8 أبريل، 2024 8:22 ص
Search
Close this search box.

الحجاب يُطارد المسلمات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

بتاريخ التاسع من شهر أبريل عام 2019 زرتُ صالة استراحة احد مراكز طالبي اللجوء في مدينة ايسن الالمانية حيث كانتْ الصالة مُكتضة بالعشرات من طالبي اللجوء من دول شرقية عديدة ، وهناك لفتَتْ انتباهي فتاة شابة حيث كانت الوحيدة بين اللاجئين مشغولة بقراءة كتاب باللغة الانكليزية ، توجهتُ نحوها وعَرفّتُها بنفسي ككاتب وصحفي ورجوتُ موافقتها على قيامي بالاستماع الى آرائها وافكارها من خلال حوار بسيط معها كما رجوت موافقتها من أجل نشر فحوى الحوار في وسائل الاعلام المتاحة ، وبعد لحظات تأمل قصيرة وافقت تلك الشابة على رجائي مُعرِفة نفسها بأن اسمها ( س . ي ) وهي ايرانية تبلغ من العمر ستة وعشرين عاما ، تتحدث بطلاقة كل من اللغات الفارسية والعربية والانكليزية ، وتحمل شهادة الماجستير في التاريخ من احدى الجامعات الايرانية .

سألتها بداية عن نفسها وتحصيلها العلمي فأجابت قائلة :

انا ( س . ي ) مواطنة ايرانية وعمري ستة وعشرين عاما ، احمل شهادة الماجستير بدرجة امتياز في علوم التاريخ من جامعة ايرانية ، اتّقنُ تماما اللغات الفارسية والعربية والانكليزية ، عملتُ مُحاضِرة في عدة جامعات ثم اضطررتُ الى تركْ ايران عام 2018 بعد ان اصبحتْ حياتي في خطر فعلي داخل مجتمع اسلامي يتحكم به نظام سياسي واداري ديني .

سألتها كمحاور: ما الذي تقصدينه بالنظام السياسي والاداري الديني ؟

اجابت اللاجئة الايرانية : النظام السياسي والاداري الديني هو ما يستند الى احكام وشريعة دينية ، وهو نظام قديم متخلف حضاريا وانسانيا ولم يَعد يصلح لادارة وحكم المجتمعات ، ويكفي ان نستدرك بأن النُظم التي تستند الى اصول دينية هي نُظم تستفاد منها فقط مجموعة متسلطة تتوفر لها كل سبل ومغريات الحياة من قوة ونفوذ وجنس مقابل حرمان بقية عموم المجتمع من ابسط حقوقهم الانسانية تحت عنوان تنفيذ شريعة واوامر ( الله ) ، تلك الاوامر التي لا يمكن تطويرها او تغييرها ابدا ، وهنا اذكركَ ايضا بأن في الدين الاسلامي نفسه العديد من المذاهب والمعتقدات نشأتْ من تصارع القادة الاسلاميين على الحصول على مغانم السلطة الدينية منذ منذ ايام الرسول محمد ولغاية يومنا هذا ، ولهذا يمكنك تصور مدى الاضرار التي ستتولد نتيجة تَحَكم مجموعة سياسية دينية تتبع مذهب اسلامي معين ولتَفرض احكام ذلك المذهب على بقية ملايين الشعب الايراني بمن فيهم من مسلمين وغير مسلمين !!

لا ديموقراطية ولا حرية ولا تطور حقيقي لافراد مجتمع تحكمه شلّة دينية أياً كان ذلك الدين .

المحاور : متى غادرتي ايران ولماذا ؟

اللاجئة : أنا تركتُ ايران قبل ما يقارب تسعة اشهر واستطعت بمبالغ مالية باهضة وبصعوبة كبيرة وبمخاطر ومجازفات عسيرة من الوصول الى المانيا مطلع شهر آذار من هذا العام 2019 .

تركتُ بلدي بعد ان اصبحتُ في خطر حقيقي بسبب أني أرفض رفضا قاطعا لبْس الحجاب رغم كوني مسلمة الديانة وأعتقد ان اجباري على لبسه يشكل انتقاصا من حريتي وكرامتي كأنسانة ، فأنا أرفض ان يتم التمييز بيني وبين الرجل بشكل يسيء الى حريتي وكرامتي ، فالرجل لا يُجْبَر على نوع معين من الملابس بينما يتم اجبار المرأة على لبس الحجاب .

