17 نوفمبر، 2024 7:48 م
Search
Close this search box.

“الحب والمودة والزواج المبكر -فوائده وأضراره”

“الحب والمودة والزواج المبكر -فوائده وأضراره”

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21 سورة الروم )

لا بدَّ من مقدمةٍ لهذه الآية المباركة لأنها تشمل جميع العوائل في الدنيا ..ولا توجد عائلة لا ترجو السعادة والخير لابناءها … وهناك عوائل يهمهم ان يكون أبناءهم من المتقين الصالحين , وعوائل لا يهمهم العبادة ولا الأخلاق ..أما ممن يسمعون القران لا بد ان يعرفوا الغاية من هذه الآية المباركة ..

لو أردت معرفة إنسان,.. أي إنسان .. هناك عدة طرق منها …بداية أن تلتقي به، ثم تحدِّثه، وترى صورته واخلاقة وحديثه كأنك تقرأ كتابه المرء مخبوء تحت طي لسانه لا تحت طيلسانه”. والطيلسان في المعجم الرائد: كساء أخضر لا تفصيل له يلبسه بعض العلماء والمشايخ . جمعه: طيالس وهو في معجم اللغة العربية المعاصر: شالٌ، او وشاح، أخضر يضعه البعض على الكتف.واصله لباس أعجمي لم تكن العرب تعرفه ولا تألفه، بل كان بعضهم يعد لبسه منقصة، وفي المعجم الوسيط: من شتْم العَرَب(أي من شتائمهم): يا بْنَ الطيلَسَانِ: يريدون: يا عجميّ… إذن أنت لما تريد معرفة شخص يجب ان تتقرب اليه وتحدثه لانه كنز تحت طي لسانه .. من هنا جاء الإسلام يحرص على لقاء الرجل بالمراة قبل الزواج لرؤيتها والتعرف على كل واحد منهما .. وان يكون الاختيار دقيقا .. وليس المظهر.

*** ما معنى ومن آياته :…فالآية في اللغة تطلق على العلامة والعبرة وتطلق على الجماعة يقال: خرج القوم بآيتهم (بجماعتهم) لم يدعوا وراءهم شيئا.. وآية الرجل : شخصه ، يقال: تعمد آيته: وضع علامة. فأصبحت آية … ولفظ الاية كما ورد في القرآن الكريم في 382 منها مفرداً ومثنى وجمع .. اية وآيتين وآيات … وقد ذكر المفسرون أن لفظ (الآية) لها عدة معان، هي:

أولاً: بمعنى الحجة والدليل، من ذلك قوله تعالى: {ومن آياته منامكم بالليل والنهار}، قال الطبري: هي حججه بتقديره الساعات والأوقات، ..وقوله تعالى:{ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة} هنا تعني كلمة آياته يعني بها الدليل والحجة ..

ثانياً: بمعنى الآية في القرآن، من ذلك قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها} المراد هنا الآية القرآنية، وهي الجزء من القرآن…. تبديل الأحكام من خلال نزول القران ..

ثالثاً: بمعنى المعجزة، من ذلك قوله تعالى: {فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات} ..

رابعاً: بمعنى العبرة والعظة، ذلك قوله تعالى: {ولنجعله آية للناس}عبرة ودلالة على البعث بعد الموت.

خامسا ً: بمعنى الأحكام الشرعية، قوله تعالى: {كذلك يبين الله لكم آياته}

***إذن فما هي الآية في نظام الزوجية .؟لان الله تعالى أعطى إشارة لوجود نظام السكون هي المودة والرحمة … كيف يحدث المودة والرحمة بين الزوج والزوجة؟

يؤكد الباحثون في مجال علم النفس على أهمية أن يكون للرجل زوجة، ويقولون إن وجود زوجة بقربه تخفف التوتر النفسي والقلق والإحباط بشكل كبير ..وفي دراسة حديثة وجدوا أن الرجل عندما يسافر وبخاصة سفراً متكرراً من أجل العمل أو التجارة أو الدراسة، فإن احتمال أن يُصاب بأمراض القلب تنخفض جداً عندما يكون بصحبة زوجته!.. ثم وجدوا أيضاً أن الرجل المتزوج أكثر قدرة على التركيز والإبداع، أما المرأة المتزوجة فأنها أكثر قدرة على العطاء من المرأة غير المتزوجة، وفي ظل العنف المنزلي الذي نراه اليوم في الدول المتقدمة، فإن العلماء يؤكدون أن معظم هذا العنف ناتج عن مخالفة الزواج الطبيعي، واللجوء إلى الإباحية والزواج غير الشرعي، حيث تجد دائما أسرة رجل ً وامرأة يعيشان معاً دون أي عقد زواج، وهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار.

