18 ديسمبر، 2024 6:52 م

الحذر من عملية أجاكس

الحذر من عملية أجاكس

تفننت الميليشات والاحزاب الموالية لايران في كيفية التعامل مع شباب العراق المنتفض من اجل وأد الانتفاضة التي باتت تشكل خطر على نظام الحكم وتهز عروش رموز الفساد لذلك نجدهم مرة يتهمونهم بابناء السفارات وهم بكل وقاحة غارقين في احضان السفارة الايرانية .. ومرة يتهمونهم بالجوكرية ومعروف من هو الجوكر والمراوغ والمتقلب بين حضن ايران وامريكا .. ومرة اخرى يزجوا بين صفوفهم المندسين للقيام بالتخريب والحرق وتدمير المحلات والممتلكات العامة والخاصة وبعدها ينسحب المندسين لكي تدخل الميليشيات والشقاوات والمرتزقة والقوات الموالية لكي تقوم بالتنكيل والضرب بالهراوات والعصي فضلا عن اطلاق النار الذين راح ضحيته المئات من المتظاهرين .. مما يعني اختلفت السبل في التعامل مع الحراك الشعبي ومع ذلك لم تفضي تلك الممارسات من عزيمة الشباب الثائر من اجل تحقيق مطالبهم ولم تظهر ملامح انهاء تلك التظاهرات التي باتت تتحول الى ثورة شعبية .. لهذا سوف تقوم الميليشيات الولائية في تطبيق خطة ايران التي استخدمتها على مدار السنين لقمع المعارضين والمستمدة من ايّام الشاه والتي تعرف بعملية أجاكس Operation Ajax. وعرابها ضابط المخابرات كيرميت روزفلت، وهو حفيد الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت الذي كلف في القضاء على مؤيدي رئيس وزراء ايران الأسبق محمد مصدق الذي رفض سياسة شاه ايران وقرر تأميم النفط الذي كانت تحتكره الشركات البريطانية التي استعانت الاخيرة بالامريكان لقمع ثورة اتباع مصدق، وباشرت CIA بتلك العملية بقيادة ضابط المخابرات كيرميت روزفلت الذي دخل ايران تحت اسم مستعار (وات بريدج) وقابل الشاه لبحث تفاصيل عملية أجاكس التي تتلخص العملية في انشاء شبكة قوية احتوت على أكثر من مائة عميل وميزانية بملايين من الدولارات، ليتسنى لهذة الشبكة تدبير عملية انقلاب على رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق وتجريده من اتباعة، وقد وردت تفاصيل الخطة في كتاب (كل رجال الشاه .. لستيفن كينزر ). الذي اشار فية الى استخدام CIA أسلوب الرشوة لشراء ولاءات معلقي الأخبار والصحفيين، ورجال الدين، والسياسيين، ورجال العسكر، والكثير من شقاوات طهران وقدمت لهم عشرات الآلاف من الدولارات. وتم شرح الخطة للشاه الذي وافق عليها والتي تشمل اربعة خطوط للهجوم :
أولًا: إدارة حملة إعلامية منظمة وبروباجندا متواصلة ضد مصدق في المساجد والصحافة والشوارع لتحجيم شعبية مصدق.
ثانيًا: ستتحكم العصابات في الشوارع لإثارة الشغب والاضطرابات.
ثالثاً: سيسلم الضباط العسكريون البيانات الملكية إلى مصدق لإزاحته من السلطة.
رابعًا: توفير بديل لمصدق وهو الجنرال زاهيدي الذي سيرقيه الشاه إلى مرتبة رئيس الوزراء .
ولكن الخطة فشلت وهرب الشاه الى بغداد في عام 1953 وتهيأ كيرمت روزفلت للهرب ايضاً ولكنه قرر القيام بمحاولة اخيرة وهي استئجار شقاوات ومجرمين بأعداد كبيرة مقابل ٥٠ دولار للفرد الواحد لحرق المحلات التجارية وسرقة محتوياتها وتمزيق صور الشاه وحرقها والهتاف بحياة مصدق وازعاج الناس وطعن بعض المارة بالسكاكين واطلاق النار بشكل عشوائي .. ثم اوعز بعد فترة لمرتزقته وبنفس السعر ٥٠ دولار للفرد بتنظيم مظاهرات مؤيدة للشاه في قمة التهذيب والانضباط لا تحرق ولا تعتدي على احد على ان تبدأ بحفلات غناء ورقص في الشوارع وعروض استعراضية من الرياضيين والفنانين بالإضافة إلى عروض للالعاب السحرية للمشعوذين والمهرجين .
كل ذلك من أجل جذب المارة ..
ثم أُزيلت الاحتفالات الكرنفالية ورُفعت شعارات تأييد الشاه وبدأت العصابات في الهتاف باسم الشاه فأنضم اليها الناس بالالاف وهاجمو بيت مصدق فأضطر للهرب ومن ثم سلم نفسه وتمت محاكمته بجريمة الخيانة العظمى !! :
اليوم يراود اتباع نفس الخطة التي تتبعها ايران في القضاء على التظاهرات الشعبية ضد ملالي طهران .. حيث سيتم ادخال البلطجية بشكل مكثف بين صفوف المتظاهرين والقيام بالتخريب والحرق والاعتداء على الناس والممتلكات لغرض شيطنة الانتفاضة من اجل اعطاء مبرر لضربهم بعنف مثلما قام اصحاب القبعات الزرق بالاعتداء على المتظاهرين وحرق خيامهم ثم خروج مضاهرات مؤيدة للنظام وايران كما كان يحصل في كل مرة وهم يرتدون ثياب عليها شعارات تمجد بايران .. لذلك على الثوار الحذر من المندسين وفضح المخربين وإبعادهم عن صفوفهم ليتسنى افشال مخططات اتباع ايران كما فشل مخطط الشاه والعميل الامريكي روزفلت والحر لا يلدغ من الجحر مرتين .