نعم ، غادرتُ ايران هربا بسبب رفضي لبس الحجاب ورفضي لكل تفاصيل احكام النظام السياسي الاسلامي الايراني ، اضافة الى ان شقيقي الذي يصغرني بعامين مسجون حاليا بعد ان حُكم عليه في العام الماضي بالسجن لمدة عشرين عاما بسبب مقالة صحفية له انتقد فيها حكم النظام الديني في ايران .

المحاور : هل تعتقدين ان اجباركِ على لبس الحجاب هو سبب كاف لقيامك بهجرة بلدك واهلك ؟

اللاجئة : نعم ، نعم ، لأن أجباري على لبس الحجاب ليس حدثا منفصلا عابرا لا علاقة له بكامل تفاصيل حياتنا اليومية . فرْض لبس الحجاب على النساء هو مجرد صورة صغيرة واحدة من الوف الصور المترابطة والتي تَرسم واقعا متكاملا لأنتهاك حقوق الانسان يوميا في ظل النظام السياسي الديني سواءا في ايران او في السعودية او في اي دولة اسلامية اخرى تستند الى الاحكام الدينية الاسلامية في اعرافها الاجتماعية الموروثة وفي قوانينها وتشريعاتها وثقافتها ونُظمها السياسية .

المحاور : هل لك ان توضحي أكثر ؟

اللاجئة : بأختصار كبير أقول لك بأن نُظُم ادارة المجتمعات أصبحت في ظل التطور البشري تستند الى أصول ادارية واقتصادية وعلمية وثقافية واجتماعية معروفة تتحاشى الاساءة الى كرامة الانسان وحقوقه ، وهذه الاصول الادارية والاقتصادية وغيرها تتطور يوما بعد آخر طرديا مع تَطوْر عموم المعرفة و تكنولوجيا الاتصالات وتطورْ فهم الانسان لحقوقه ، بينما ما تزال انظمة المجتمعات الشرقية ذات الاغلبية المسلمة تستند على الثقافة البدوية المتوارثة وعلى الشريعة والمذهب الاسلامي في ادارة مجتمعاتها مما يعنى جَعْل هذه المجتمعات خاضعة لثقافة وأفكار واصول واحكام العقل البشري البدوي القديم والذي كان سائدا في صحراء السعودية قبل اكثر من اربعة عشر قرنا مضتْ . ان استناد الانظمة الاسلامية الى الشريعة والمذهب الديني الذي تتبعه يُغلق الباب تماما امام كل تطورٍ حقيقي وامام كل انسان يحاول المطالبة بحقوقه او المطالبة بقوانين واحكام جديدة تتماشى مع تلك التي تتبناها المجتمعات المتطورة.

المجتمعات ذات الاغلبية المسلمة جميعها يفتقد افرادها لحقوقهم الانسانية وفْق الفهم الحديث لحقوق الانسان ، مما يجعل منها مجتمعات فاقدة لقدرة التطور وقدرة التعاضد مع المجتمعات المتحضرة .

المجتمعات ذات الاغلبية المسلمة اصبحت عالة على المجتمع البشري بدلا من ان تكون عضوا مساندا ومعاضدا لبني الانسان ، ولذا تجدني انا ومئات الالوف وربما الملايين من المسلمين نَفُرّ من بلداننا متوجهين الى الدول الغير اسلامية حيث لا توجد دولة اسلامية واحدة في العالم يستطيع الانسان المسلم اللجوء اليها حاليا . نعم هناك عامل رئيسي واحد مشترك بين جميع الدول ذات الاغلبية المسلمة وهذا العامل المشترك هو سبب استمرار تدهور حقوق واوضاع الانسان في جميع هذه الدول الا وهو عامل الدين الاسلامي وثقافته واصوله المتوارثة .

