22 ديسمبر، 2024 7:51 م

الحجر أولى بزعيم دولة القانون

الحجر أولى بزعيم دولة القانون

محظوظٌ نائب رئيس الجمهورية وزعيم إئتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي، موكب مهيب، أفواج حماية وإستنفار تام لعناصر الأجهزة الأمنية في مدن جنوب العراق الموعودة بزيارته، عشائر تنتظر خطابه المأزوم، مهاجماً، متوعداً ومهدداً الجميع بالويل والثبور، سعيد بما يملك حتى الآن من سطوة، أصوات، ورغم الأحتجاجات المدنية التي رافقت زيارته للناصرية، ودعته للهروب مع ساعات الصباح الأولى من العمارة، تدعو لعودته، تتوق لصراخاته، لصراع المكونات التي صبغت فترة حكمه، لمدن ضائعة، مليارات مهدورة، لسبيّ جديد للنساء، فَرحٌ، لم تجرأ سطات العراق جميعها على إستجوابه، الإتيان به لمساءلته، والقصاص منه، قد تكون هي الأخرى مؤمنة ببراءته، إيمانه هو بـ”مؤامرة” سعت للإطاحة به!، مع إنعدام مفهوم الدولة، فقدان الكثير من شرائح المجتمع للوعي الحقيقي، يحضى سياسي فاشل بالكثير، هتافه الطائفي، علو صوته بالكذب مع كل فشل، تجعلان منه ملاذاً لطائفيين، مخدوعين، ومنتفعين دفعت بهم ولايتيه للإثراء غير المشروع، أخبار سيئول القوة الاقتصادية الحادية عشر عالمياً، تخبرنا بتسليم الرئيسة بارك غون هاي صلاحياتها لرئيس الوزراء، عزلها البرلمان بعد “إعتذارها العلني”

عن فضيحة الفساد التي تسببت بها صديقتها، تسريب عشرات النصوص والخطب الرئاسية إلى الصديقة المقربة قبل أن تتلى على الجمهور بشكل علني، وإستثمار تلك الصداقة في جني أموال، تبدو التهم “تافهة”، لا معنى لها أمام هول ثمان سنوات من إستغلال السلطة، وتعطيل مؤسسات الدولة وصولاً للإنهيار الذي وجب على الناس دفع ثمنه دماء، موارد وعار كبير دون كلمة إعتذار أو ندم، في الناصرية، يوهم الناس بالحرص الشديد على وحدة البلاد، منذراً بـ”حرب جديدة تحت عدة عناوين منها الأقاليم”، الأقاليم التي نص عليها دستور دائم للبلاد، دفع هو وغيره الناس للموافقة عليه في إستفتاء عام، الحشد الشعبي، أبناء الجنوب، فقراء العراق، مساكينه، الذي طالما تغنى به، محاولاً تجيره لصالحه، ما كان لفتوى أن تكون لولا الإخفاق الكبير الذي رافق بناء القوات المسلحة طوال سنوات حكمه، والفساد الذي ضرب المؤسسة العسكرية، وجعل من فرقها المرابضة في الموصل، تكريت والرمادي في مهب ريح عشرات الأوباش، يعتلون سيارات دفع رباعي، ويصرخون بالتكبير، مهللين بالإستيلاء على ماكينة عسكرية هائلة، يحزون رقاب العسكر، ويبعوا نساءنا في سوق نخاستهم، الزعيم الأوحد، “الرجل القوي”، حالم كبير بالعودة، هو الوحيد القادر على إشعال الفتن، إلهاء الناس عن مفاسده، والدفع بالمكونات للإحتماء بعناوينها الفرعية دون الوطنية الجامعة، نائب رئيس الجمهورية، خطر كبير، الحجر، السجن أولى به، أو إجباره على كتابة مذكرات سنوات المحنة في بلدته.