الحرب الايرانية الاسرائيلية.. الى اين؟

الحرب الايرانية الاسرائيلية.. الى اين؟

على ضوء ما جاء في تغريدة ترامب على منصته، بعد ساعات قليلة من مهاجمة الكيان الاسرائيلي ايران نستنج التالي:

اولا، ان امريكا ليس على علم بالهجوم الاسرائيلي على ايران، بل انها قد اعطت الضوء الاخضر لهذا الهجوم.

ثانيا، ان امريكا ترامب تطلب من ايران الاستسلام؛ بقبول كل ما ورد من مطالب امريكية في الذي يخص النووي الايراني.

ثالثا، ان حرب الصواريخ والطائرات بين الدولتين، او ان الصحيح بين ايران والكيان الاسرائيلي المحتل للأرض الفلسطينية والعربية، والذي يقوم بإبادة الشعب الفلسطيني؛ سوف تستمر اقوى واعنف مما هي عليه الآن؛ الى ان تستسلم ايران.. وان كل هذا سواء الحرب الحالية او التي يهدد ترامب،ايران، تم التخطيط لها مسبقا. رابعا، ان هذه الحرب ستستمر الى ان يستسلم احد طرفي الصراع او الحرب.

كنت قد كتبت مقال نشر في الحوار المتمدن مؤخرا، اوضحت فيه؛ ان امريكا لن تهاجم ايران، بل ان اسرائيل هي من سوف تهاجم ايران، إنما بضربات محدودة ومسيطر عليها؛ في قراءة خاطئة للوضع، وفي نفس الوقت صحيحة من حيث خط الشروع وما سيترتب على الحرب الواسعة من تداعيات خطيرة وقد تكون كارثية. عليه، فأن ما يقوله ترامب من ان ايران سوف تتعرض الى هجومات اقوى وكارثية ومدمرة على كيان ايران الامبراطوري؛ هذا القول هو رسالة تخويف وتهديد ليس ألا. في الحقيقة ان التكتيكات الامريكية والاسرائيلية، تنحصر في التالي:

اولا، لقد قلنا لكم( للمسؤولين) اذا لم تقبلوا بشروطنا، ستتعرض دولتكم الى دمار هائل وهذا هو الذي حصل. ونقول لكم الآن؛ اذا لم تتراجعوا وتقبلوا بشروطنا؛ سوف يتم تقويض اركان أمبراطوريتكم.

ثانيا، التهديد بألة الحرب الامريكية والتي هي في حوزة اسرائيل، وهي الاقوى في العالم. وهذه اشارة الى امكانية تدمير المنشئات النووية الايرانية الموجودة بأعماق تحت الأرض.

السؤال هنا هل تستسلم ايران؟ وهل تستمر حرب الصواريخ والطائرات بين ايران والكيان الاسرائيلي حتى ترفع احدى الدوليتين الراية البيضاء؟ وهل تتوقف بطريقة او بأخرى؟

من وجهة النظر الشخصية المتواضعة ان حرب الصواريخ والطائرات سوف تتوقف بطريقة او بأخرى. لماذا؟ للأسباب التالية:

اولا، ان ايران لن تستسلم. ان المسؤولين الايرانيين يدركون تماما ان الصراع الطويل نسبيا هو لصالحهم، وهم معروفون بالصبر والنفس الطويل في أدارة الحروب والصراعات.

ثانيا، على الرغم مما لحق بإيران من خسائر كبيرة جدا، سواء بالقادة او بالعلماء النوويين، او ما ظهر بالاختراقات الاسرائيلية المخابراتية لإيران.. لكنها دمرت الامن المجتمعي الاسرائيلي في المرحلة الاولى من الصراع، اضافة الى ضرب مواقع اسرائيلية حيوية ومهمة، في حيفا وتل ابيب. اذا كيف يكون حال الكيان الاسرائيلي اذا ما استمر الصراع لفترة اطول؛ بكل تأكيد سوف يكون لصالح ايران في حساب مساحة ايران ونفوس ايران ومساحة الكيان الاسرائيلي وعدد اليهود في فلسطين..

ثالثا، اذا ما اشتركت امريكا في الحرب بالشكل المباشر؛ فأن الاوضاع في المنطقة ستنهار كليا.. لسببين التاليين:

اولا، ان ايران في هذه الحالة سوف تقوم بضرب كل القواعد الامريكية في الخليج العربي، وهذه القواعد اقرب لها من اسرائيل.

ثانيا، ستجد ايران نفسها مضطرة على اغلاق مضيق هرمز، وهو أي الاغلاق في متناولها تماما.

نستنتج من كل ما تقدم؛ ان هذه الحرب ستتوقف عاجلا. ربما بعد وقت ما من ايقافها؛ يتم احياء المفاوضات بين امريكا وايران، لكنها تكون اصعب من جولاتها السابقة، وربما لا تقود الى نتيجة. اذا لم تسفر عن نتيجة؛ عندها سيتغير الوضع بين ايران وامريكا في اتجاهين متضادين

اولا، امريكا لسوف تعمل على تشديد العقوبات الاقتصادية على ايران. وستعمل على تحويل الملف النووي الايراني الى الامم المتحدة، لكنها سوف تفشل في تمريره لوجود الدعم الروسي والصيني لإيران.

ثانيا، في خضم هذا الصراع ربما تعمل او تفكر ايران جديا بالانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي. ان هذا ان حصل، سمنحتُ إيران فرصة تلو الأخرى لإبرام صفقة. قلتُ لهم، بأشدّ الكلمات، “افعلوا ذلك فحسب”، لكن مهما حاولوا، ومهما اقتربوا، لم يتمكنوا من ذلك. أخبرتُهم أن الأمر سيكون أسوأ بكثير مما يعرفونه و يتوقعونه أو يُقال لهم، وأن الولايات المتحدة تُصنّع أفضل وأشدّ المعدات العسكرية فتكًا في العالم، بلا منازع، وأن إسرائيل تمتلك الكثير منها، وسيأتي المزيد – وهم يعرفون كيف يستخدمونها. تحدّث بعض المتشددين الإيرانيين بشجاعة، لكنهم لم يكونوا يعلمون ما سيحدث. لقد ماتوا جميعًا الآن، وسيزداد الأمر سوءًا! لقد كان هناك بالفعل موتٌ ودمارٌ هائلان، لكن لا يزال هناك وقتٌ لإنهاء هذه المذبحة، مع هجماتٍ مُخطّط لها مسبقًا ستكون أكثر وحشية. يجب على إيران إبرام صفقة، قبل أن يختفي كل شيء، وإنقاذ ما كان يُعرف سابقًا بالإمبراطورية الإيرانية. لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار، فقط افعلوا ذلك، قبل فوات الأوان. بارك الله فيكم جميعًا!يكون هو البداية الجدية والسريعة في ان تصبح ايران دولة نووية. القول لابد منه؛ ان هذا كله هو قراءة متواضعة؛ قد تكون صائبة، وقد لا تكون..