يقول الأوربيون .. ان زيادة الإنتاج العلمي والقدرة على الإبداع جاء تقرير في دراسة حديثة أجراها علماء جامعة كانساس (نوفمبر 2006) أن العالم المتزوج أكثر قدرة على الإبداع والإنتاج العلمي من العالِم الأعزب، ولكن الدراسة تؤكد على أن الإنتاج العلمي ينخفض لدى النساء المتزوجات بسبب انشغالهن بشؤون المنزل وتربية الأطفال ومسؤولية الزوج. ومن هنا ندرك أن عطاء المرأة المتزوجة وإبداعها ينصب باتجاه أطفالها وبيتها وزوجها، وهذا من نعمة الله تعالى على الزوجين ليعيشا في راحة تامة. ووجد العلماء أيضاً أن الشخص الذي يعزف عن الزواج ويعيش وحيداً يكون معرضاً بنسبة أكبر إلى أمراض التوتر النفسي والنوبات القلبية!

**** ولكنك إذا أردت أن تعرف خالق الكون وآياته في الآية المباركة , فلا طرق للمعرفة إلا الطريق الاستدلالي، لأن الله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار ولكن يُعْرَفُ بالعقل، والله سبحانه وتعالى خلق العقل على مبادئ متوافقةٍ مع مبادئ خلق الكون، فإذا شغل الإنسان عقله عرف رب الكون، والذي يؤكد هذا الكلام أن الله عزَّ وجل في هذه السورة يذكر آياته أي الآيات كثيرة في نظام الزوجية ..

*** الشيء الآخر، أنه سبحانه :.. جعل في نظام الزوجية نظاما دقيقا رائعا .. مثلا :. من الممكن، على من خلق الكون كله أن يَخْلُقَ الله الناس كلهم دفعةً واحدة،{دون نظام الزوجية}, بل دون ذكر وأنثى، ولا إنجاب أولاد، البشر كلهم يُخْلَقون دفعةً واحدة،… ولكن شاءت حكمة الله عزَّ وجل أن نوجد في الأرض تِباعاً على نظام الزوجية، ولو طالعت بعقل صائب نظام الزوجية وما يكون في اتصال الأنساب والأصلاب من بيت لبيت وتأسيس عائلة لعلمت إن قانون الزواج وخلق الأنثى والذكر آيةٌ كبرى من آياته ..

كيف نستدل على إن الله له آية كبرى في الزواج ..؟ قال تعالى:﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ ) هنا يبين هذا المقطع ان الله جعل اجمل واقرب شيء للذكر هي الأنثى , وكذلك جعل للأنثى ذكرا .. وحين يرتبطان برباط شرعي { عقد الزواج } يحدث هذا العقد مسؤوليات كبيرة من خلال حالة في النفس حي الحب الجارف بين الطرفين .. يسمى مودة ورحمة .. فما معنى المودة والرحمة ..؟

**المودة ،والحب وما الفرق بينهما ؟؟الفرق بين المحبة والمودة هو الفرق بين المؤثر وأثره ,كيف يكون الفرق بين المؤثر وأثره؟! لتقريب الموضوع :… مثلاً:ما هو الفرق بين الخضوع والخشوع.؟ قال تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} ما قال خاضعون ..

