يطبل المطبلون ويصرح المصرحون ويكتب الكاتبون معلنون عن قرب حدوث حرب طائفية في العراق بسبب خروج المحتل وبنفس الوقت يتوقعون أن السيد المالكي قد تحول إلى دكتاتورا .. لنناقش هذه العبارة ونرى هل فعلا الرجل دكتاتورا أم أن الأقلام تكتب كما يحلو لها .. لو افترضنا جدلا أنه دكتاتور فكيف يسمح هذا الدكتاتور أن تحدث في البلد حربا تحرق الأخضر واليابس وكيف يسمح من تعتقدون أنه يُريد الاستئثار بكل الوزارات والقرارات ويجعل نفسه الوصي والوزير والقائد الأول لكافة الوزارات وبالذات الأمنية كي تسود الفوضى والقتل والدمار بالبلد وهو يريد أن يكون دكتاتورا .. لا اعرف أين المنطق من هذه التناقضات .. إما السيد المالكي دكتاتورا وبهذه الحالة لا وجود لحرب أهلية طائفية ولا يسمح مطلقا لأي طائفة أن تتجاوز على الطائفة الأخرى … وإن كان غير ذلك فبالإمكان أن تحدث هذه الحرب لأنه لا يستطيع كبح جماح كل الساسة المتربصين ورجال الدين المثيرين للنعرات الطائفية … أين نذهب بالآراء حسب أقولكم .. هل نذهب إلى قراركم الأخير بأن الحرب قادمة لا محال .. أو نذهب إلى أن السيد المالكي أصبح دكتاتورا .. الفكرتان متناقضتان فكيف يكون دكتاتور ويسمح لأحد بحمل السلاح وكيف ستحصل الحرب وهو دكتاتور .. فطبيعة الدكتاتور أينما كان لا يسمح لأحد أن يستخدم السلاح إلا لمن كان من المقربين جدا .. وهل يسمح الدكتاتور بالفوضى في البلد أم انه يُريد إستقرار البلد ليمارس السلطة الشمولية وإظهار الشدة وعدم اللين .
على القراء الأفاضل أن يقرؤوا الغايات من هذه الحروف التي تسعى لبلبلة الوضع في هذا البلد الآمن أو لنقول الشبه آمن .. فالسيد المالكي عندما أستلم دفة الحكم بعد السيد الجعفري كان البلد في حرب طائفية لكنها غير معلنة وأستطاع أن يكسر شوكة الإرهاب والخارجين عن القانون والأعراف والأخلاق ويطارد القتلة ومن الطائفتين فكيف وهو حسب أقوالكم أصبح دكتاتورا سيسمح لكل من هب ودب بحمل السلاح … إنها معادلة غير منسجمة مهما حاولت أن أزيد من كمية هذه المادة وأقلل من الأخرى وأرج القنينة ولكني لم أصل لنتيجة تتوافق وتتناغم مع ما تقولون .. فمن يعتقد أن السيد المالكي دكتاتورا عليه أن يرفع من عقله فكرة أن هناك في الأفق حربا طائفية أو أهلية .. ومن يعتقد أن هناك حربا ستقع بين العراقيين عليه أن لا يعتبر ولا يعتقد أن السيد المالكي دكتاتورا .. هذا هو حديث المنطق فإما هذا الرأي وإما الرأي الآخر ولا مناص منهما … قرأت العديد من المقالات لبعض الكُتاب وهم يطبلون على طبل الطائفية من جهة ، وبنفس الوقت يطبلون لفكرة أن السيد المالكي تحول دكتاتورا بعد خروج القوات المحتلة .. أريد أن أفهم كيف نجمع بين الفكرتين وهما فكرتان متناقضتان جملة وتفصيلا .. أرسو على بر واحد أيها الكُتاب فإما السيد دكتاتور أو لا وجود لحرب طائفية وأهلية قادمة .. اما الجمع بينهما فهذا يدل على حالتين .. الأولى قصور عقلي عند الكُتاب والثانية إن هناك من يدفع هؤلاء الكُتاب لخلق فوضى إعلامية تعقبها ممارسات إجرامية على الأرض ثم تتحول الفكرة إلى واقع ملموس وحينها يقول من يُطبل ” الم نقل لكم أن الحرب قادمة ” وإن خاب ظنهم سيعودن لعزف لحن “إن السيد المالكي دكتاتورا ” .. احتار السيد المالكي مع هذا الشعب فإن كان يغض النظر عن بعض الأمور قالوا أن الحكومة ضعيفة وإن كان يشد عليهم اعتبروه دكتاتورا .. أقول لكم إننا لا نرضى حتى على النبي المرسل إن كان قائدنا ولا نفهم لغة إلا لغة المعارض الغاضب الممتعض الناقم على أي قائد يكون إلا بحالة واحدة إن كان القائد محتلا حينها سنرقص ونوزع الحلوى وننثر الورود بدخول المحتل كما جرى قبل أعوام عندما دخل المحتل الأميركي … أما إن كان القائد من جلدتنا فشعارنا سيكون مطربة الحي لا تطرب … والآن أين سيكون قرع طبولكم … حرب أم دكتاتور .