22 ديسمبر، 2024 9:24 م

الحرب الروسية – الأوكرانية و غورباتشوف .!

الحرب الروسية – الأوكرانية و غورباتشوف .!

< كان من المفترض اختيار عنوانٍ آخرٍ للمقال بعنوان ” الحرب الروسية – الأوكرانية – بدايات بلا نهايات ” , والمقصود بالنهايات هنا ضمن المفهوم النسبي وليس المطلق , حيث انها نهايات غير مرئية ضمن المدى المنظور وربما حتى المتوسط > .

( لم تنطلق الى غاية الآن اية تظاهرات احتجاجية فعلية لشعوب الدول الأوربية التي تموّل الحرب في اوكرانيا وتصب الزيت على النار فيها , بينما انطلقت تظاهرات ضمّت ملايين اليشر في دول اوربا وامريكا ضدّ تحشّد التحالف الثلاثيني الدولي لشنّ الحرب على العراق في عام 1991 , بينما كلا الكويت والعراق هما الأبعد في الجيوبوليتيك عن دول الغرب .! كيف يمكن تفسير او تفكيك رموز ذلك او معظمها .؟ ) .

   في التأمّل والتعمّقِ في التأمّل في ماهية وفي الدلالات الكامنة وراء تكالب الولايات المتحدة ودول اوربية اخرى في ضخ مئات المليارات من الدولارات او اكثر على شكل اسلحة ودبابات وقطع مدفعية مع منظومات الرادارات والصواريخ والمسيّرات , بالإضافة الى ما يوازي تلال من القذائف والذخيرة الى نظام زيلينسكي ومنذ سنةٍ ونيف , ودونما حساباتٍ لمديات المستقبل , فقط نكايةً وضغطاً على الرئيس بوتين او موسكو , دونما تهديدٍ من روسيا للأمن القومي لهذه الدول مجتمعةً , ودونما ايّ حسابٍ ولا اعتبارٍ للخسائر البشرية والأقتصادية والبنى التحتية التي تتكبّدها اوكرانيا يوميا وهي في طور شبه التفتّت . بينما هذه النفقات المالية هي من اقتصاديات الشعوب الأوربية والأمريكية , هل هنالك عامل او عنصر غريزي – سيكولوجي لتلك الشعوب الأوربية تحت تأثير التضليل والتشويش الإعلامي الممنهج والمبرمج , وهذا ما لايمكن الإجابة عليه فعلياً , بينما لم يجرِ حساب عدد المرّات التي جرى التلويح والتنويه بها للجوءٍ محتمل الى حربٍ عالمية او نووية , ومن كلا المعسكرين الغربي والروسي .!

   كلّ او كافة قادة وزعماء الغرب على قناعةٍ مطلقة بأنّ موسكو سوف لن تستسلم مهما تكبّدت من الخسائر العسكرية والبشرية وحتى اراضٍ مفترضة , لكنّ هؤلاء القادة يدفعون دفعاً للإتجاه نحو المجهول النووي , ولم تبقَ من معانٍ لمفهوم السلام العالمي , كما وأنّ كل اعضاء ودول الجمعية العامة للأمم المتحدة غدت تتمثّل بالسيد انطونيو غوتيريش الذي اضحى كأنّه من مشتقّات بايدن او زيلينسكي .!

   الى ذلك وسواه , فماذا لو لم يقم ميخائيل غورباتشوف بإعلانه المدوّي في حلّ وتفكيك الأتحاد السوفيتي السابق في 26 \ 12 \ 1991 , وبقاء حلف وارشو السابق , فهل كان ممكناً التحرّش ” ولو بالكلمات بموسكو ” , ولعلّها من المفارقات الدرامية والتراجيدية أنّ غورباتشوف اعلن استقالته من رئاسة الأتحاد السويتي السابق في 25 \ 12 \ 1991 < وتسليمها شخصياً الى بوريس يلتسين  دونما موافقاتٍ من البرلمان الروسي او مجلس الدوما > وذلك  قبل يومٍ واحدٍ من اعلانه حل والغاء اتحاد السوفيت , ولم يكن اعلان هذه الإستقالة سوى ادراكٍ عميقٍ مسبق لأبعاد فعلته الفعلاء وما ستؤول اليه الأمور , وهذه هي الطلائع الأولية الأولى لما يشهده العالم اليوم بالإتجاه نحو الإبهام الداكن ومضاعفاته .

  من الناحية الموضوعية – المعنوية ” على الأقل ” فلم تتبقّ معانٍ واقعيةٍ وفعليةٍ لمحكمة العدل الدولية , ولا الى منظمات السلام , وحتى ما يسمى بأحزاب السلام الأخضر .! وربما حتى بالصليب الأحمر والمرادفات ذات العلاقة .! , كما ولعلّه كان من الأحرى والأجدر بالسيد فرانسيس فوكوياما لو استبدل عنوان ومضمون كتابه الشهير ” نهاية التأريخ ” الى نهاية العالم .!