ــــــ ما هو الفرق بين الخشوع والخضوع؟! الجواب :الخشوع: شيء مؤثر يحدث أثرا في النفس ويظهر على الوجه وبقية الجسم أما الخضوع: هو الأثر البين من فعل معين سواء الخوف من بطش ظالم فتخضع .. او من اجل إغراءات دنيوية .. أي أغراء كان حين يخضع الإنسان له يظهر تذلل من خلال الوجه والحركة والكلام .. .. قال تعالى :”قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون”، هنا خشوع من الله .. لأنه اكبر ولا يفوته فوت .. بينما يتحدث القران عن الخضوع في قوله سبحانه وتعالى : “فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرضٌ”، قال القرطبي في تفسير الآية : أي لا تُلِنَّ القول . أمرهن الله أن يكون قولهن جزلا وكلامهن فصلا ، ( أي يكون كلامها جادا مختصرا ليس فيه ميوعة ) ولا يظهر في القلب وينطق به اللسان من اللين ، كما كانت الحال عليه في نساء العرب حين مكالمة الرجال بترخيم الصوت ولينه ، مثل كلام المريبات والتغزل ، فنهاهن عن مثل هذا . فيطمع الذي في قلبه مرض أي يتطلّع للفجور وهو الفسق والفحش من القول والغزل . بينما الخشوع لا يكون إلا عن انفعال صادق بجلال وعظمة من نخشع له، ثانيا ….الخضوع قد يكون تكلفاً عن نفاق وخوف أو تقية أو مداراة، والعرب تقول خشع قلبه ولا تقول خضع قلبه .. الا الخشية لله تعالى .. فهي محببة جدا فكل خشوع في القرآن إنما هو لله تعالى كقوله : ” وكانوا لنا خاشعين ” وقوله تعالى : “وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين “، وقوله تعالى : “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله “. لأنه إذا خشع قلبي خضعت جوارحي .. فالخشوع صفة للقلب والخضوع صفة للبدن.. عن الإمام أمير المؤمنين(ع)نظر إلى رجل يصلي وهو يبعث بلحيته قال:”لو خشع قلبك لخضعت جوارحك”إذن خشوع أولاً خضوع ثانياً.

**** نفس الشيء المودة والمحبة المحبة:صفة نفسية ,والمودة:صفة عملية .. فلان نفسي ما تحبه , وفلان احبه , ولكن الحب يمكن ان يتبدل بمور الزمان .. فالحب:هو المؤثر ,المودة:هو أثر لذلك الحب ..

الحب والمودة تساوي الإيثار .. حين تمنع نفسك الراحة وتعطي جميع ما تملك من مال وجهد لبيتك هذا هو قمة الإيثار, إذن الحب صفة نفسية قلبية..والمودة هي أثر عملي ونفسي تمارسه مع عائلتك .

{ هنا يظهر حب اهل البيت “ع” من خلال الإيثار بينك وبينهم لان الله تعالى هو الرزاق حين يرزق عبدا حب محمد وال محمد يجعل في قلبه { مودة ورحمة التي هي الايثار }

*** الإيثار :.. الإيثار في اقل معانيه: أن تُقدِّم مصالح غيرك على مصالحك ، وأن تحبَّ لأخيك ما تحب لنفسك، بل وأكثر مما تحبُّ لنفسك، …وأن تعطي لأخيك مثلَ أو أكثر مما تعطي لنفسك، وأن تَخدم غيرك -عند حاجتهم – أكثر مما تَخدم نفسك، وذلك رغبة في رضا الله تعالى…أمثلة :قد يجوع المؤثِر ليُشبع غيره، ويَعطش ليَروي غيره كما فعلها ابو الفضل العباس لما ملك المشرعة ورفضت نفسه الطاهرة شرب الماء .. وغالبا المؤثر حين يجعل الايثار بينه وبين الله فقد يموت في سبيل إنقاذ حياة الآخرين كما يفعلها الحشد الشعبي الان .. بهذا الشعور النبيل يُبين حقيقة إيمانه،{{ فيُطهِّر نفسه من الأَثرة والأنانية التي هي حبُّ النفس وتفضيلها على غيرها}} ، وهي صفة ذميمة عند أصحاب كبار النفوس .

