ليس عيبا ان نتعلم من تجارب الاخرين ونوظفها لما يخدم تطلعات شعبنا ولانتردد ان نعترف بفشلنا وتخلفنا في ادارة شعبنا بآليات متطورة سبقتنا اليها في التطبيق الصحيح دولا اقليمية ودولية ..والاعتراف بالفشل ليست سبة بل محطة وقوف وتقييم واعادة تأهيل عملنا بأنماط جديدة ومقبولة بعيدا عن النرجسية والعزة بالاثم . مجتمعات كثيرة تقدمت علينا بخطوات كبيرة في مجال حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة والمستقلة فعندما تتلاقح افكارنا وتتمازج مع هذه المجتمعات من المؤكد ستساهم في رفد الفرد والمجتمع بأنماط وافكار ايجابية ونستخلص من كل هذا ان دور الحراك الشعبي سواء بتوجيه النقد للحكومة او المطالبه بالحقوق و الدفاع عن حقوق الانسان تبقى حالة صحية تحتاجها الشعوب مثل ما تحتاجها الحكومة حركة المجتمع المستمرة تعني الحياة والابداع والتطور ومعرفة الاشياء على حقائقها مما ينمي الشخصية العراقية الشبابية القيادية .. للاسف بعض المضاربين من السياسيين تغيب عنهم الرؤيا كاملة فينظروا الى الحراك الناقد للحكومة سواء كان مكتوبا او تظاهرات احتجاج على انها تهديدا لسلامة النظام وعدوانا على الشرعية القانونية .وهذا الجهل السياسي والتشريعي يعكس غبائهم هو ان الشعب مصدر لكل السلطات .. ان هذه القراءة الغير مسؤولة ينتج عنها الدعوة الى استعمال القوة المفرطة ضد المتظاهرين وما حصل الجمعة الماضية خير دليل على ذلك …ليس السياسيين وحدهم حانقين على ممارسة الحريات حتى الحكومة عوراء في ردة فعلها اتجاه المتظاهرين والتظاهرات حيث نعتهم بالغوغاء والمندسين واعداء للعملية السياسية بل كان من الاجدر بها ان تمارس واجباتها بصورة صحيحة ليس من باب الوصاية على الشعب انما من خلال الحوار العلمي والجاد وتفهم الاسباب الحقيقية التي دفعت بالاف التي خرجت مطالبة بالحقوق وتعتبرها حالة مضيئة لمعرفة الاخطاء وتصويبها وقبل هذا ان تواجه الحكومة عدة اسئلة منها ماذا قدمنا للشعب واين اخفقنا وماهي المعوقات التي اخرت البناء والاعمار وتقديم الخدمات لدراستها ووضع الحلول الناجعة والسريعة لها . ومن الخطأ الجسيم ان تستخف الحكومة بمقدرات الشعب والاستهتار بمطالبهم ..الشعب في انفتاحه وثقافته ليس كما هربتم وتركتموه وحيدا يواجه كل التحديات شعب بمقدوره ان يميز الغث من السمين شعب على مستوى الاحداث .. وسيغير وجه التاريخ ويحاسبكم على كل اثم اقترفته ايديكم القذرة …