23 ديسمبر، 2024 5:22 م

كان لي اخ ضابط استشهد خلال السنة الاولى للحرب العراقية الايرانية وعند زيارتي له وهو عائد من معركة زاره صحفي عراقي صديق ليسجل تحقيقا عن تلك المعركة وعند طرحه السؤال الاول بادره اخي سأجيبك بعد ان تجيبني عن سؤالي وهو الى متى ستبقون تكذبون ايها الاعلاميون.. فأجابه الى نهاية الحرب…صدقنا ثلاثة اشهر ولم يتبقى لدينا كلام فبدأنا نكذب…هذه هي ضريبة الحرب طويلة الامد…وهذا الامر نلحظه في حرب الانبار حيث التعتيم والكذب من كل الاطراف

وهذا ما ينطبق على حرب داعش والغبراء التي بدأت اعتصاما جماهيريا سلميا يحمل مطالب دستورية شرعية في معظمها ..جوبهت بتصعيد حكومي وتشويه اعلامي وسكوت مطبق من الذين كان ينبغي لهم ان يكونوا آخر من يصمت وأولهم المرجعيات الدينية ..تلك كانت المرحلة الاولى التي انهتها الحكومة بدراماتيكية غريبة ..لتأتي بعدها المرحلة الثانية.

بدأت المرحلة الثانية التي اعقبت دخول داعش الفلوجة وسيطرتها عليها والتي بدأت بتحالف الجيش والصحوات ضد تخادم المسلحين وداعش ..اقول تخادم وليس تحالف لأن ما يميز بين الاثنين كبير في الوسائل والاهداف ومنذ ذلك الوقت والجيش يقصف المدن دون ان يتمكن من تحقيق نصر ولو جزئي على مسرح العمليات وضلت داعش تضرب هنا وهناك وتستهدف المدنيين في كل انحاء العراق العربي ولم تزدها هذه الحرب الا قوة .

كان بالامكان لاحدنا ان يعطي العذر لنفسه بالسكوت ولنقل ان ابن البصرة مثلا كان ليس قريبا من المسرح خصوصا وأنه لم يسمع من شبكة الاعلام العراقي غير المستقلة الا ان اهل الرمادي سيعودون وأن داعش يتم ابادة قادتها وأمرائها بشدة على وفق خطة محكمة ..ولكن بدأت المرحلة الثالثة وهي مرحلة زج افواج طواريء المحافظات ومنها البصرة مما يذكرنا بأن الحرب ليست لعبة وأن المشاركة فيها ليست أستعراضا كحالة جلب مواد البناء من كل الأقطار العربية لاعادة بناء الفاو..       وبدأت جثامين الشهداء من ابناء القوات المسلحة تصل البصرة وضل ابن البصرة يفكر ويسأل نفسه : ما الذي تحقق مقابل هذه التضحيات؟؟ جيشي كان يطارد  داعش في الصحراء وأذا هو الان وبعد كل هذه التضحيات يقاتلها على ابواب بغداد ؟؟هل كتب على ابن البصرة ان يكون وقودا لمغامرات الاشخاص على مدى ثلاثة عقود ونيف ؟؟

هل نحن على اعتاب السيناريو السوري ام دخلناه ؟؟ وما الذي جنته سوريا المحطمة؟؟وهل سينتهي الارهاب في سوريا بعد سنوات عشر؟؟ وهل تقاس الدولة السورية التي لم تتحطم يوما ولم يدخلها احد من الغرباء منذ يوم الجلاء بالدولة العراقية التي بنيت في ظل الفوضى (الخلاقة)؟؟ وهل يقاس الجيش العراقي الذي حارب عشرات السنين ومسك السيطرات لعشرة اخرى بالجيش السوري المنتعش الذي حارب 11 يوما فقط منذ يوم الجلاء والباقي كله تدريب وتسليح وتجهيز؟؟

اسئلة كثيرة عدا ما جاء في اعلاه تطرح على الصامتين مرجعيات وشيوخ وسياسيين كلها ترك عدا سؤالين الاول لماذا صمتكم الذي اوصلنا الى ما نحن فيه؟؟والثاني الى متى الصمت وهل اعدمت السياسة وسائلها لكي يتكلم المدفع ويستمر كلامه هو السائد؟؟

يذكرني السؤال بنقطة من 32 نقطة كتبتها وقدمتها للرئيس صدام حسين خلال لقائي به مع المواطنين يوم 19 نيسان 2002 ((نحن نعول احيانا على الدور الروسي والصيني ولكن عندما يتكلم المدفع الامريكي ستخرس كل الاصوات وسنجد انفسنا وحدنا في الساحة بكل ما نملكه من ضعف نتيجة الحصار الجائر مقابل امريكا بكل ما تملكه من قوة وعنجهية وسيضيع البلد)) فألى الصامتين اليوم اقول لا تصمتوا بل اعملوا على ان تصمت المدافع لحقن دماء ابنائنا فقد نزفنا كثيرا وئقول بأن العقول العراقية ان توحدت باتجاه اعلى من هذه الازمة ستحلها دون قطرة دم واحدة