. فالإيثار منزلة رفيعة القدر، لا يتخلَّق به إلاَّ أصحاب القلوب التي وعَت إنسانيَّتها، وفَهِمت دينها، وتحقَّق لها القرب من الله، وفي القران اية واضحة تتحدث عن أمير المؤمنين {ع} روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال:بسنده عن أبي هريرة (قال): إنّ رجلاً جاء إلى النبي (ص) فشكا إليه الحوع فبعث إلى بيوت أزواجه، فقلن ما عندنا إلاّ الماء، فقال (ص): من لهذه الليلة؟ فقال علي: أنا يا رسول الله. فأتى فاطمة{ع}، فأعلمها، فقالت: ما عندنا إلاّ قوت الصبية، ولكنّا نؤثر به ضيفنا. فقال علي: نوّمي الصبية، أنا أُطفئ للضيف السراج. ففعلت، وعشى الضيف، فلمّا أصبح، أنزل الله عليهم هذه الآية: ((وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ)) [شواهد التنزيل/ ج2/ ص246].اذن الايثار ان تفضل غيرك على نفسك..

في الاحتجاج عن أمير المؤمنين{ع} انّه قال للقوم بعد موت عمر بن الخطّاب في حديث عدّ المناقب ناشدتكم بالله هل فيكم احد أنزلت فيه هذه الآية ويؤثرون على أنفسهم الآية غيري قالوا لا. ..

لذلك لاحظ القرآن عندما تحدث عن علاقة الزوج بالزوجة لم يعبر بالمحبة وإنما عبر بالمودة قال تعالى:{لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً}لماذا؟ يريد أن يقول علاقة الزوجة ليست علاقة عاطفية محضة بل علاقة سلوكية ليس مجرد حب الزوجة حرارة عاطفية داخلية حب الزوجة عاطفة وعمل ,عاطفة وسلوك حب الزوجة لزوجها أيضاً ليس مجرد حرارة عاطفية حب الزوجة لزوجها عمل وسلوك ,إذن المودة سلوك متبادل بين الزوجة والزوج.

مثلاً:أنت ترى كثير من المسلمين تتحدث معهم ويقولون لك ليس فقط أنتم الشيعة تحبون أهل البيت {ع} نحن أيضاً نحب أهل البيت طيب أين السلوك العملي؟!من يحب أهل البيت يحمل مودة لأهل البيت ما هي المودة التي تحملها اتجاه أهل البيت؟!أنا أحضر مواليدهم و أحضر وفياتهم أذكر فضائلهم أزور قبورهم أما أني أقول أنا أحبهم وأنا لا ازور قبورهم ولا أحي وفياتهم ولا أحي مواليدهم ولا أذكر فضائلهم لا اذكر مناقبهم أذن أين المودة؟! من الغريب جداً إ ان تلاحظ ظاهرة أغلب كتب التاريخ المقررة في المراحل الدراسية في علم التاريخ في الدول العربية كلها خاليه عن ذكر أهل البيت{ع} بينما تتحدث بتفصيل عن التاريخ الأموي والعباسي كأن الفضيلة والقيم هي في الخلافة الأموية والخلافة العباسية فإذا لقيت مسلم تقول له هل تعرف الحسن؟!قال لا أعرف الحسن ولا أعرف الحسين لم أسمعه إلا منك هل تعرف من السجاد ومن الباقر؟!لا اعرفهم ,هذه معذور لأن الثقافة التي يتعامل معها لا تتحدث عن أهل البيت كأن أهل البيت ليسوا موجودين ولم يمروا في التاريخ ,إذن أين المودة؟!ليست المسألة مسألة محبة المطلوب هو المودة ,والمودة يعني ان تنشر تاريخ أهل البيت … فعليه أحث الناس على حب آل البيت{ع} أذكر فضائلهم ومناقبهم وقارنها بغيرهم بتعقل ودراسة علمية , حتى يتطور ويتجسد الحب ويتحول إلى مودة.

*** ومن آياته: الآيات على أنواع منها قريب ومنها ما هو بعيد: أي شيءٍ نظرت إليه يدلك على الله، فلو حدثتك عن مجرةٍ بعدها عن الأرض كذا ألف سنة ضوئية، وحجمها كذا، وقوامها كذا، وكثافتها كذا هذه آية ولكن لا تعيها تماما ولا تعيش تفاصيلها , هي مجرد فكرة علمية .. ولكن لو حدثتك عن نفسك التي بين جنبيك، وعن جسدك، وعن أعضائك، هذه آيةٌ قريبةٌ جداً.

