بسبب من السياسات العدوانية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إنه له الکثير من الاعداء و من مختلف المشارب و الاتجاهات، ولأجل ذلك فإن هذا النظام يخوض العديد من المواجهات و الحروب، لکن الذي يلفت الانظار و يجذب الانتباه، هو إن الحرب الاکثر جدية و ضراوة وقسوة و عنفا له، هي الحرب التي يشنها ضد المقاومة الايرانية. المقاومة الايرانية بما تمثله و تجسده من بديل سياسي ـ فکري جاهز لنظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية و إمتلاکها لديناميکية متميزة في تحرکاتها و نشاطاتها السياسية و الاعلامية و الفکرية و لحضورها الفعال على الصعيد الدولي، فإنها تشکل صداعا و أرقا مزمنا لطهران ينقلب أحيانا الى کابوس مرعب عندما تتناقل وسائل الاعلام الاقليمية و العالمية لنشاطاتها و تحرکاتها و تصريحات زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي. مراجعة الاعوام الماضية، حافل بسجل طويل عريض من الحملات المشبوهة التي قادها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد المقاومة الايرانية في سبيل التشکيك بها و النيل من دورها و حضورها الدولي، خصوصا من خلال شبکة من الجواسيس و العملاء الذين تم إفتضاح عدد ملفت للنظر منهم، غير أن الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار هو أمرين مهمين: أولهما: النظام لايکف ولايتخلى أبدا عن محاولاته و مساعيه المشبوهة عبر حربه الخاصة ضد المقاومة الايرانية و يستمر فيها رغم الفشل و الاخفاق الذي يحققه بهذا الصدد. ثانيهما: المقاومة الايرانية متيقظة و نبهة على الدوام ازاء الحملات النفسية و السياسية و الامنية و غيرها التي يشنها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضدها وبشهادة الاعداء بل و حتى بشهادة قادة النظام نفسهم فإنها ليس صمدت بوجه هذه الحرب وانما أيضا ردت الصاع صاعين. أهمية و جدية حرب طهران ضد المقاومة الايرانية يأتي من کونها کما أسلفنا تشکل و بإعتراف مختلف المراقبين و المحللين السياسيين، البديل الجاهز للنظام و من إنها تحمل برنامجا سياسيا ـ إجتماعيا ــ إقتصاديا ـ فکريا شاملا للأوضاع في إيران، ومن هنا فإن طهران تصرف جل جهدها في مواجهة و کبح جماح الصعود و التألق لهذه المقاومة و السعي للحد من دورها و نشاطها، لکن، مالم يقدر عليه هذا النظام وهو في ربيع عمره ليس بإمکانه أبدا القيام به وهو في أرذل عمره! [email protected]