المحاور : قد لا اشاركك الرأي حيث يبدو لي انك مُتحاملة كثيرا على الديانة الاسلامية وهذا ربما قد يكون بسبب ظروف او تجربة شخصية . أليس من الأصح القول بأن سوء تطبيق الاسلام كدين هو الذي ادى ويؤدي الى سوء اوضاع الدول الشرقية ذات الاغلبية المسلمة ؟

اللاجئة : ما تقوله حضرتك هو نفس ما يَدّعيه معظم رجال الدين الاسلامي ، وهو شيء غير صحيح وغير منطقي ويحمل في طياته الكثير من التهرب أوالتحايل ، لأننا لو افترضنا ان الخطأ هو في التطبيق فليس من المنطقي ان تفشل جميع الدول الاسلامية وهي بالعشرات في تطبيق الاسلام طيلة قرون متواصلة من الزمن ومن التجارب ، وعلْميا معروف ان فشل التجربة الخاصة بنظرية ما لعدة مرات ولفترات طويلة يؤدي بنا الى الاعتراف بخطأ النظرية وليس العكس .

رجال الدين الاسلامي يحاولون دائما غِش المسلمين بهذا الادعاء الكاذب لسبب معروف الا وهو السبب المادي ، فمعظم رجال الدين الاسلامي بكل مذاهبهم وصنوفهم يعتاشون ويغتنون ( هم وعوائلهم وأقاربهم وأصدقاءهم ) من مهنتهم كرجال دين ، فمهنة ( رجل الدين ) توفر لهم اموالا ونفوذا ونساء مقابل بيعهم الكذب على بسطاء الناس ممن توارثوا الثقافة الدينية الاسلامية .

المحاور : اعيدُ اعتراضي بطريقة آخرى، لأقول لحضرتك الا يكفي ان الرسول محمد ( ص ) كان رسولا عادلا علّمَنا الاخلاق الفاضلة ونَقَلَ لنا كلام الله من خلال القرآن الكريم ، فهو الذي عَلمنا العدل والاحسان والسلام والصدق وبِرْ الوالدين وطاعة الله ، الا يكفي لنا ان نعرف كيف استطاع الرسول الكريم من نشر كلمة الله وهو العبد الامّي ؟ الا يجدر بنا الرجوع الى جذور الاسلام الذي انشأ حضارة اسلامية امتدتْ لعقود وربما قرون عديدة ؟

اللاجئة : هذا الكلام نفسه ما يزال معظم رجال الدين الاسلامي يبثّونَه كذبا على بسطاء المسلمين وهو كلام لا يمكن تقبّله عند المثقفين الحقيقيين ، فمن قال لك ان محمد كان انسانا عادلا ؟

الا يكفي ان نستدرك ومن كُتُب المسلمين انفسهم بان محمدا حينما ابتدأ دعوته لتنصيب نفسه قائدا او زعيما على قبيلته لم ينّضم له سوى انفار قليلة جدا طمعا بما كان يعطيهم من اموال زوجته المسيحية التاجرة الثرية والتي كانت غير جميلة وتكبره باكثر من عقد ونصف ، حيث كان محمد في بداياته يبدو مسالما خجولا يَدّعي بأنه يعترفُ ويحترم كل ذوي الديانات الاخرى بما فيها من لا يؤمن به من المشركين وعبدة الاوثان ، لكنه ما ان جَمَع حَوْله المقاتلين من الصعاليك (المنبوذين من قبائلهم بسبب كونهم من السراق والقتلة ) حتى بدأ محمد بالتوسُع في حدود مطالبه حيث ادّعى بأن الله ( الذي يُمْلي عليه الآيات القرآنية سِرا ) غَيّرَ رأيه ، وان الله بدأ يأمر بمحاربة وقتل كل مَن لا يؤيد زعامة محمد أينما وُجِد ، كما ادّعى محمد بتلك الآيات القرآنية الجديدة بأن الله يأمر بأخذ المال شهريا او سنويا من ذوي الاديان السماوية مع اذلالهم طالما لا يؤيدون زعامة محمد . ان محمد نشَرَ زعامته ودينه الجديد بالسيف من أجل الحصول على السلطة والنساء والاموال حيث ادّعى بأن الله يقول بأن خُمس الاموال والنساء التي يتمّ سرقتها من الذين لا يُؤمنون بزعامته يجب ان تذهب له شخصيا باعتبارها ( حصة الله والرسول ) .