الفكرة الثانية: كان من الممكن أن نأتي دفعةً واحدة، بلا نظام الزوجية، بلا ذكرٍ وأنثى، لأن الكون كله ممكن يخلقه الله دفعه واحدة ,”يقول للشيء كن فيكون ” ، ولكن شاءت حكمة الله عزَّ وجل أن نأتي على نظامٍ صَمَّمَهُ الله عزَّ وجل وهو نظام الزوجية، أن يكون البشر ذكراً وأنثى، وأن يقترنوا، وأن ينجبوا الأطفال، وأن تنمو المجتمعات، وأن يكون الإنسان مفتقراً إلى الطعام لبقاء جسده، فيتوجه للعمل , وهذا العمل هو بالاساس خدمة للاخرين .. الفلاح يزرع ليعيش ولكنه يعطي غذاء وفواكه للمجتمع , والسائق محتاج ان يعيش ولكنه يقدم خدمة لتوصيل الناس ونقل حاجاتهم , والخياط والبناء وهكذا.وشاءت قدرة الله ان يكون الرجل مفتقراً إلى الزوجة لبقاء نوعه، فجعل له زوجه من نفسه يرتاح اليها وترتاح اليه , فيكون منتجا للأبناء لبقاء الجنس البشري .. لا بدَّ من أن يبقى جسدك فتأكل وتشرب، وأن يبقى نوع البشر… إذاً لا بدَّ من التزاوج، وأن تبقى سعيداً في جنةٍ عرضُها السماوات والأرض إذاً لا بدَّ من العمل الصالح، فإذا أكلت فلبقاء جسدك، وإذا تزوَّجت فلبقاء نوعك، وإذا عرفت الله عزَّ وجل وأطعته وعملت الصالحات فلبقاء ذكرك إلى الأبد في جنةٍ عرضها السماوات والأرض.

﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”” (من) هذه من أدوات اللغة العربية، حرف جَر، لكن لهذا الحرف معانٍ عِدَّة، فمن للتبعيض، ومن للبيان، ومن لابتداء الغاية، من هنا إلى هنا (من) بعض آياته، أي أن آياته ليست عشرة وهذه واحدة منها، آياته لا تعد ولا تحصى، آيات كلمة جمع.

*** ثم تقول الاية : ” مِنْ أَنْفُسِكُمْ ” للآية التالية عدة معان:

المعنى الأول: أن السيدة حواء أم البشر خلقت من ضلع آدم {ع} ، هذا راي يذكره المفسرون أي انه من جنسك ومن جسدك من الضلوع .. لذلك يعتبر في العراف والشريعة , إن ابنك وبنتك أقرب المخلوقين اليك , لان المصطلح القرآني يقول من أنفسكم , ولا توجد في الإنسان شيء اقرب اليه من نفسه , ما من مخلوقٍ أقرب إلى المرأة من ابنها لأنه جزءٌ من جسمها انفصل عنها بالولادة، جزءٌ منها، فإذا أردنا أن نعبر عن شدة التناسب، وشدة الالتصاق، وشدة الانسجام لا بدَّ من أن نستعمل كلمة (من)، من أنفسكم، هذا هو المعنى الأول… ولذلك نضرتنا لأهل البيت موثقة ومستوحاة من منطق القران الكريم من الله لانه هو الخالق .. فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ …

المعنى الثاني: أنه ماء الحياة الذي أودعه الله في الإنسان منه يتشَكَّلُ الذكر والأنثى،الآية تقول:﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأنثى من نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) ( 46 النجم ) إذاً هذه المرأة هي من الرجل، بالتعبير العلمي من مائه، وماؤه إما أن يتشكل تشكلاً على شكل أنثى أو على شكل ذكر.

