراسة ” المفترضة ” والوقوف ودونما تعيينٍ او تخويلٍ من اجهزة الدولة , كما أنّ المطاعم والكافيتيريات تمارس عدوانها الفاضح والشرعي فوق الأرصفة لتحوّلها الى مكانٍ مخصص لإيقاف عجلات الزبائن الذين يرتادوها فقط , وبشرطٍ قسريٍّ لدفع أجرة الوقوف على الرصيف او أمامه .! , والى ذلك فأسعار وقوف المركبات في المرائب الرسمية فأنها تتفوق على مثيلاتها ونظيراتها في كلّ القارات وبما فيها القارة الأفريقية وادغالها ” فما معنى الأضطرار لدفع مبلغ 4 – 5 دينار للتوقف لإقتناء حاجةٍ ما ولو لبضع دقائق !

, كما أنّ هنالك بعض الدوائر الرسمية < ولا نسميّها تحسّباً من المساءلة اللاقانونية > أنها تبلّغ المراجعين بكلّ صراحة ووقاحة لدفعِ مبلغٍ باهضٍ ومحدد مقابل عدم عرقلة معاملته والعودة بها من نقطة الصفر او المربع الأول ..

وإذ نأسف لمرارة الكلمات اوّلاً , وللإختيار العشوائي لبضعة امثلةٍ وظواهرٍ لم يعرفها ولم يشهدها المجتمع العراقي منْ قبل ” ثانياً ” , فآمالنا المعلّقة والمتأرجحة أن تأتي حكومةً ما في يومٍ ما لتجتثّ ما هو اخطر من هذه الظواهر وسيّما من يديروها من خلف هذه الستائر الشفّافة المقرفة .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب