23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

الحراك الشعبي الايراني الى اين

الحراك الشعبي الايراني الى اين

كثيرة هي الحراكات الشعبية وكثيرة هي الاسباب وكثيرة هي الطرق والوسائل وكثيرة هي ردود الافعال للحكومات ولعل قوات الطرفين وقدراتهما (الشعب والحكومة) وكثيرة هي البيئات الدولية والاقليمية والداخلية التي تحيط بتلك الحراكات وتؤثر وتتأثر بها
الحراك الشعبي عادة هو طريقة للتعبير عن رأي جماعة أو حزب سياسي او شعب بأكمله وهو عملية تنم عن رفض لوضع سياسي او اجتماعي او اقتصادي معين ، ويجري عادةً في منطقة ذات شهرة واسعة لتوصيل الصوت إلى أغلب شرائح المجتمع. وفي الأغلب يتحول إلى تظاهرات ومن ثم اعتصامات يعقبها عصيان مدني عصيان مدني ومن الممكن أن تتحول إلي ثورة مسلحة خصوصا عند حصول مواجهات بين المحتجين والسلطة

ففي إيران اندلعت احتجاجات في مدينة مشهد، و ما لبثت وأن امتدت إلى مدن أخرى في إيران وردد المحتجون شعارات تتعلق بسوء الاوضاع الاقتصادية وترديها كما أشارت الشعارات إلى السياسة الخارجية الإيرانية من بوابة الاقتصاد، حيت انتقد المحتجون إعطاء الاولوية للخارج متمثلاً في سوريا وغزة ولبنان، وإهمال تطوير حياة المواطنين الإيرانيين وأن الاحتجاجات اليوم في إيران بلا قيادة عسكرية أو سياسية أو دينية، وهذا ليس مألوفاً في السياق الإيراني وذلك قد يؤكد على عدم ثقة الرأي العام بأي قيادة من قبل رجال الدين أو السياسيين الذين معظمهم مرتبط بالنظام، وعدم وجود قيادة قد يؤكد على العفوية في مسألة انها مطلبية فقط، وقد تنتهي بتحقيق مطالب المحتجين وهذا ما يجعلها تختلف عن احتجاجات عام 2009 خصوصا اذا رمت منظمة مجاهدي خلق بثقلها مستندة بالطبع الى التأييد الامريكي الذي هو عنصر قوة للحراك ولكنه في الوقت نفسه يشكل عنصر ضعف بسبب عدم ثقة شعوب ايران والمنطقة بأمريكا وسياساتها وخصوصا في الشرق الاوسط ورغم ضبابية الأوضاع في إيران وعدم قدرة أي جهة على توقع ماذا سيحدث بعد الاحتجاجات فحسب رأيي المتواضع هنالك عدة سيناريوهات محتملة لما سيحدث منها :

السيناريو الأول : وهو أن يستطيع النظام من القضاء على الاحتجاجات وإخمادها، كما فعل قبل 8 سنوات عندما استطاع القضاء على الثورة التي قادتها الحركة الخضراء فهو نظام متماسك وقوي امنيا بفضل الحرس الثوري والباسيج ويدعم ذلك تصور انه لو استمرت التظاهرات تجوب كل مدن العراق ومعها السلاح فهل كانت ستتمكن من اسقاط النظام السابق دون تدخل 33 دولة السيناريو الثاني : وهو رضوخ حكومة روحاني لمطالب المحتجين الغاضبين، أمام تصاعد موجات الاحتجاجات في الداخل، وضغوط خصوم طهران في الخارج كأميركا و إسرائيل و اقطار الخليج العربي وغيرها الكثير من الدول او الشعوب التي يقلقها التمدد الايراني وهذا ما سيقود ايران الى الانكفاء نحو الداخل الايراني ولو لمدة محدودة لتصلح اقتصادها المنهار وتعيد ترتيب بيتها الداخلي

السيناريو الثالث : وهو أن تتصاعد الاحتجاجات بشكل أكبر، وتزداد عنفا يقابلها تعنت من قبل القيادة الايرانية بحجة ان الحراك كله لا يعدوا ان يكون اجندة خارجية ومؤامرة وغير ذلك وعليه ستزداد المواجهات بين المحتجين و النظام وقد تشتعل وتشكل ثورة عارمة تفوق انتفاضة 2009، وستكون النتائج كارثية قد تمتد شظاياها الى المنطقة برمتها