*** أما المعنى الأوسع والأقرب إلى معنى هذه الآية: أن الله عزَّ وجل كما خلق لك فكراً خلق لزوجتك فكراً، كما خلق لك قلباً ينبض بالأحاسيس خلق لها قلباً ينبض بالأحاسيس، كما خلق لك عيناً ترى بها جمال الأشياء خلق لها عيناً أيضاً ترى بها جمال الأشياء، فلو جئت بذكرٍ وأنثى لرأيت الأعضاء إلى حدٍ ما والأجهزة ؛ السمع، البصر، الشم، النُطق، اللسان، الفكر، الأيدي، الأرجل، الحركات، من مخلوقٍ واحد في الأساس فبين الذكر والأنثى نقاط تشابه كثيرة جداً {هي سبب الانسجام،} وهناك نقاط تكامل هي سبب الانسجام،} إذا التقت النقاط المتشابهة بين الذكر والأنثى كان هذا سبيلاً إلى الانسجام بينهما.

*** التكامل بين بُنية جسم المرأة والرجل: إذا تكاملت الصفات بينهما ؛ هو مفتول العضلات وهي ذات جسد رقيق يجعل جاذبية في جسمه الخشن .. وخطوطٍ أخرى محل انسجام .. مثلا يغلب عقله على عاطفته فتراه في اغلب المواقف يميل إلى المواقف القوية الصعبة بحكم عقله .. لان أصل العاطفة قليلة في عقلية الرجل وهي دون المرأة .. هذا النقص يكمله من عقل المرأة الذي يفيض عطفا ورقة وحنان فجعل الله قانون الانجذاب من ناحية العاطفة متساوية بين الاثنين حين يتزوجا ليحافظا على الأسرة من التفتت والضياع .. الرجل من عاطفته ان ينظر إلى الأشياء البعيدة .. وهي بعاطفتها تعيش لوقتها..

*** إذن هناك نقاط لقاء بين الزوجين الذكر والأنثى ونقاط خلاف.. ، لكن نقاط الخلاف هذه متكاملة، للطرفين , أي أن كل طرفٍ منهما مفتقرٌ إلى ما عند الثاني ويكمل نفسه بالطرف الآخر، فصفات المرأة والرجل التي في الانسجام , يدين وكف و خمسة أصابع، عينان، أذنان وغير ذلك، أو هناك تكامل بين بُنية جسم المرأة والرجل، إذاً هذا معنى قوله تعالى: ﴿ مِنْ أَنْفُسِكُمْ )… لذلك لو أن الإنسان ينجب طفلاً من مخلوقٍ آخر ليس من بني البشر، مثلاً هل هذا ممكن ؟ يقول لك الآن: طفل أنابيب، هي عملية نقل ماء الرجل إلى رحم المرأة، ضمن عملية حسابية معقدة جداً، ولكن يجب ان تعاد إلى رحم الأم .. من هنا أصبحت من أنفسكم : أي أن المرأة مشابهةٌ للرجل، كما قال رسول الله {ص} ( إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ).. فالصفات إما متوافقة أو تتكامل بين الزوجين وهذا أدعى إلى الانسجام والسكنى: الشيء المختلف متكامل، وهذا أدعى إلى الانسجام، وإلى السكنىى والأنس..

***** الإنسان معلق بشيئين ـ معلق بأهله وماله، المرء حيث أهله، وحيث رحله وماله رغم أن نعم الله كثيرة، نعمة الهواء، ونعمة الماء، والصحة والأعضاء، ومن هذه النعم الجليلة خلق فيك هذا النَقْصَ الذي لا تتممه إلا المرأة، وخلق فيك هذا الافتقار الذي لا يسكنه إلا المرأة، لو أن الرجل ليس عنده افتقارٌ إلى الجنس الآخر، والجنس الآخر ليس عنده افتقارٌ إلى الرجل، الحياة لا تقوم، الحياة تفسُد، تصبح الحياة شقاءً، لولا أن الله عزَّ وجل جعل في كل طرفٍ فراغاً وافتقاراً وحاجةً إلى الطرف الآخر لما رأيت زوجين على وجه الأرض، ( هذه النقطة قَلَّمَا ينتبه إليها الناس ) ، كل طرفٍ فيه نقصٌ وافتقارٌ وحاجةٌ إلى الطرف الآخر، فإذا التقيا كان الانسجام وكانت السكنى، سكن إليه غير سكن عنده وغير سكن فيه، سكن إليه أي ارتاح إليه، لهذا النبي{ص} أمر الخُطَّاب أن ينظروا إلى مخطوباتهم قال:(انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا ) يجب أن تنظر إليها كي يتم هذا الانسجام وتتحقق هذه الرغبة…

