23 ديسمبر، 2024 11:12 ص

سمعنا في السنوات السابقة عن مصطلح الشرق الاوسط الكبير أو الجديد, وطرحت تساؤلات عديدة حول سبل تحقيق التغيير في المنطقة العربية؟ ومدى النجاح في تحقيق ذلك؟ ومدى التغييرات التي ستحصل على رقعة الشطرنج؟ ومن هو الرئيس الذي يحظى بلقب الرئيس المخلوع او السابق؟ وأول ما يتبادر الى ذهن المواطن العربي هو التفكير بلجوء القوى العالمية التي تدعم هذا التغيير الى استخدام القوة والدخول في صراعات وحروب تحسم لصالح القوى الكبرى طبعا”, بحكم التفوق العسكري والتكنولوجي في مجال الحروب , على أن اللجوء لمثل هذا الخيار  مكلف من ناحية الخسائر المادية والبشرية  بالنسبة للدول التي تسعى للتدخل العسكري, لذلك لجأت الدول الاوربية لبديل جديد اكثر تأثيرا” واقل كلفة” واكثر فاعلية,  وأمانا”, وهذا البديل يعرف بالحرب البديلة, او حرب بلا جيوش, عن طريق استخدام الشعوب  نفسها كأداة للتغيير, ومخاطبة رغبة التحرر لديهم والتخلص من تراكمات الدكتاتورية ,  وفعلا” أثبت هذا السلاح الجديد فاعليته في المنطقة , فتهاوت العروش واحدا” تلو الآخر , دون اي تدخل عسكري يذكر, أن رياح التغيير لم تعصف على جميع المنطقة العربية , وإنما استثنت دول  عديدة ممن تنسجم مصالحها  وأهدافها مع رؤى القوى العالمية , علما” أن رغبة التغيير  والتعطش لأجراء التصليحات هي نفسها لدى جميع الشعوب بحكم الرتابة التي  تطغى على أنظمة الحكم في البلدان العربية, وخصوصا” من يتصف منها بالملكية وعدم تداول السلطة, كما أن رغبة الشعوب بالتحرر ليست وليدة العصر وإنما هي مطالب متجددة  عبر الوقت ,  فلماذا  تكلفت اغلب الدول الاوربية  بدعم رغبات التحرر في هذا الوقت بالذات ؟ ولماذا  لاتزال دول عديدة في منأى عن التغيير؟  على ما يبدوا  ان الشرق الأوسط الجديد لن يكون جديدا” بالكامل , بل يتوقف مدى التجديد  على ماتقتضيه تطلعات ومصالح  القادة  في أوروبا, لا حسب أرادة الشارع العربي, وتطلعات الباحثين عن الحرية ودعاة التغيير.