الذي يقول ان الاسلام دين سلام فانه اما يتمنى ذلك في خياله او انه يخدع نفسه ويخدع الآخرين ، وكيف ذاك وهناك الايات القرآنية التي تدعو المسلمين الى محاربة وقتل بقية البشر والذي يُسَميهم الكافرين والمشركين اينما يثقفونهم ( اي اينما يجدونهم ) ، وان كان البعض يتم خداعه اعلاميا بأن غزوات محمد واتباعه فيما بَعدْ كانت لاغراض الدفاع عن النفس نقول له ارجع الى الكتب الاسلامية والى القرآن نفسه ولن ترى ذلك صحيحا مطلقا ، وذلك يفسر لنا سبب وصول سيف الاسلام الى شعوب ودول وقارات لا حدود لها مع محمد اصلا ، فدافع السرقة والحصول على الاموال والاراضي والنساء والاطفال كان هو هدف غزوات المسلمين ، حتى ان القادة المسلمين الذين غزوا بلدانا كفلسطين ومصر وغيرها مثلا كانوا يَجهلون ولا يَعرفون نَصّ ومعاني الايات القرآنية اصلا ، فالمُهم عندهم انهم يُطبقون اوامر خليفة محمد مقابل حصولهم على الاموال والنساء والاملاك .

عموما معروف ان كل اديان العالم ( دون أستثناء ) تم استغلالها لاغراض السلطة والاغتناء والطغيان من قبل رجال الدين بعد وفاة الحكماء من مؤسسي تلك الاديان ، لكن الدين الاسلامي يُسْتَثنى من هذا التعمم ، وذلك لأن حكيم او مؤسس الاسلام ( محمد ) هو نفسه وبحجة كونه مُرْسَل من ( الله ) يُعَدّ نموذجا كبيرا لا يُنافسهُ أحد في مجال السلطة والاغتناء والطغيان وفي مدى الاعتداء على اموال ونساء واطفال وحياة رجال وحقوق وكرامة جميع ذوي الاديان والمعتقدات الاخرى ، اضافة الى طغيانه على المسلمين انفسهم الى درجة حَكمَ فيها بقتل اي مسلم يترك او يتخلى عن اسلامه ، ولعل مثل هذه الاحكام هي التي تؤكد فعلا على كون ( محمد ) أميا ..

محتوى الايات القرآنية وسيرة محمد كما اوردتها الكتب الاسلامية اصبحتْ في المنظور الانساني الحالي نموذجا ناصعا من نماذج اعتداء الانسان على اخيه الانسان ، ونموذجا ناصعا لاهانة الانسان ومصادرة حقوقه ، بينما تم تعليمنا في المدارس الاسلامية ، وما زال هذا التعليم مستمرا الى يومنا هذا ، بأنه من الطبيعي جدا ، وانه من أصول العدل والانصاف الذي لا جدال فيه ان يكون لمحمد حق قتل الرجال والاستيلاء على أموالهم واملاكهم ونساءهم وأطفالهم طالما هم عارضوا كلام محمد أو لم يصدقوا كلامه الذي أدعى بأن الله يُرْسله اليه سِرا !!

كل اديان العالم تَستنكر اي ماضي قاتم في تاريخها من ناحية قيام رجال دينها بانتقاص حقوق وكرامة واموال وحياة الآخرين ، مثلما ان جميع هذه الاديان تُعلن بوضوح لا يَقبل الألتباس او الشك بأن ما ورد من قصص أو نصوص مخالفة لأصول وأحكام حقوق الانسان في كُتبها او أدبياتها الدينية أنما هي قصص ونصوص تُذكر كتاريخ فقط وليس كنموذج للعمل بأحكامه ، الا نحن المسلمين فأننا مُجّبرون على تمجيد كل ماضينا حتى وأن كان قاتما ، فنحنُ مُجبرون على العمل وفْق أصول وأحكام وثقافة جميع ما ورد في القرآن والسُنة أو السيرة النبوية حتى وأن كان ذلك مخالفا للمنطق المتحضر او مخالفا لحقوق وكرامة الانسان وفق المنظور الحديث لحقوق الانسان ، وذلك بسبب كون أدبيات شريعتنا الاسلامية من قرآن وسُنة أنما هي من ( الله ) وانها مُوجبة علينا في كل زمان ومكان !!

