19 ديسمبر، 2024 8:21 م

الحراك الثوري الجماهيري وآفاق الوصول الى تحرير العراق

الحراك الثوري الجماهيري وآفاق الوصول الى تحرير العراق

بعد عقد ونصف من العملية السياسية البائسة والتي كان عنوانها الرئيس جعل العراق وشعبه وثرواته مشاع لكل طالب وارض مستباحة لكل طامع,

خصوصاً لمشاريع واجندات الدول المحتلة للعراق ومنظوماتها الإستخبارية التي تحرك وتسير كل شيء في العراق من خلال احزاب ومليشيات وشخصيات مرتبطة بأجنداتها وتحكم تحت حمايتها وبركتها,

وما قاساه العراق وشعبه من نكبات متوالية وحروب ابادة وتهجير وتدمير,

حتى اوشك العراق الوصول الى شفير الزوال و الانهيار الشامل في أركان الدولة العراقية الاقتصادية والإجتماعية,

وما تخللها خلال السنين الماضية من سقوط لكل الشعارات و الحلول الترقيعية التي زعمت من خلالها حكومات الاحتلال المتعاقبة و من يدور في فلكها أصلاح الوضع في العراق,

 وتبين للشعب انها مجرد اوهام وخداع للتغرير وتخدير الشعب لأطول فترة ممكنة, وحتى اكمال تنفيذ المخطط المرسوم بسحق العراق وشعبه.

وبعد ان شكل الاحتلال والاحزاب المليشاوية التابعة له ما يطلق عليها بالاجهزة الامنية و الجيش بالطريقة التي ضمنوا من خلالها التبعية المطلقة لهذه المؤسسات لمشروع الاحتلال فتلافوا بذلك اي احتمالية لخروج اي ضابط او مجموعة من الضباط عن ما هو مرسوم لهم من ادوار,

 فأنعدمت احتماليات الحل في العراق عن طريق انقلاب عسكري يطيح بالعملية السياسية وبالاحزاب الاجرامية المليشياوية القابعة في سدة السلطة,  يصحح المسار الاعوج الذي يستجرون به العراق وشعبه,

 

ولذلك فأننا اليوم قد وصلنا الى مرحلة من تاريخ العراق والتي يمثل فيها الحراك الجماهيري الركيزة الاساس لحصول التغيير المطلوب والذي يطمح اليه كل ابناء العراق, للخروج من اسوء حقبة ومرحلة في تاريخ العراق,

شريطة ان يواكب هذا الحراك الجماهيري عمل سياسي معارض يتناسب وحجم الحراك الجماهيري ليكون ممثل للعراق وارادته الشعبية على الصعيد الاقليمي والدولي وبدونه فلن يصل الحراك الثوري ولن يحقق الاهداف المطلوبة في تحرير العراق ,

بل ولن يتم التعامل معه من قبل الاطراف الاقليمية والدولية على انه حراك ثوري او انتفاضة , بل يتم وصفه على انه مطالبات بتوفير الخدمات في مناطق محدودة من العراق, وكما يصدر من تصريحات على لسان اقطاب العملية السياسية وذات الاحزاب المليشياوية المجرمة المفروضة على الشعب,

و لذلك فانه من الضرورات القصوى اليوم هو تشكيل جسم سياسي موحد يمثل الحراك الثوري التحرري وينضوي تحت لواءه كل ابناء العراق في الداخل والخارج بعيداً عن توجهاتهم ومساراتهم الحزبية والفئوية الضيقة,

للوصول الى الغاية الاسمى وهي تحرير العراق واسقاط المشروع الاستعماري الرابض على صدره,,

و لأرسال الرسائل الواضحة للعالم اجمع بان الحراك الجماهيري لابناء العراق في الداخل والخارج هو حراك ثوري تحرري ناضج,

وهو ليس وليد اليوم بل هو نتيجة تراكمية لسلسلة من الانتفاضات والحراك الجماهيري الثوري المطالب بتحرر العراق من الاحتلال والتبعية,

