23 ديسمبر، 2024 2:01 م

الحج…المرض العقلي عند العراقيين

الحج…المرض العقلي عند العراقيين

(الشرف ان تكون ضد الجميع والشجاعة ان يكون الجميع ضدك) الكاتب
……………………………….

العبادة عند المسلمين منطقة مجهولة لم يسبر اغوارها احد لذلك ظلت خاضعة للمد والجزر حسب اهواء الناس، فان جاء رمضان صاموه وهم الذين لم يصلوا ركعة في عامهم وربما حياتهم وان جاء الحج تدافعوا عليه وهم الذين لم يؤدوا قفيزا من شعير ولا صاعا من حنطة.
قلما بل دائما لم يسئل المسلم نفسه كيف صرت مسلما؟ او هل انا مسلم حقيقي؟
ماهو سبب عباداتي هل هو الايمان بالله ام التجارة في الدنيا؟
الحج عند جميع المسلمين بدون استثناء هو حمام ساونة ، سفرة ممتعة ، منزلة اجتماعية ، دوش بعد حياة حافلة بالطين ، اغتسال من الذنوب لذلك تلاحظ ان الحج هو عبادة الكبار بالعمر او هكذا ارتبط بالاذهان.
عبادة المسلمين من صلاة وصوم وحج تشوهها الحاجات الدنيوية ، ارزقنا شربنا اطعمنا نجحنا باعمالنا اربح تجارتنا اهلك اعداءنا.
 العابد  المسلم يبدو كمن يقف وسط سوبر ماركت ذهنه مشحون بالماديات ، وهل العبادة عنده غير الحصول على السلع من صاحب المتجر الكبير؟
الحج خصوصا فهم على انه مناسبة للتخلص من الخطايا وليس ارتباط روحي مع الله ، وكشعور غائص في الذات غير المكتشفة يتصرف صاحب الاستعداد للحج كما يتصرف صاحب التهرب الضريبي عندما يصحو ضميره انه يريد اداء ماعليه لكن مع نوع من اللف والدوران.
عندما هاجم نظام صدام ايران عام 1980 تقاتل العراقيون على ابواب الكليات العسكرية وكليات الشرطة والامن القومي وصارالقبول بالواسطة ذلك ان الفرد هنا همه الحصول على رتبه عسكرية تضمن له منزلة اجتماعية ويكذب العراقيون بقضهم وقضيضهم عندما يقولون انهم اجبروا على الالتحاق بالجيش فقد كانوا راغبين بالملابس العسكرية الرومانية وبالقصعة الدسمة بلحم الكنغر وبالسيارات وقطع الاراضي وانواط الشجاعة اما الذين رفضوا الحرب فقد ماتوا بشجاعة او هربوا وضاقت عليهم اقطار الارض اي والله.
منذ عام 2003 الى اليوم يصرح مسؤولون عراقيون بان السعودية مسؤولة عن العنف بالعراق لكن ما ان ياتي موسم الحج حتى ترى وزير النقل يظهر بطولاته بنقل الحجاج ورئيس هيئة الحج والعمرة يستعرض صولاته في انجاح الموسم ويتبارى البرلمانيون والساسة والناس للمشاركة في هذا الماراثون الديني وهم يسيرون على طريق يجري بالدماء الى حيث الديار المقدسة التي يحكمها نظام غارق بالجرائم ضد البشرية.
طبعا تخصص الفضائيات برامجا يظهر فيها شيوخ دين يشرحون حتى الحجم المناسب لحصيات الرجم.
اقول اذا كان العراقيون قد امتنعوا عن الذهاب الى بيت المقدس احتجاجا على ادارته من قبل اسرائيل فلماذا لم يفكروا في ذلك مع قضية الحج؟
الحج حسب القران استطاعة فمن اين توفرت للعراقيين تحديدا الاستطاعة النفسية والاقبال الروحي للحج واهلهم يقتلون بالشوارع بفتيا علماء مكة؟
لو كان شعب حساس ويحترم حياته وكرامته والحج عنده عباده وليس تجارة اجتماعية لحج العراقي الى الحدود فقط ووقف ورجم ونحر وطاف عن بعد كما فعل رسول الله في الحديبية.
لاحظ لازمة التهنئة بالحج
ذنب مغفور وسعي مشكور وحج مبرور اي ان الانسان ينتظر عوائد محددة وهل هناك تجارة اكثر من هذا الفهم؟
الجديد في موسم هذا العام ان وزير النقل يعلن مطابقة جهود وزارته للمواصفات السعودية.
على كثرة رجال الدين في العراق لم يتفرد احدهم ولو بسؤال عن امكانية الافتاء بوقف الحج للعراقيين احتجاجا على سياسة السعودية بينما فعل الايرانيون ذلك لذلك تراهم يلقون الاحترام في مكة اليوم.
العقل المريض لاينتج افكارا معافاة.
حجوا غفر الله لكم في المواسم ايام الحواسم.