23 ديسمبر، 2024 4:52 ص

الحجاب والمرأة وضلالات الأنظمة المادية

الحجاب والمرأة وضلالات الأنظمة المادية

قد تفاوتت مسألة الحجاب وارتداءه في العديد من الدول الغربية لكن أغلب تلك الدول بدأت تحارب ارتداء الحجاب وهذا ما تعاني منه المسلمات من المهاجرين ومن السكان الأصليين، حيث نجد أن بعض بلدان ذات الأنظمة المادية تكون الحرية متاحة للجميع في كل شيء ومن ضمن ذلك حرية اللبس فلك حرية ارتداء ولبس كل شيء، لكن إذا وصل الأمر للحجاب تغلق أبواب الحرية ويتحول الأمر من ديمقراطية إلى دكتاتورية !!! ولا نعرف أين ذهبت مبادئ الحرية والديمقراطية التي يتبجح بها الغرب ؟؟!! وهذا واحد من الأمثلة على خدعة الديمقراطية التي للأسف اغتر بها بعض الناس ممن يقولون نحن مسلمون !!!!…

ومع ذلك لم تكتف تلك الدول بمحاربة الحجاب في داخل حدودها بل صدرت تلك المحاربة إلى البلدان الإسلامية مع الأسف الشديد حيث نجد أن المرأة المسلمة الآن مهتمة بآخر صيحات الموضة من لباس شهرة ومن مواد وعمليات تجميل حتى أصبح من يدخل شوارع المدن وكأنه يسير في شوارع مدن غير إسلامية ونحن نتحدث عن الأغلبية وليس عن جميع النساء، فأغلبهن تأثرن بما تصدره الدول المادية من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ومن خلال الفضائيات وهذا ما يستلزم التحذير والتنبيه منه، وهنا نستذكر تحذير أحد رجال الدين المحققين في عصرنا الحديث حول هذه المسألة، حيث يقول في كتاب له بعنوان – الحجاب والمرأة – ما نصه :

((يجب أن يكون الجميع على وعي تام وحذر تام من المخططات والهجمات الإعلامية والفكرية والإقتصادية والعسكرية وغيرها التي تشنها أميركا والصهيونية العالمية ضد الإسلام والشعوب الإسلامية لإفسادها وإذلالها وتحطيمها وتدميرها ومن شعارات الصهيونية الكاذبة شعار حرية المرأة وفي الحقيقة فإن هذا يراد منه الإنحطاط والفساد والضعة والضياع للمرأة وللأسرة والمجتمع وللإسلام فهو اخراج المرأة من الحرية الحقيقية المطلقة الطاهرة الشريفة المقدسة المتمثلة بعبودية الواحد الأحد الفرد الصمد اخراجها من حضرة القدس الإلهي المطهر وإيقاعها في ظلام وضلال وعبودية الغرب الكافر الصهيوني العالمي وعبودية الأزياء ووسائل التجميل وأهل الأهواء والإضلال وعبودية الحياة البهيمية ورذائل الأخلاق ونجاسة القلب والروح(( …

وهذا ما يجب الحذر منه لأن المرأة هي نصف المجتمع وتخريب نصف المجتمع يؤدي بالتالي إلى تخريب وتدمير مجتمع بأكمله، ولو رجعنا الآن إلى الواقع نجد أن حالات الطلاق قد ارتفعت بشكل كبير ومسألة التبرج والسفور وترك الحجاب هي واحد من أسباب كثرة الطلاق خصوصًا أن مجتمعاتنا هي مجتمعات محافظة لكن للأسف تأثرت بعض النساء بهذا المد التبشيري المادي للنظم المادية فجعلت محاربة الحجاب ليس محصورًا في داخل حدودها بل صدرته للدول الإسلامية وساعدها في ذلك ما يدعى بالتحرر وبالحرية والديمقراطية، ونحن هنا لسنا ضد الحرية والحرية الشخصية بل ندعو لها لكن مع احترام الشرع والدين والإلتزام به خصوصًا أن الكلام موجه للمرأة المسلمة بشكل خاص وبشكل أكثر خصوصية للمرأة المسلمة التي تدعي السير على نهج الزهراء- عليها السلام- وتسير على طريق السيدة زينب- عليها السلام- لذلك يجب على الجميع الحذر من هكذا حرية مصطنعة ومن ديمقراطية مزيفة يراد منها تدمير المجتمع المسلم من خلال تجريد المرأة من عفتها وحجابها وسترها .