23 ديسمبر، 2024 12:00 م

الحذر كل الحذر من تقسيم العراق‎

الحذر كل الحذر من تقسيم العراق‎

تتعالى بعض الاصوات وبعد عام 2003 تارة تطالب  بالفدرالية  وتارة بالاقاليم وتارة يذهب البعض الى استحلاء التقسيم ، والكرد يهددون بالاستقلال ، وقبل الخوض في هول وخطورة هذه المطالبات ، نود ان نذكر ان كل تقسيم هو  بالنتيجة الذهاب للسقم والضعف في بنى الدول وحياة الشعوب ، ولكم في تقسيم يوغسلافيا  وجيكوسلوفاكيا مثلا في اوربا ، والسودان في افريقيا ، وقبل ذلك تقسيم العرب الى دويلات بموجب اتفاقية سايكس_بيكو ، اوائل القرن العشرين عام 1917 ، فهل يعني ذلك مرور  100 عام على ذلك التقسيم ونحن بحاجة الى تقسيم اخر ، الجواب  غير حاضر (عند الغشيم على كولة اهلنة ) القارئ والمطلع على علم الجغرافية السياسية يجد ان العراق بالكاد يمتلك بحدوده الحالية ابسط مقومات الحياة للدولة ،وذلك لصغر المساحة المائية التي يمتلكها على الخليج ، ناهيكم عن التنازع المائي بين العراق من جهة وايران من جهة اخرى ، او التنازع  المائي مع الكويت بسبب تشييد الموانئ ، كما ان الخلافات مستمرة مع تركيا حول مياه دجلة والفرات ، وقبلها منطقة الحياد مع السعودية ، او ابار النفط المشتركة مع دول الجوار وما قد ينتج عنها من جديد من مشاكل وازمات ، اردنا بهذه المقدمة ان نمهد للبحث في دعوى الاقاليم والتقسيم وما يمكن ان ينتج عنها من مشاكل وازمات اقتصادية واجتماعية وسياسية ، العراق بحا له اليوم وبوحدته يشكل كيان جغرافي يكاد يكون متكاملا من حيث الارض والمياه والتضاريس ،واختلاف التربة مما شكل وحدة اقتصادية مثالية للرعي والزراعة ، وقد كانت ارض السواد تكفي لثلاثين مليون نسمة كما يذكر التاريخ ، وقد انعم الله عليها بالنفط والكبريت والغاز وسليكات الصوديوم وغيرها من معادن الانتاج كل ما يحتاج اليه العراق ببساطة شديدة العملوليس غير العمل ، فالعمل اساس القيمة ، وللتاريخ اذكر هنا ان الفرد العراقي بعد الثمانينات هو غير الفرد العراقي ، في الاربعينات والخمسينات  ، من حيث التوجه للعمل والاخلاص في انجازه ، بالتعبير الاقتصادي هو انخفاض الانتاجية وبشتى مفاصل العمل اليومي ، الحكومي منه او الخاص الزراعي او الصناعي ، وهذا هو السبب الاول في تخلف البلد ، ولا يحق لاي منا ان يحمل عوامل طارئة سببا لهذا التراجع في انتاج الخيرات المادية ، واني من تجربة اكثر من خمسين عاما في العمل الحكومي والخاص ، كعامل في بداية حياتي في الخمسيتات وكموظف بدرجة متقدمة في احدى دوائر الدولة ، لاحظت فتور همة العراقي وهو يقبل على العمل ،ولاحظت كثرة اعذاره وهو يؤدي العمل.
ولاحظت عدم التزامه بمواعيد العمل ، كل ذلك ولو قست حركات اي منهم لوجدتها حركات سلبية يغمرها الكسل ، واني اسلم مع الاخرين ان المناخ له تاثير مباشر على قدرة الاداء ، ولكن هذه الصفات سارية في الصيف والشتاء ، والكل يعلم ان شتاء العراق هو جو مثالي ومثالي جدا للعمل ، لذا فان اي دعوى مقامة على ان العراق لم يعد يسع الجميع هى دعوى باطلة ، انه يسع الكل العامل باخلاص  ، ويسع الكل العامل على ايجاد عمل منتج لا كلام فارغ ، فلو وضع مسؤولوا ما بعد التغيير خططا مركزية لبناء المصانع والمعامل حسب المواد الاولية في المحافظات  ، ومن ثم بيعها للقطاع الخاص بالتنسيق مع نقابات العمال لما وصلنا الى ما وصلنا اليه من بطالة ، ولو سهرت حكومات ما بعد التغيير على ديمومة القطاع الصناعي العام ، لما قمنا باستيراد الزيوت النباتية او مساحيق الغسيل مثلا او استيراد الثلاجات ، واني هنا اثبت حقيقة لم تلاحظها حتى حكومات ما قبل 2003 (ان العراق لا يمتلك راسمالية بالمعنى الاقتصادي) فالراسمال قبل السقوط كان ضعيفا جدا ومحارب من قبل السلطة ، والراسمال الذي تكون  من وسائل عديدة بعد السقوط توجه للخارج  ، كما ان سلب وزارة التخطيط سلطتها المركزية اتاح للبطالة فرص النشؤ والتكون بل والتوسع ، ناهيكم عن سرقة المال العام التى اوقفت الدرجات في دوائر الدولة مما زاد طين البطالة بلة ، كل هذه العوامل  اضافة الى الارهاب المقيت ساهمت في توقف الاقتصاد وجعلته اقتصادا ريعيا يعتمد على النفط ، والسوق يعتمد على الرواتب بحركتها المقطوعة نتيجة الاستيراد والاستيراد المظهري وتوقف المتدفق الدائري للنقد القائم على الانتاج _السوق _ النقد _ الانتاج ، هذا المرض لم تتصدى الحكومة له بل على العكس شجعت الاستيراد واطلقت سوق العملة الصعبة على مصراعيها ليتحول الاقتصاد  من اقتصاد انتاج الى اقتصاد فقاعة يستورد فيه حتى المشتقات النفطية ونحن اول دولة نفطية في العالم ونستورد الكهرباء ونحن نمتلك طاقة التشغيل الرخيصة ، رغم كل هذا تنطلق الاصوات ومن الكل ان العراق لم يعد يكفينا جميعا واني هنا اطلب من الكورد ان يقولوا لماذا لم يصلحوا الحال اليسوا هم شركاء في التخريب الذي اصاب العراق اين كان وزراءهم والري  يتخلف  ، او لنسال السنة الم تكونوا جزءا من تخريب الصناعة في العراق ، ونناقش الشيعة في تخلف التجارة والاسكان والاعمار، ولو كل كتلة حاسبت وزراءها على حب الله والوطن لما وصلنا الى ما وصلنا اليه ولو ان اقتصاديونا تركوا العمل لغيرهم لما اصبح سعر الدولار على ما هو عليه الان ، الكل مسؤول ولا تحملوا العراق ارضا وسماءا مغبة اخطائكم ليذهب كل فاشل منكم نحو الاقاليم ، وسوف ترون لا سامح الله ان الاقليم هو القبر الجديد الذي تريدون فيه اسكان هذا المواطن وهذا الوطن العزيز ،وان الاقليم هو السحر الذي سيحولكم من الفشل الى النجاح..  فالفاشل في عراق كل هذه الخيرات  لم يستطع ان ينتج فكيف به في العراق المجزا ؟