لقد تميزت اللغة العربية في العديد من الابداعات والصفات التي لا تتوفر في غيرها من اللغات , فهي لغة القران ولغة اهل الجنة , لذلك فهي لغة فيها الكثير من الأسرار والمعلومات والحقائق التي تحتاج إلى البحث المستمر للكشف عنها وعن أسرارها , ومن تلك الإبداعات التي تميزت بها هو أسلوبها اللغوي والبلاغي , حيث أنها لغة قابلة لحذف الحرف الواحد او الاحرف المتعددة , بل وحتى حذف الكلمة أو جملة بأكملها مع ما تدل عليها من قرائن حالية او مقالية وكما في قوله تعالى ( واسأل القرية التي كنا فيها ) ولكل يفسرها بان المقصود منها , واسألوا أهل القرية , فتم حذف كلمة كاملة وهي القرية , بالإضافة إلى العديد من الحروف المقطعة في القرآن الكريم كما في الآيات المباركة (ن) و(ق) و(ص) و(حم ) و(كهيعص ) وورد في الروايات والتفاسير ان كل حرف منها يدل على لفظ او اكثر وان كل منها يدل على معنى او اكثر , اذن هي ظاهرة موجودة في اللغة العربية وتعد من ابداعاتها ومن أساليب القرآن الكريم ولا إشكال فيها , فلماذا يكون الاعتراض والاشكال على بعض الممارسات التي تستخدم فيها تلك الأساليب والابداعات , ففي الاونة الاخير ظهرت حملة لتفسيق بعض الرواديد والمنشدين من بين الشباب من قبل بعض الجهات التابعة لبعض مراجع الدين بسبب قطع حرف او حرفين من أسماء المعصومين ( عليهم السلام ) في اقامة العزاء الحسيني وخصوصا عزاء (الشور ) مثل (سين ) يعني ( حسين ) و(لي ) يعني (علي ) وهكذا , وقد تم رفع استفتاء الى سماحة المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني من بعض الشباب بهذا الخصوص , وقد تم الاجابة على تلك التساؤلات بعدد من النقاط نذكر ثلاثة منها في المقام ,
1ـ اللهم اجعلنا من أهل القرآن اللهم آمين. لا يخفى على أجهل الجهّال، أنّه قد تنوّعت الاستعمالات القرآنية لظاهرة الحذف في اللغة بحيث صارت الأحرف المقطّعة أحد العناصر الرئيسة في القرآن_الكريم، كما في الآيات المباركة: {ن}، {ق}، {ص}، {حم}، {طه}، {طس}، {يس}، {الم}، {الر}
…