الإنسان حينما يرى مودةً بينه وبين أهله، أو حينما ترى المرأة مودةً بينها وبين زوجها، هذه المودة من خَلْقِ الله عزَّ وجل، لا تجلبها الأموال الطائلة، ولا البيت الواسع، ولا الشكل، ولا الجمال ؛ ولكن يخلقها الله عزَّ وجل، فإذا كنت مطيعاً لله ولو لم تكن مطيعا , لانه يعطي من ساله ومن لم يساله تحننا منه ورحمة .لذلك لو اذهب الله تلك المودة والرحمة بين الزوج وزوجته .. فلو وفَّرْتَ كل شيء، الأموال الطائلة، والبيوت الفاخرة، والسيارة الفارهة، سخرت كل علم النفس من أجل أن يميل أهلك إليك، لن تستطيع أن تحدث هذه النتيجة.الحب حالة نفسية تمثل بالمودَّة التي تعبِّر عنها:﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً )..

**** أما معنى قوله تعالى ) لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾ السُكْنَى هنا هو وجود افتقار ونقص عند كل طرف نقص حاجة يملؤهُ الطرف الثاني، ولو أن هذا الأمر بقي على طرف واحد، لأصبحت الحياة تعيسةً جداً، ولكن كِلا الطرفين مفتقرٌ إلى الآخر، أنا حينما أكون في بعض عقود القِران أدعو بهذا الدعاء: اللهم اجعل كلاً منهما قرة عينٍ للآخر، أي أن يكون الزوج قرة عينٍ لزوجته، وأن تكون الزوجة قرة عينٍ لزوجها، أن يرتاح الإنسان مع أهله، وسر هذا التوفيق هو طاعة الله عزَّ وجل، ..

واهم امر يؤدي الى الافتقار والنقص هو غض البصر يؤدِّي إلى هذا الحب، وهذا الحب يُجَسَّد بماذا ؟ بالمودة، الكلمة اللطيفة، أللفتة اللطيفة، الإكرام، الإطعام، إدخال السرور، الثناء، الشكر، هذه كلها مودة أساسها الحب، والكلمة القاسية، واللفتة القاسية، والعبارة القاسية، والاشمئزاز، هذا جفاء أساسه البُغض، البغض حالة نفسية تمثل بالجفوة الخارجية، والحب حالة نفسية تمثل بالمودَّة التي تعبِّر عنها.

كل فتاة قبل الزواج انتماؤها، وولاؤها، وحبُّها، واعتزازها بأبيها، فإذا جاء الزوج، انتقل إعجابها ، وحبها، وانتماؤها، واهتمامها، لزوجها، بين عشيةٍ أو ضحاها، وهذا من سِرِّ الله عزَّ وجل في خلقه. بعد سنوات تصبح عائلتها غريبة عنها , لا ترتاح في بيت ابيها , بل تعتبر بيت زوجها بيتها , حتى اطفالها تخشى ان يؤذوا بيت اهلها , لذل تسارع المرأة المحبة لبيتها ان تعود سريعا لبيتها , تاركة بيت أبيها او أخيها ولا تعتبره بيتها .. كيف حدث هذا .. انه السكنى والمحبة والمودة .. فإذا كبر سنها تخجل ان تأكل او تطلب طعاما في بيت أهلها ..

