22 ديسمبر، 2024 8:49 م

الحراك المدني الاجتماعي الشعبي وسيكولوجيا الميتافيزيقيا !!!

الحراك المدني الاجتماعي الشعبي وسيكولوجيا الميتافيزيقيا !!!

في ظل الحراك المدني الشعبي الذي يشهده العراق الان دوريا وكل يوم جمعة وتيمنا بأن كل جمعة هي مباركة ومقدسة ولعلها تفضي الى حلحلة هموم العراقيين المبتلين بالجوع والمرض والبطالة والفساد وانتهاك الارض والمال والاعراض وضيق فسحة العيش وغياب استراتيحية واضحة لرسم معالم المستقبل في ظل اعلان قريب لافلاس الدولة العراقية, وتشديد سياسة شد الاحزم على البطون, من تقشف وتقليص للرواتب وتأخير لصرفها وهو مالم يحصل في اسوء الدول الافريقية, وقد اصبح شعار العراقيين الاستراتيجي هو: ” أسكت وموت جوعا لسنوات قادمة لأننا نحارب داعش ” !!!.
في ظل هذا التردي والتدهور المرضي المزمن الذي سببه النظام المتعفن الطائفي والمحصصاتي الذي زرع الرعب في الحياة اليومية الآمنة وعبث في كل مقدرات العيش الكريم وأفقد العراقين أساسيات العيش والبقاء المشترك, وحول الحياة الى جغرافيا مليشياوية ـ طائفية وأثنية كريهة بغضاء يجري فيها الاحتكام الى لغة السلاح والتهديد والفناء بدلا من لغة العقل والحوار والبقاء, في كل هذا المأساوي تنتعش خطابات فكرية ذات طبيعة ترفيهية فكرية يراد بها المتعة العقلية والمعرفية الذاتية بعيدا عن مصالح شعبنا ودون إدراك لخصوصية الصراع الجاري بين التيار العلماني والاسلاموي عبر تسوية مشوهة قوامها التنبأ غير المدروس بطبيعة المجتمع بأن هناك إمكانية للتحالف مع اليسار والقوى الاسلاموية الطائفية لايجاد حلول لمعضلات هذا البلد الدامي والمكتوي بنار الطائفية الاسلاموية والاثنية العرقية المكروهة !!!.
أنه جهل بحقائق الصراع وقوانينه الموضوعية وعدم فهم لما يجري من ضوابط في كيفية بناء دولة المواطنة المعاصرة, ولنقل انها أمنيات فارغة المحتوى تبررها سلوكيات الابتعاد عن الاحساس الفعلي بمعاناة شعبنا الحقيقية. فهل يستطيع التيار الصدري وغيري الصدري من الاسلامويين الطائفيين أن يبنوا أسس دولة المواطنة والدخول في تحالفات تاريخية تستدعيها مقومات الحفاظ عن الوطن, أنه رهان خاسر في العراق حصرا ولايجوز استنساخ التجارب التاريخية استنساخا أجتراريا يقترب من نمط إجراء التجارب على الحيوان وليست على الانسان العراقي !!!.
“الكادحون” في الحركات الاسلاموية الطائفية والمنظمون أليها بفعل عوامل الاندفاع الجغروطائفي لا يصلحون أصلا لبناء وطن يتعايش فيه الجميع مالم ينتفضوا في عمل جماعي ذو مسحة انسانية خالصة ويؤكدوا إنتمائهم للوطن العراق بعيدا عن ولائاتهم الضيقة للاطر الجغرافية والطائفية والاثنية ويتخلصوا من ولائات الحشود القطيعية الانفعالية المدمرة للوطن وإستقراراه. أنه عمل دؤوب تتوجه صناديق الاقتراع القادمة !!!.
أن الخلاص من الوصاية الابوية الدينية المتمثلة بكافة سلطاتها الهرمية من البيت الديني المتطرف, ثم من المسجد أو الجامع, وصعودا الى المرجعيات الدينية العليا ودوائر الافتاء المختلفة هي مدخل لازم لبناء مختلف التحالفات المشروعة والنزيهة في الحفاظ على الوطن والانتماء الى العراق بكل مكوناته الاثنية والمذهبية, ولا يمكن لتحالفات المستقبل ان تتم على أساس التفريط بالسيادة الوطنية والتي يدركها اليساريون قبل غيرهم. لقد حان الوقت لكي تكون المرجعية الدينية أكثر حيادية مما مضى وأن تعلن ولائها للوطن قبل كل شئ بعيدا عن مغازلتها لقوى الاسلامويين المختلفة. ولازال الدين لله والوطن للجميع وكفى شر التفريط في الوطن, كما إن الترف الفكري شئ والحفاظ على الوطن خط أحمر !!!.