أن حقيقة ما وجد في العهود القديمة, حول النصوص واللغات السامية, لم يكن على محض الواقعية في نقل الإحداث, وان الحقائق الكونية للنصوص لم تخلو من الزيف والتحريف، وبالخصوص ما نقل في التوراة وأحداثها الأسطورية, وحول ما ذكر في الأحاديث التوراتية بان مسقط رأس الحدث التوراتي هو في فلسطين, لكن الحقيقة هي غير ذلك، فلقد وجد في الكتب الحديثة والدراسات المتطورة أن جغرافيا الحدث التوراتي لم تكن في فلسطين كما زعم البعض، وأن البيئة التاريخية للحدث جاءت من غرب شبه الجزيرة العربية، وتحديداً في بلاد السراة بين الطائف ومشارف اليمن، كما يؤكد ذلك الدكتور كمال الصليبي أستاذ علم التاريخ في إحدى جامعات لبنان في كتابه القيم (التوراة جاءت من جزيرة العرب)
وحقيقة ما جاء في التوراة، حول مدينة داوود وأورشليم القديمة، والأرض الموعودة والعديد من الأساطير اليهودية، وحقيقة بني إسرائيل ،التي ذكرت في التوراة، وأيضا ما قيل بأن بني إسرائيل قد ظهرت لهم اثأر في شبه الجزيرة العربية، ألا أن الحقيقة هي غير ذلك، فلم تثبت صحة هذه الأساطير بسبب عدم تأكد المعلومات المتناقلة حول ما جاء في التوراة, بسبب تحريف النص التوراتي بعد دخول الضبط المسوري عليها، وبما يخص بني إسرائيل، وان بني إسرائيل هم ليس اليهود ذاتهم، بل كانوا شعباً دان باليهودية، وكان لهم بين القرن الحادي عشر والقرن السادس عشر قبل الميلاد ملكاً في جنوب الحجاز والمنطقة التي تعرف بعسير، وقد زالوا بزوال ملكهم، وان اليهودية هي ديانة توحيدية وضعت على يد أنبياء من بني إسرائيل أنفسهم، بناء على شريعة موسى،
ولقد حاول علماء اللغة المختصين بدراسة اللغات القديمة تفسير وتصحيح وترجمة الإسفار التوراتية, لكن هذه المحاولات لم تفي بالمطلوب حتى يومنا هذا، وبناء على ذلك فقد ذهب استأذنا كمال الصليبي إلى معالجة النصوص التوراتية وإهمال الضبط المسوري لهذه النصوص، لأن الضبط المسوري ادخل تحريفاً كبيراً وواضحاً على حقيقة النص التوراتي,وهو أضخم بكثير مما يتصوره علماء التوراة، حتى قدم الصليبي اجتهاداً بالغاً في فهم هذه النصوص، وقد نتج عن ذلك فهم جديد لمقاطع توراتية عديدة, والتي تختص بشأن جغرافيا وقوع الحدث التوراتي بعد أن أهمل الضبط المسوري من النصوص، وحقيقة أن بني إسرائيل هم من شعوب العرب البائدة ومن شعوب الجاهلية الأولى، وقد اعتمدت لفظة توراة لأنها لا تطلق ألا على الأسفار الخمسة التي ذكرت بالعهد القديم وهي (سفر التكوين، وسفر الخروج، وسفر اللاويين، وسفر العدد، وسفر التثنية)
وبهذا فقد كان أول شخص يخطو خطوة نحو تفسير حقيقة النص التورتي، وأول من خطى خطوة وضع المفاهيم الحقيقة واللغوية للتوراة هو الأستاذ كمال الصليبي, رغم انه جوبه وبشدة من قبل جميع الأوساط لما فيه من طرح وأسلوب لم يرتقى لعقلياتهم المحدودة، وبما يحتويه من طرح علمي وواقعي جداً في فهم النصوص التوراتية ونصوص العهد القديم, حتى تبين أن حقيقة الحدث التوراتي هي ليست كما ذكرته الاساطير وهي ليست في فلسطين.