و ليس من اهدافه الوصول الى حلول ترقيعية, يتم تفصيلها على مقاس الدول المحتلة للعراق ومصالحها أو على مقاس الاحزاب والعصابات المليشياوية الحاكمة للعراق ببركة المحتل,

أو تغيير لص بلص آخر او تدوير حزب عميل تخريبي مليشياوي بحزب اجرامي اخر من ذات النفايات التي ما زالت الولايات المتحدة وايران و منذ 15 عام تعيد تدويرها في دفة السلطة,

بل ان الهدف الاساس والوحيد لابناء العراق هو اسقاط العملية السياسية بالكامل وبكل ما جاءت به وبكل ما تمثله من نفايات..

وان العراق وشعبه الذي علم شعوب العالم اجمع قواعد واصول الحضارة والتاريخ والعلم والقانون لا يمكن له ان يستمر تحت وطأة حكم الغزاة او عملاءهم او وكلاءهم من اللصوص والمرتزقة والعصابات المليشياوية.

لذلك فان آفق الحل في العراق اليوم للخروج من مستنقع الاحتلال وحكومات التبعية هو عن طريق الشعب و من خلال قيام الشعب بتحرير نفسه,

وقيام الشعب بتحرير نفسه ليس بالأمر المستحيل, خصوصا بعد انعدام اي امل في حراك اقليمي أو دولي لصالح تحرير العراق وشعبه,

بعد ان تلاقت مصالح الاطراف الاقليمية العربية وغير العربية مع مصالح دول الاحتلال ومشروعها في العراق فأمست تتعامل مع المشروع الاحتلالي كأمر واقع يمثل العراق ولذلك فلا خير يرتجى منها لصالح العراق,

ولا جدوى من التفاوض مع هذه الاطراف للوصول الى رؤية مشتركة فيما يخص العراق لان اوراق الحل ليست في ايديهم وانما بيد الجهات التي تقف وراء هذه الاطراف وهي دول الاحتلال ذاتها,

فامسى السير بخلاف ما تريد هذه الطراف ضرورة مفروضة على ابناء الشعب تقتضيها مصالح العراق وشعبه خصوصاً في هذا التوقيت,

بعد ان جربنا على مدى سنين الاحتلال الماضية الدور السلبي للعديد من هذه الاطراف خصوصا العربية منها,

فلم يكن تدخلها في الشأن العراق او دعمها لاي طرف من اطراف المعارضة العراقية خلال السنين الماضية الا لفرض الإملاءات التي تخدم مصالح هذه الاطراف والجهات الدولية اللاعبة في المنطقة وتتغاضى دائما مصالح العراق وشعبه, فمن باب اولى ان يواكب الحراك الثوري والجماهيري في العراق مسار سياسي يذهب الى التفاوض بشكل مباشر مع دول الاحتلال وترك الذيول التي ربطت مصيرها بمصير ومشاريع دول الاحتلال,

لذلك فان الامر اليوم والمسؤولية في تحرير العراق وارادته منوط بهمة ونضال ابناء الشعب على كل الصعد وليس غيرهم من الاطراف الاخرى,

على اعتبار ان قوى الاحتلال لم ولن تتوقف عن عنجهيتها ومسارها الاعوج التدميري في اركاس العراق وشعبه في ظل العبودية,

وان الحل المطلوب ملقى على عاتق الشعب وابناءه وليس غيرهم ومن خلال كل الوسائل و الطرق المعلومة والمشروعة ,

و بذلك فان القيادات المجتمعية تتحمل الثقل الاكبر في مسؤولية و إدارة هذه المرحلة, من خلال نشر ثقافة الشراكة و التلاحم بين مكونات الشعب العراقي بكل أطيافه، و إخلاص النيات واجتماع الكلمة والهمة العالية ,

