لا أدري عن أي (حب) هذا الذي يتحدث عنه زعيم أكبر قوة في العالم ، أوباما شخصيا ، وهو يعلن عن رفع الحظر عن زواج المثليين في كل الولايات الأمريكية ، وكأنه انتصار كبير ومنعطف ايجابي وتاريخي في مسيرة حقوق وحرية الأنسان ، بمعاييرها المزدوجة والتي عانت ولا تزال تعاني من نكسات متكررة ، ونحن نعيش في فترة تشتت وأنفضاض تلك المسيرة ، كيف لا ، والأرهاب الذي ابتدعوه ذريعة خبيثة قد أطاحت بحرية الأنسان ، وانقرضت بسببها الديمقراطية وعادت الى نقطة الصفر !.
هل هو عين الحب النظيف والشفاف والراقي الذي شحذ والهم ولوّع الشعراء منذ القدم ، هل هو عين الحب الذي قامت لأجله السماوات ، هل هو من نفس طينة حب الوطن والأرض والرب بل الأنسان ؟ أم هو (حب) من نوع أخر؟
طبعا ، لم لا ؟ فالعالم مزدهر ويعيش في رخاء وبحبوحة وسلام شامل ، فلا أزمة جوع ، ولا أزمة مياه ، لا حروب ، لا أرهاب ، لا أزمات مالية ، ولا موجات نازحين هي الأكبر في التاريخ البشري ، فما دامت كل انواع (الحُبّيات) قد انتصرت وتلبت كل مطاليبها ، عندها فتّشوا في جعبهم عن حب من نوع أخر .
لا أدري ما سر قوة هذا (اللوبي) ، والذي يتسابق اليه كل السياسيين في خطب وده والانصياع لسطوته ، فاذا اردت أن تسلك طريق السياسة في الغرب ، فما عليك الا أن (تبصم) بالعشرة لصالح هذا المشروع ، وان وقفت بالضد منه فلا تتوقع أن تخطو خطوة واحدة باتجاه النجاح ، ولم تنجُ حتى المؤسسة الدينية في الغرب من الوقوع في أوحاله ! والغريب أن هذه المطالب ظهرت في فترة ساد فيها التطرف الديني في الشرق والغرب معا .! فجميع الكتب السماوية تحدثت عن أقوام (تعاطت) مثل هذا الحب ، ولكونه مخالف للفطرة والطبيعة وحدود الأخلاق ، ولكونه ان تفشى ، ستنقرض البشرية ، وهذا أحد أهداف الماسونية العالمية المعلنة ، التي تريد تحديد عدد سكان الكوكب بخمسمائة مليون شخص ! وقد سردت لنا تلك الكتب عن المصير الأسود لتلك الأقوام !.
نحن في خضم لعبة الأئتلاف الخفي ، هذا الذي يدير العالم كأحجار الشطرنج ، نحن مجرد بيادق تساق الى حتوفها ، ومشكلة هذا الأئتلاف ، أنه أرعن وبلا ضمير وبلا انسانية وبلا مبادئ ، وكلنا في اللعبة نسير نحو هاوية أعدّها لنا هذا الأئتلاف ، وربما ذلك المصير الأسود الذي توعدتنا به الكتب السماوية ، ولكن بجريرة غيرنا !.