23 ديسمبر، 2024 5:00 م

الحرب ألآرهابية على العراق وسورية “خطأ الملالي ورجال الدين وألآسلام السياسي “

الحرب ألآرهابية على العراق وسورية “خطأ الملالي ورجال الدين وألآسلام السياسي “

سخر ألآعلام المرئي والمسموع لخدمة الحرب الكونية بواسطة ألآرهاب التكفيري على العراق أولا ومن ثم سورية والمنطقة , وتم شراء الضمائر والذمم في مرحلة يشهد العراق والمنطقة فيها تدني مستوى المناقبية في ألآعلام والثقافة والسياسة , بحيث أصبحت الفضائيات مشترات والصحف مرتهنة وألآحزاب مخترقة والمنظمات موجهة وولاء الحكومات مصادر , وفي مناخ تختلط فيه ألآراء وألآهواء بعيدا عن مقاييس العدل والعقل , لم يعد بأمكان المواطن العادي أن يهتدي الى الصواب ويعرف حقيقة ما يجري بالرغم من وجود بعض الفضائيات وألآصوات القليلة التي تتكلم بأنصاف لكشف واقع ما يجري من تزييف , ألآ أن قلتها والتشويش عليها جعلها غير قادرة على أعادة توازن الصورة لدى المشاهدين والمستمعين مع وجود التحريض الحرج الذي تتصف به الطائفية وهو كالطلب الحرج في ألآقتصاد ؟

أن الذين يسمعون الحديث عن الثورة في سورية مدعوما بسيل من التبريرات غير الواقعية مما يجعل المواطن العادي لايمكنه معرفة الصدق والكذب فيما يسمع من دعاوى , فمظاهرات درعا السلمية مثلا تسوق على أنها بداية الثورة السورية للمطالبة بالتغيير وهي ليست كذلك ؟ ودعاوى تهميش أهل السنة في العراق سيقت في أجواء يعاني فيها العراق من أحتلال أمريكي ومن عدوان أرهابي تكفيري له حواضن في المناطق الساخنة , ومن أخطاء حكومات وأحزاب فاشلة فيها الشيعي والسني , والمواطن العادي في العراق والمنطقة لايمكنه تمييز الصدق والكذب في مثل هذه الدعاوى لآن المشهد العراقي تختلط فيه أوراق كثيرة , ومقولة التمدد أو ألآحتلال ألآيراني للعراق وتدخله في سورية ولبنان تأتي في ظروف أشباك بالغة الدقة والتعقيد , بحيث لم تعد القضية الفلسطينية هي القضية المركزية , ولم تعد أسرائيل عند ألآعلام الموجه من الطرف الخاضع للمحور التوراتي هي العدو ألآول بل أيران هي العدو ألآول واصفا أياها بالتمدد والتدخل والهيمنة على عواصم مثل دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء ؟ وهو أيهام للمواطن العادي لايمكنه فرز مفرداته ومن هنا جاءت الحرب على اليمن من قبل ما يسمى بالتحالف السعودي حربا أستباقية كما يعلنون وهو موقف مسبوق بموقف السعودية السلبي من ألآتفاق النووي ألآيراني ألامريكي , ومع الموقف السعودي الذي يفرض نفسه على حزب المستقبل وتيار 14 أذار في لبنان ورئيسه سعد الحريري المقيم في السعودية , أصبح موقف حزب المستقبل ومن معه من المسيحيين لاسيما سمير جعجع المتهم بقتل رئيس وزراء لبنان ألآسبق رشيد كرامي شديدي العداء لحزب الله اللبناني الذي حرر الجنوب اللبناني من أسرائيل وأسقط هيبة الجيش ألآسرائيلي بألحاق الهزيمة به في حرب تموز عام 2006 م ومن حماقة حزب المستقبل أنه رفض قتال حزب الله لجبهة النصرة وداعش وأعتبرها دعما للنظام السوري , وهذه المواقف المصابة بالشلل الفكري والعوق السياسي هي كمواقف الذين يسمون المعممين بالملالي , ويسمونهم كذلك برجال الدين , ويسمون ألآحزاب الدينية بألآسلام السياسي منطلقين من دوافع طائفية مصحوبة بنقص ثقافي فألآسلام ليس فيه ملالي ولا رجال دين ولا أسلام سياسي , هذه المصطلحات التي يرددها البعض هي مصطلحات خاطئة , لآن ألآسلام مصطلح واحد  هو ألآسلام فقط  فيه السياسة وفيه ألآقتصاد , وألآمن , والثقافة , ومن يختصون بدراسة الفقه ألآسلامي وعلوم الشريعة يسمون طلبة علوم دينية , وأذا بلغوا درجة ألآجتهاد يسمون ” فقهاء ” أو مفتين , ومن يصبح من هؤلاء له أتباع في الرأي الفقهي يسمى مرجعا , وأصطلاح رجل الدين هو متبع في الشرائع ألآخرى كاليهودية والنصرانية , أما في ألآسلام فكل الرجال والنساء مكلفون بالعمل طبقا لتوجيهات الدين .