اننا لا نستطيع استنكار او نقد الماضي القاتم لرجال ديننا فمؤسس ديننا هو الذي قام بذلك الماضي القاتم ، وقيامنا بأستنكار أعماله يعني ألغاء ديننا من الأساس ، وتلك ستكون كارثة وصاعقة كبيرة لمئات الآلاف من رجال الدين المسلمين من سُنْة وشيعة ومذاهب أخرى والذين يَعتبرون ان أستمرار وجود الدين الاسلامي بالنسبة لهم هو تماما كأستمرار بئر نفط في الاغداق بوارداته النفطية والمالية لهم ، لذا فانك تجد ان المسلم المثقف حينما ينتقد أصول واحكام الدين الاسلام فانه أما يُقْتَل او يُسْجَن حتى لو ادّعى انه ما زال مسلما .

لا يوجد في تراثنا المُحمدي ما يَعطي مجالا للاعتراض اوادخال العقل في الجدل ، فالجميع هُمْ أمام سَدٍ كبير يتمثل بكلام الله الواجب التنفيذ في كل زمان ومكان ، والله حينما يقول نصا ( في قرآن محمد) بأنه على المسلمين اعْداد كل ما يَملكون من قوة لأرهاب عدوّ الله فانه ( اي الله ) يَضَعْ المسلمين في مَوْقع يُمكّنهم من مُحاسبة كل بشر الارض بمختلف معتقداتهم واديانهم ، ويُكْمل ( الله ) في ايات اخرى قوله بأن المسلمين مُطالبين بمحاسبة أو محاربة كل الكفرة والمشركين والمسيحيين واليهود والصابئة في كل زمان ومكان اذا لم يَتْبعوا افكار ومعتقدات واحكام محمد !!

قبل سنوات معدودة قامَ الارهابيون بقتل صحفيين فرنسيين لمجرد ان اولئك الصحفيين سخروا من شخص محمد برسوم كاريكاترية ، وأثْر ذلك قامَ البعض القليل من المسلمين بأستنكار هذا العمل الارهابي قائلين بأنه كان الاجدر باولئك الارهابيين الرد بالمثل على اولئك الصحفيين الفرنسيين وذلك بنقد او تفنيد كلام او مَغزى رسومهم الساخرة ، لكني هنا وأنا أقف موقف أنصاف مع المسلمين قبل غيرهم أقولها بصراحة بأنه مِنْ الغرابة فعلا ان لا أحد من المسلمين أنصف اولئك القتلة الارهابيين والذين أسمّيهم أنا ( ضحايا الاسلام ) ، حيث لم يتجرأ صوت اسلامي واحد بالقول بأن الارهابيين الذين قَتلوا الصحفيين الفرنسيين ما هم الا مُنَفذين للآيات القرآنية والسيرة النبوية ليس الا .

اما حديثكَ عن قِيَمْ العدل والصدق والبِر والاحسان وحُسن معاملة الوالدين والجار فذلك ليس بجديد ليأتي به الاسلام ، بل ان ذلك تَجده لدى كل انسان سواء قبل ظهور ما يسمى بالديانات او بعدها ، ولا يوجد ديانة في التاريخ البشري لا تدعو الى ذلك لان هذا وببساطة هو ما يحتاجه كل انسان للدعوة له لان ذلك هو ما يحقق المصلحة الانانية المشروعة لكل انسان ، كما ان قيم العدل والصدق والبروالاحسان وحسن معاملة الوالدين والجيران يتقنها اللادينيون أكثر من غيرهم فكرا وتطبيقا .

المجتعات البشرية اوجدَ حُكماؤها ( فكرة الاديان ) ليُمْلوا بها او ليَنْسِبوا اليها ما يَحتاجونه هُمْ انفسهم لحماية انفسهم من بعضهم الآخر ، فكل الاديان تقول بوجود خالق اقوى من كل البشر وسيحاسبهم اذا ما اعتدى احدهم على الآخر ، وحتى الذين لا يؤمنون بأي دين وربما لا يؤمنون بوجود الله اصلا يَدْعون الى الصدق والرحمة والعدل والاحسان الى الوالدين والى الضعيف والفقير لان ذلك هو رغبة طبيعية انسانية ، ولان كل انسان يَتوقع ان يكون هو نفسه في موقع الضُعف في يوم من الايام .

