يبدو ان حراكا جديدا، سوف ينتج من رحم التظاهرات الحالية، يؤمن بنوع من الكفاح، الشعبي، ضد الطبقة السياسية الحالية. كيف..؟ ولماذا…؟
يمكن القول ان التظاهرات التي قادها التيار المدني والصدري، سابقا، كانت محاولة لتصحيح مسار الدولة، واصلاحها، بطريقة دستورية، الا ان الطبقة السياسية، لم تتجاوب بالشكل المطلوب، لماذا؟
لان تظاهرات الاصلاح، تلك، في 2015 و2016، الزمت نفسها بالسلمية والقانونية، إلى حد بعيد. بينما قابلتها الاحزاب الحاكمة، باللامبالاة، باعتبار ان منظمها، وقائدها، يمكن ان تتعامل معه سياسيا.
لذلك، اضطر الزعيم العراقي مقتدى الصدر، ان يصعد، ويقتحم الخضراء، ويقاطع الجهات السياسية، لكنه لم يحقق مشروع الاصلاح، بسبب اصرار الطبقة السياسية، وخاصة دولةالقانون، على تجاهل الواقع الشعبي، والاتكاء على قوتها في البرلمان والدولة العميقة…
أثناء هذا كله، شريحة واسعة من الشعب، ومليونية، انتقدت تظاهرات الاصلاح، في التحرير، لانها هذه الملايين الناقمة، تؤمن بان احزاب السلطة، لن تخضع لتظاهرات مهذبة، وترفرف بالاعلام…
هذه النوع من الملايين الناقمة على السلطة، هم اوسع مساحة، واكثر عددا من تظاهرات التحرير التي بلغت بضع ملايين او اكثر… اي ان القواعد الشعبية التي تؤمن بالتغيير الجذري، العنفي، هم اكثر عددا من الملايين التي تظاهرت في ساحة التحرير…
هذه الملايين، كانت تراقب تظاهرات التحرير وتنتقدها، لكونها سلمية، ولكونها منظمة، او لكونها ترتبط بالتيار الصدري…
لكنها بقيت صامته ، وهي تنتظر نتيجة تظاهرات التحرير، الفاشلة، حسب رايها…
ولكن، لماذا انفجرت الملايين الان..؟
يمكن القول، ان توقف تظاهرات التحرير، فضلا عن انتهاء ضجة البرلمان، فسح المجال لهذه الملايين للتبلور والانطلاق، في زمن الفراغ الحالي.
الا ان هذه اول مرحلة من مراحل الحراك الشعبي، العفوي، الذي يؤمن بثورة شعبية شاملة، بعيدا عن اي التزام مع السلطة الحاكمة..
ولكن، هل سوف تستمر هذه الملايين، الناقمة، بعد هذا القمع، ام سوف تتلاشى..؟
حسب فهمي، وطبقا للمراجعة التاريخية، لنشوء وتطور الكثير من الحركات الثورية، يمكن القول، ان هذا القمع، سوف يوفر مناخا مناسبا، لتطور هذا الحراك، وانتاج تنظيمات مليونية شعبية، ثورية بافراط، ذات قيادات شابة، سوف تستخدم اساليب فاعلة في تصحيح الواقع العراقي، بكفاحها الشديد، وهي بتطورها، السريع، سوف تنتظم، بطرق مبتكرة، وقد تلتقي مع ملايين تظاهرات التحرير. في مشروع اصلاح واسع وشامل. والله العالم.