23 ديسمبر، 2024 9:31 ص

الحجي  واكتاف النساء !

الحجي  واكتاف النساء !

دخل الحجي يكور البلاد من غربها الى شرقها في رأسه جسد امراة وفي يديه سيف،  يعشق الزنا الحلال وتمزق قلبه ضحكات النساء السمر والبيض والشقراوات وصاحبات الاكتاف والارداف الجبال ، في رأسه  نساء يرقصن  دوما بلا هوادة، ويهمسن في اذنه ان فلانا يكرهك وان فلانا يريد الاطاحة بك وأن فلانا  يحاول الجلوس في كرسيك، وهو يركض وراء رأي هذه وتلك، يقول انا الدكتاتور انا الملك انا الذين بعد الله تعبدون انا من يصلي في يد واقطع الرأس بأخرى انا من تسكرني ضحكات النساء وتبكيني زقزقة الاطفال.

الحجي لايطيق مجالسة الرجال وهو يتنقل من حانة الى حانة في بغداد هو المصلح الذي يرنو الى المأذنة  يصلي الحجي الفجر وفي غسق النهار في قلبه مأذنة وقبلة وفم فتاة .
يحب الحجي العيون الناعسة وتفيض روح الخمر من شفاه ويقيم الليل قياما وقعودا وبين ركعة واخرى يردد : حي على عراك الشفاه واياكن اعشق واهوى.

تأخذه القبل وضحكات النساء الى باب الجنة فتراه، لايركع الحجي الا امام اثنين الله والنساء يقلب كأسه بالخمر ذات اليمين وذات اليسار ويقول متى موعد الصلاة؟

يلعب الحجي في قصره في المنطقة الخضراء  مع النساء ” الختيلان” و” الهيلا هب ” و ” توكي” وكل العاب الصبى ويتحول بين احضانهن  الى طفل ودود لايبكي ولايصرخ يطوف العالم بين ايديهن وعلى ايقاع اصواتهن يحج ويزور ويتزكى ويقم الليل كله او نصفه، يركض الحجي في شوارع الاجساد ويقول بغداد موحشة شوارعها  بلا نساء: ياللهي كم اشكرك على النساء والخمر والحج واطعام المساكين والعبيد الاحرار الذين يركضون خلفي كالنعاج أن في ذلك لعبرة لمن يهواها وحدهم الاحرار يكرهوني وحدهم اصحاب الانوف العالية ينظرون إلي بعين صغيرة سقطت من نظرهم، لكنهم مخطئون ألم يعلموا انني سأقطع رؤوسهم واحدا تلو الاخر مالهم كيف يتفكرون؟

الناس حساد يارب، روحي خضراء لم يشعلها الوهم ويدي مبسطوة ذراعيها وقلبي يخفق امام خصر النساء وتلك بلاد الغرب بعيدة لاتؤذن ولاتكبر ولاتصلي ولاتقم الجماعة ، في رأسي مئة عمامة وفي يدي مئة سيف وانا اجلس على دجلة في بقاع القصر تبتسم لي العبيد واحرار العبيد انا هارون الرشيد في ميول قلبه الى النساء بل اوسع واشغف حبا  انا الحجاج في سيفه بل اوسع بطشا انا من قال لهم اذا مالوا برؤسهم هكذا قالنا لهم بسيوفنا هكذا انا من يطبق القران الى جنب اذا سمعت دقدقات اقدام العشيقات انا الحاكم العادل الذي اقطع لسان كل من ينتقدني  .

ياسيدي ،لقد كبرت كثيرا وطهرت ثيابي  وصدقت ولم اقطع الصلاة يوميا اخاف نارك واطمح الى جنتك ولم استكثر وصبرت حتى وصلت الى بيتك الحرام ،صحيح ان الحج من استطاع اليها سبيلا لكن قلوب الفتيات احج إليهن حتى وأن لم استطع اليهن سبيلا فهن طعم الحياة وملحها.

صورتهن صلاة وانا شاعر بلا كلمات وراقص بلا اكتاف ماذا يريد هولاء الناس مني مالهم يبحثون ورائي عن كل منقبة؟ لماذا لايكتمون افواههم ؟ ماذنبي اكتم مشاعري وفي يدي حفنة من النساء والعبيد الذين لايعرفون في كلامهم قاموس (لا ، كلا) وكل مايعرفونه طأطأة الرؤوس وكلمات الخنوع انا الدكتاتور بوجه الرجال واللاههث خلف النساء .. انا الحجي الحكام العراقي بن العربي بن البدوي بن الحضارات الكبرى الذي يقضي نصف عمره في الصلاة ونصفه الاخر في احضان النساء!