اما الحديث عن القرآن فالقرآن في اغلبه هو ثرثرة او مجموعة جُمل مُتناقضة وكثير منها غير مفهوم حيث كان محمد يَدّعي بأن الله يُمْلي سِرا تلك الآيات عليه باللغة الوحيدة التي كان محمد لا يعرف غيرها وفي كل المواقف والاوقات التي كان محمد يحتاج فيها الى جملة تعزز تصرفه وسلطته وقوته ونزعاته واعتداءاته ، لذا فقد تنازع كل اقارب محمد على كرسي السلطة والزعامة الدينية منذ لحظة استقواء محمد والى درجة الاقتتال بالسيوف فيما بينهم نظرا لما يَحْمله كرسي الزعامة من اموال ونفوذ وسلطة ومتعة جنسية ، والامر الاغرب ان المتصارعين بالسيوف من اقارب محمد والذين احدهم قَتَل الآخر كان محمد سابقا قد بَشّرَهُم بالجنة ، وان جميعهم كان يستند الى القرآن في قَتْل الآخر من أقاربه وكل ذلك حسب المصادر الاسلامية التي لا خِلاف عليها .

القرآن هو في أغلبه مجموعة جُمَل تَدلّ على هذيان وثرثرة ناقصة المحتوى لانها قيلت في اوقات ومكانات وحوادث خاصة نجهلها لأن القرآن لم يتطرق اليها ولذا اصبحت جملا مبهمة لا يمكن تفسيرها الا بالرجوع الى مَراجع ( قال فُلان نقلا عن عِلان ) الواردة في كُتُب التاريخ والمذاهب الاسلامية المُتضاربة فيما بينها لان تلك الكُتب والمراجع الدينية كُتِبتْ بعد عقود من الزمن من وفاة محمد من اجل تفسير جُمَل القرآن ، وتعريف اسماء الاشخاص الواردة في القرآن ، وبيان التفاصيل المتوقعة لحادثة نزول الآيات ووقتها ومكانها ، وكل ذلك بما فيه من اختلافات غير متناهية الى درجة قد تؤدي مثلا الى عقوبة قَتْل انسان ما او تكريم نفس الانسان كنتيجة لنفس العمل او التصرف الواحد لذلك الانسان !! ولذا ترى الاختلافات الكبيرة والواسعة بين المذاهب الاسلامية وفروعها ، والى هنا قد يقول قائل وما الغرابة في ذلك ففي كل الاديان تجد اختلاف الاراء بين المذاهب الدينية ، لكني اجيبهم ان كل اديان الارض دون استثناء لا يوجد في اختلاف مذاهبها اساءة او تهديد لذوي الاديان الاخرى او ( الكفرة ) او ذوي المعتقدات الاخرى ، وذلك ما يُميز الاسلام عن كل ديانات العالم مما عَكَسَ عن الاسلام انه دين قد يتحول فيه اي مسلم الى ارهابي حال تَعَمقه في فِهْم شريعته جيدا .

بعد الآن ، البشرية ليست مستعدة لتَحَمل المزيد من اضطهاد رجال الدين المسلمين للمسلمين انفسهم ، فالمسلمين هم أول وأكثر ضحايا الأمّي البدوي محمد .

نعم ، البشرية ليست مستعدة للمزيد من الملايين من الضحايا الابرياء من المسلمين وغير المسلمين والذين يعانون يوميا تهديدا او انتقاصا او تعذيبا او قتلا نتيجة تفسيرات متضاربة للقرآن الذي هو بمجمله ثرثرة ناقصة متناقضة غير معروفة الزمان والمكان ونوع الحدث ، وكل هذا ونحن نتحدث عن ( القرآن ) المكتوب باللغة العربية فما بالك عن القرآن المترجم الى لغات اخرى !! بل وكيف يُترجم اصلا اذا كان غير مفهوما باللغة العربية نفسها !! رغم ان هناك آية في داخل القرآن تدعي بأن القرآن مكتوب بلسان عربي واضح جدا !!

ولنا غدا تكملة الحديث ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب