18 ديسمبر، 2024 9:19 م

الحرب الروسية – الأوكرانية … بِلا إعلام !

الحرب الروسية – الأوكرانية … بِلا إعلام !

قد يجتذب العنوان ” اعلاه ” دهشة شرائحٍ ما من الجمهور , مهما بلغ حجمها , لاسيّما مع مشاهدةٍ يوميةٍ لمراسلي او موفدي القنوات الخليجية الثلاث , وهم يتجولون في العاصمة كييف وعدد من المدن الأوكرانية الأخرى ” بعيدا عن جبهات المعارك ” وهم لا يتمتعون بصفة ” المراسل الحربي ” , وبينهم شباب وفتيات يبدون حديثي العهد عن الإعلام , وكل او معظم ما يقدّموه من تقاريرٍ صحفيةٍ او اعلاميةٍ لا يتجاوز أمرين قد لا يغدو ثالث لهما .! , فهم بالدرجة الأولى يعرضون ترجمةً من العسكر الأوكراني الى العربية وبما يخدم مصلحة الجيش الأوكراني بالطبع , وهم في الدرجة 2 يركزون ” وفق تعليماتٍ وتوجيهاتٍ مسبقة ” على الأهداف المدنية التي تطالها القذائف والصواريخ الروسية , علماً انّ معظم الأبنية والأمكنة التي هجروها النازحون الأوكران , يجري استخدامها عسكريا لتخزين الأعتدة والذخائر والأسلحة الأخرى ” وهذا مما حدث في عديدٍ او بعض الحروب السابقة < وليست الحرب العراقية – الإيرانية مثالاً وحيداً في ذلك , بالرغم من أنّ سقوط ضحايا من المدنيين < عمداً او مصادفةً > أمرٌ وارد في ذلك ” وليست حربي عام 1991 & 2003 وكذلك احتلال امريكا لأفغانستان وحرب فيتنام ” هي الأمثلة الوحيدة بهذا الصدد , مع اشارةٍ ضروريةٍ في الصددِ هذا أنّ المراسلين الحربيين والصحفيين الأمريكان كانوا برفقة القوات الأمريكية في تلكم الحروب المشار اليها تحديدا او سواها , ودونما حضورٍ اعلاميٍ غربيٍّ من الطرف المقابل او الجانب الآخر من المعارك .. ايضاً ففي الجانب الروسي فلا ايّ حضورٍ اعلاميٍ غربيٍ لتغطية تفاصيل المعارك , ولا يقتصر ذلك على عدم رغبة الأمريكان والأوربيين بهذا الشأن ! لكنّ القيادات الروسية الأمنية ولعسكرية لا تسمح بحضور ممثلي وسائل الإعلام الغربية في الأراضي الروسية التي تشهد معاركاً ساخنة , وليس بهدف التشكيك في حيادهم الإعلامي فحسب , وانما لما يراود القيادة الروسية من شكوكٍ محتملة لإرتباط المراسلين الغربيين او بعضهم بأجهزةِ مخابراتٍ اوربية او امريكية , وهذاما يحصل في العديد من الحروب , واضحى امراً تقليديا او شبه تقليديٍ .

والى الآن فقط في هذا الحديث المكتوب , فإنّ تغطية التفاصيل الإعلامية المطلوبة ومداخلات هذه الحرب القائمة , فإنها تستند او تعتكز على طرفٍ او جانبٍ واحدٍ يستثني متطلبات الجانب المقابل الآخر , وهذا ما يعتبر ليس خللاً فادحاً في < توازنات المعادلة الإعلامية > فحسب ! وانّما في ممارسة عملية تضليلٍ كبرى وعظمى للرأي العام الغربي ” على الأقل ” , وهذه من الأسلحة الغربية ” اللامرئيّة ” للحرب .!

ثُمَّ , لإستكمالِ بعضٍ من حلقاتِ هذا المسلسل ” الإعلاميّ العالمي ” غير المتسلسل , ولإظهارِ بعضٍ من الحلقات المفقودة في ” الإعلام ” ذات الصلة , وحيث أّ كبريات الشركات العالمية في مجالات < الإتصال والتواصل والإتصلات التقنية الأخرى > هي شركاتٌ اهلية ومن المفترض انها مستقلة عالمياً ومحسوبةً على القطاع الخاص , فإنَّ < غوغل و مايكروسوفت وapple ومعها ” نتفليكس ” و ” سبوتيفاي ” مع – سناب شات – وحتى Nokia وسواها بأعدادٍ اخريات فقد قطعت التواصل مع روسيا من جانبٍ غير حكوميٍ مفترض , فكيف يغدو ايصال < الرسالة الإعلامية > الى المتلّقي من مختلف الأصعاق والبقاع .! , علماً أنّ موسكو بادرت لقطع اوصال بعض تلكّنّ الشركات ولأسبابٍ وقائيةٍ على الأقل !