من نعم السماء على الإنسانية جمعاء بأن أرسلت إليهم رحمتها العالمية التي لا تقدر بثمن لتخرجهم من الظلمات إلى النور في زمنٍ كانت فيه ترى الحق باطلاً و الباطل حقاً فشاءت الرحمة الإلهية أن تبعث نورها الساطع و نبيها العالم رحمة للعالمين من أجل رفعة الإنسانية و سموها كي تكون جديرةً بتحمل كافة المسؤوليات الملقاة على عاتقها فكان نبينا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أولى المقدمات و السبل الكفيلة بتحقيق هذه الغاية الإلهية فهو المترجم للقران المجيد و المشرع لتعاليمه السمحاء وبعد هذه المقدمة القاصرة المقصرة بحق رسول الإنسانية يجدر بنا أن نقدم كل غال و نفيس في سبيل الحفاظ على السيرة العطرة للرسول الحكيم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) وكل ما يرتبط بها خاصة و نحن نعيش اليوم حرباً فكرية ضروس تقودها جرذان الفلوات وهي تسعى للنيل من كرامة الإنسان و التشويش على عقله النير و فكره الرصين عبر بثها لسموم فكرية ضحلة و عقائد فاسدة تضرب مقدسات المسلمين وفي مقدمتها هدم قبر الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) بذريعة عبادة أهل القبور وهي على حد زعمهم أنها من الشرك و الإلحاد و الكفر كما هدموا الكثير من قبور الرسل و الأنبياء و الأولياء الصالحين في العراق و غيره من بلدان المسلمين ولعل جريمة هدم قبر الأنبياء يونس و جرجيس و دانيال ( عليهم السلام ) فبالأمس تلك الرموز المقدسة و غداً حتماً ستنال تلك الأيادي الآثمة قبر النبي محمد بنفس الذريعة و الحجة الباطلة فانتبهوا يا مسلمين فالقبر الشريف في خطر مادام الفكر الداعشي المارق الضال موجود و العقائد المنحرفة فلا أمن و لا أمان على مقدسات الإسلام فتلك فتنة مقيتة ستمتد حتماً إلى قبر النبي محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) وقد تطرق أحد ابرز الباحثين الإسلاميين و المحققين في العصر الحديث في إحدى محاضراته القيمة ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي بتاريخ 4 / 1 / 2015 قائلاً:( إن ما يقع على قبور الأنبياء والأولياء والصالحين وعموم الناس الآن سيقع على قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن الدليل الذي يطرح ويقال ويدعى ويزعم بأنه يلزم الناس يلزم المؤمنين يلزم المسلمين بتهديم القبور هذا ينطبق على قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فعلينا أن نلتفت ولا نقع في التغرير ولا نكون ممن يفعل الفتنة ويؤصل للفتنة لا نجعل من أنفسنا أن نكون من أهل الفتنة ومن يؤسس للفتنة ) فالحذر الحذر يا مسلمين فقبر النبي في خطر .