وكل من غرق في موجة ألآعلام التحريضي المؤيد للحرب الكونية بواسطة ألآرهاب التكفيري على العراق أولا ومن ثم سورية لم يعرفوا حقيقة وأسرار هذه الحرب , أو عرفوها ولكنهم أنساقوا مع النعرات الطائفية التي تشكل خزينا شعوريا تراكميا في تركيب شخصية أنسان المنطقة في محور طنجة جاكارتا ؟

وخلاصة تلك العقدة السرية كانت تكمن في العلاقة التاريخية بين العراق وأيران لاسيما بعد أنتساب غالبية الشعب ألآيراني لمدرسة أهل البيت في الفقه والشريعة , والتي أصبحت علاقة مصير عقائدي غير قابل للتغيير لآنه يستقي من منابع الشريعة قرأنا وسنة , والجهلاء والطائفيون لايفهمون ذلك , والعقدة الثانية هي علاقة الدولة السورية بالدولة ألآيرانية القائمة على التفاهم في سياسة المواقف الدولية , فالدولتان مع قضية فلسطين , وضد الهيمنة ألآمريكية لصالح الصهيونية , لكن أنظمة التبعية بقيادة السعودية التي أصبحت تعتبر أسرائيل جارا جغرافيا لاتريد الحرب معه , بينما تقوم الدولة السورية وشعبها بدعم المقاومة الفلسطينية ومما زاد الطين بلة ظهور حزب الله اللبناني المدعوم من أيران والذي نجح بأقامة علاقة أستراتيجية مع سورية , وهذا ألآمر عقد موقف السعودية الطائفي لآنها تتبنى المذهب الوهابي , لذلك سعت السعودية منذ 2003 لبث الفرقة الطائفية في العراق مستغلة ظروف العراق ألآستثنائية , وأصبحت هي الممولة لبعض ألآحزاب والكتل التي شاركت في ألآنتخابات لذلك تبنت أياد علاوي , وعندما رأت أن أمريكا وأيران لم يتبنوا أياد علاوي وكتلته دفعت بفرنسا لآستقبال بشار ألآسد عام 2010 وعرض ساركوزي على بشار ألآسد فك أرتباطه بأيران والمقاومة مقابل قيام السعودية ودول الخليج دفع ” 6″ مليارات دولار سنويا لسورية لمدة عشرة سنوات ؟ فرفض بشار ألآسد هذا العرض بأعتبار أن القضية هي ليست قضية مال وشراء ذمم وأنما هي قضية مبادئ وكرامة , ثم بعث الملك السعودي عبدالله برسالة بيد أحد ألآمراء المقربين الى بشار ألآسد أول بداية تحريك ألآحداث المفتعلة في درعا مقترحا عليه أيقاف تلك ألآعمال والتظاهرات المفتعلة والتي شارك فيها أخوان سوريا والقيام بدعم سورية ماليا من قبل السعودية مقابل قطع بشار ألآسد علاقته بأيران وحزب الله اللبناني ؟ ومرة أخرى رفض الرئيس السوري بشار ألآسد ذلك الطلب السعودي ؟ هذه هي حقيقية الحرب الكونية بواسطة ألآرهاب التكفيري على العراق وسورية , وعلى الذين يحترمون عقولهم وكرامتهم وسيادة بلادهم أن لايظلوا سادرين مضللين وراء الدعاوى الصهيونية التي باتت واضحة في دعمهم للعصابات ألآرهابية فهذه معارك القلمون كشفت وجود ألآسلحة والمعدات ألآسرائيلية في مواقع عصابات جبهة النصرة التي تركوها هاربين أمام تقدم رجال المقاومة اللبنانية والجيش السوري , وهذا نتنياهو يقوم بأستقبال جرحى عصابات التكفير وألآرهاب في المستشفيات ألآسرائيلية , وهذه تركيا أوردغان تقوم بتوفير الغطاء الناري وكافة المعدات ألآمريكية لعشرات ألآلوف من عصابات ألآرهاب لتدخلهم الى مدينة أدلب وجسر الشغور السورية , وهذه السعودية في عاصفة الحزم تنزل المساعدات بالمظلات الى جماعة القاعدة بحجة جماعة عبد ربه هادي منصور , وتقوم يتدمير المدن اليمنية وقتل ألآبرياء من ألآطفال والرجال والنساء بينما تظل بعيدة عن عصابات القاعدة ألآرهابية مما تعطيها مزيدا من فرص التحرك , كل هذه الصور في المشهد العراقي والسوري والليبي والمصري والتونسي واليمني واللبناني لم تعد خافية على أحد , ويبقى الضمير وألآخلاق  والشعور الوطني حكما لمن يريد أن يدلي برأيه على قاعدة ” وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ” ولن تكون ألآحسن هي الوقوف مع المحور الصهيو أمريكي وأتباعه من السعوديين والخليجيين ومن تحركت غرائزه نحو المال والجاه الدنيوي.