ان أسس الشراكة في الوطن تعني تقاسم الحقوق والواجبات، وخصوصاً الواجبات المقدسة التي يترتب عليها مصير العراق ومستقبل الاجيال القادمة,

وان سيادة ثقافة الشراكة و التلاحم المطلوب بين مكونات الشعب ليس بجديد على العراق وشعبه بل وهو ما كان عليه العراق وشعبه منذ آلاف السنين ، 

فقد عاش شعب العراق على مدى آلآف من السنين التي خلت في ظل تلاحم وشراكة مجتمعية وكل مكون فيه كان يراعي خصوصيات المكون الآخر من دون أن يسيء او يتطاول على احد،

و لم يكن شعب العراق يعاني من المشاكل التي يعاني منها اليوم من تفشي للانشطارات الاجتماعية والطائفية والقومية,

وكل حزب بما لديهم فرحون وكل طرف يريد ان يخرق الجزء المخصص له من القارب الكبير المتمثل بالعراق ليتنعم بالعراق وحده على حساب الآخرين,

وان من اولويات العمل الملقاة على عاتق ابناء الشعب بكل اطيافه ومكوناته هو لفظ و اسقاط كل ما من شأنه ان يعيدهم الى المستنقع الآسن الذي اسقطت به دول الاحتلال والاحزاب الحاكمة تحت لواءها العراق وشعبه في فترة ما بعد الاحتلال خدمة لتنفيذ المشروع الاحتلالي,

وان اول خطوة مفروضة على ابناء الشعب بكل اطيافة اليوم هو التركيز والعمل على تطابق الرؤية بين ابناء الشعب وفق هكذا منظور,

 والذي سيعجل بإسقاط كل ما جاء به الاحتلال وفرضه على شعب العراق, من احزاب و اشخاص واسماء ومسميات وقوانين وقرارات ..

ليستعيد العراق وشعبه عافيته ولينهض من جديد بعيد عن اراداة المحتل او ارادة الاطراف الاقليمية والدولية التي لا تريد الخير للعراق وشعبه.

و ان على ابناء العراق ان يوقنوا بان الخلاص المنشود للعراق لن يأتي من الخارج, وان الاطراف الاقليمية والدولية جميعاً لا تحترم ولا تتعامل الا مع الطرف القوي في المعادلة,

وان الشعوب الحرة لا يمكن لها ان تستكين فتنتظر المعجزات لتتحرر من العبودية,

ولا يمكن لها ان تنتظر الحلول من خارج الحدود ,

وان على ابناء الشعب ان يدركوا يقينا بان الفرصة قد لا تتكرر مرة اخرى للخروج في انتفاضة اخرى ضد حكم احزاب العمالة والتبعية،

وذلك ما نراه واضحاً من النهج الذي تنتهجه الاحزاب والعصابات المليشياوية المتصدرة للحكم في العراق في تعاملها بالحديد والنار مع الحراك والانتفاضة الجماهيرية ضد فسادهم واجرامهم و عمالتهم,

وكما فعلت في انتفاضة ابناء وسط وغرب العراق عندما اقدمت على قتل المتظاهرين وحرق مراكز اعتصاماتهم وابادة وتدمير مدنهم لاحقا فقط لانهم طالبوا بحقهم في العيش الكريم!

وبالتالي فإن على ابناء الشعب وقواه التحررية والثورية أن يأخذوا زمام المبادرة للمضي قدماً بالعراق وشعبه الى طريق الخلاص، وان لا ينتظروا الموافقة والتصريح من اي طرف,

وليعلموا بأن الشعوب الحرة تدرك يقينا بان طريق الخلاص سيكون مليء بالتضحيات،

ولكن هذه التضحيات لن تكون في اي حال من الاحوال بحجم الخسارة والأثمان الباهضة التي قدمها العراق وشعبه وسيستمر في تقديمها على حساب دماءهم وكرامتهم وثرواتهم واستقلالهم في حال لو استمرت هذه العملية السياسية والاحزاب والعصابات المليشياوية في سدة الحكم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات