23 ديسمبر، 2024 10:39 ص

الحتمية التاريخية في حركة الأفكار

الحتمية التاريخية في حركة الأفكار

هل نعي الامور جيداً أم نبقى لنحيا على هامش الحياة
فعلاً إنها إشكالية لنعرف ما يجوز لنا وما لايجوز وما يحق لنا إنتقاده وما لايحق
وما هو مسموح لنا رفضه والوقوف ضده وما هو غير مسموح
إن حياة المجتمعات تمر بمنعطفات قد ينشط فيها الفكر وقد يخمل
واذا تصفحنا مجريات الاحداث خلال السبعة عقود على أقل تقدير من عمر العراق ولربما من عمر المنطقة نجد أنه قد بزغت أفكاراً ونظرياتاً هزّت كيان العراقيين واخرجتهم من سباتهم وجعلت من العقل العراقي حافلاً بالحِراك الفكري في مختلف المستويات وعلى كافة الاصعدة وكانت تلك النظريات هي إحدى متلازمات تلك الفترة والتي أسبغت شكلها ونعتت لونها
ليس بالضرورة أن تكون تلك المفاهيم والنظريات صائبة في كل مراميها ولكن وللانصاف نقول عنها أنها قد شحذت الذهن فجعلته يتفتق عن بُعدٍ في الرؤى وإمتدادٍ في التطلع ولم ينكفيء على نفسه كما إنكفأ فيما بعد ولايزال
هل سألنا أنفسنا يوما ما هو الفاصل بين مايحق لنا الاتيان عليه والاشارة له في أحاديثنا والانتقاد منه في نقاشاتنا
وهل سألنا أنفسنا يوماً ماهو معيار القدسية أو القُداسة التي فرضها بعضنا علينا او فرضناها نحن بنفسنا على أنفسنا !
فهل أن النقد لبعض الشعارات هو تطاول !
والاعتراض على بعض الشخصيات هو تسقيط !
والوقوف بوجه بعض السلوكيات هو خروج عن المألوف !
وكبح جماح سطوتهم هو تشهير !
ورفض هيمنتهم هو شتيمة !
وحينها سيكون إستلاب لإنسانية الانسان وانتزاع لحرية التفكير منه وامتهان إرادته في التعبير والرأي
إن الحتمية التاريخية في حركة الافكار وهي تجري لتنساب في شريان الحياة لتُلهب المشاعر وتستنهض العقول هي دليل على حيوية المجتمع وسخونة الطاقة التي تفيض بين أحشائه وخلافاً لذلك فان الحد الادنى لوصف حالته لايكون غير الاحتضار والذي قد يطول فيه الرقاد
ولهذا رأينا أن الامواج الفكرية التي إخترقت الحُجُب وتجاوزت التقليد الشائع في تلك الفترات قد تفاعلت وخلقت أجواءاً تفضي الى الحياة المدنية وهذا لم يقف مقتصراً على الجانب السياسي إنما إمتد ليطال الجانب العسكري فبرزت طلائع الضباط الاحرار
علماً أن ذلك لايمنع من الكبوات ولا يقي من العثرات ولايأمن من الاخفاقات ولكنه لابد منه وتلك هي مسيرة الحياة الحافلة بحركتها الديناميكية.