**** امرأة نصحت ابنتها، قالت: ” يا بنيتي إن الوصية لو تركت لفضل أدبٍ تركت ذلك منك، ولكنها تذكرةٌ للغافل ومعونةٌ للعاقل، ابنتي : خلق الله النساء للرجال خُلِقْنَ للرجال “. تقول لها: ” بنيتي إنك فارقت العش التي فيه خلَّفت والبيت الذي فيه نشأت، إلى بيت لا تعرفيه وقرينٍ لا تألفيه، فأصبح بملكه عليكِ قريباً ومليكاً، أي بنيتي كوني له أمةً يكن لكِ عبداً وشيكاً، خُذي عني خصال تكن لكِ ذخراً ؛ الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، والتعهُّد لموضع عينه، فلا تقع عينه منكِ على قبيح، ولا يشم منكِ إلا أطيب ريح، والماء أطيب الطيب المفقود “.إذن .. النظافة وحدها تقرِّب النفوس فيما بينها لأن الإنسان ثبت أن لجلده رائحةً عطرة، فلو نظَّفْتَ الجلد له رائحةٌ ذاتية تغنيه عن دفع الأموال الطائلة لشراء الروائح الطيبة، والكحل أحسن الحسن والماء أطيب الطيب المفقود. ثم تقول هذه الأم لابنتها:” وإيَّاكِ والحزن إن كان فرحاً والفرح إن كان حزينا ، فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير..

***** أية امرأةٍ تَذُمُّ زوجها بين أهلها، وبين صديقاتها، وجيرانها هذه امرأةٌ ليست مؤمنةً بالمعنى الذي جاء في هذه الآية، أين المودة ؟ إنني أكره المرأة كما قال {ص} : ( إنني أكره المرأة تخرج من بيتها تشتكي على زوجها ).. [ ورد في الأثر ] ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ ).. وورد انه ” كل شيء خلقه الله له وظيفتان وظيفة نفعية ووظيفة استدلالية: على عظمة الله في قانون الزوجية .. لانك تعيش تفاصيل الاستدلال على وجود يد غيبية في الزواج ..

**** يعتبر الزوج للزوجة جنتها أو نارها، وكذلك الزوجة للزوج، إما أن تسعده وإما أن تشقيه، الإنسان حينما يواجه مشكلة لا ينبغي أن يواجهها بسذاجة، لأنه لا بدَّ من خلل، ابحث عن الخلل، والخلل هو معصية أي معصيةٍ في البيت، أية مخالفة ؛ في العلاقات، مع الجيران ومع الاصدقاء في الزيارات، في اللقاءات، … اما اذا كان هناك اختلاط مع غير المحارم من الطرفين .. هذا الاختلاط يفسد العلاقات الزوجية كما يفسد الخل العسل، لأن الإنسان بشكل طبيعي يحب الأكمل، فلو التقى مع امرأةٍ أجنبيةٍ يقول: هذه أخت زوجتي مثلاً، لا يوجد أحد غريب نحن أهل، ابنة حماك غير زوجتك، فإذا الإنسان سمح لنفسه أن يختلط مع نساء أجنبيات معه، رُبَّما أفسد هذا الاختلاط العلاقة الزوجية، عندئذٍ يقرأ الآية لا يراها منطبقةً عليه، يقول لك: أنا لست سعيداً بزواجي، أنا شقي، لا أحب زوجتي، لا أراها كما ينبغي أن تكون، ليست ملء سمعي وبصري، لأنك مخالف.

*****توجيهات نبوية للأزواج: كثيرة هي الممارسات التي تفسد العوائل وتهدم البيوت وأخطرها الاختلاط لأنه سبب رئيس لفساد العلاقات الزوجية،{ لأنه ما اجتمع رجل بامرأة حرام إلا وكان رسولا بينهما } إطلاق البصر يفسد العلاقة الزوجية، الخروج عن السُنَّة في التعامل بين الزوجين يفسد العلاقة الزوجية، اقرأ السنة، اقرأ أبحاث الزواج، اقرأ آداب الزواج، هذا شرع، هذه تعليمات الصانع، من أجل أن تنال هذا الوصف الدقيق أن تكون الزوجة سكناً للزوج، وأن تكون المودة والرحمة بينهما سائدةً ابحث عن التوجيهات النبوية، النبي{ص} يقول:( انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله ـ أي يعدل الجهاد في سبيل الله ).. فجهاد المراة حسن التبعل لان البيت يكون ساحة نظيفة طاهرة ..

**** خلق الله الإنسان وزرع فيه عدداً من{ القوى النفسانيّة ومنها الشهوة} فهي من الأمور الأصيلة في النفس الإنسانيّة، ولذلك فإنّ الإسلام لم يحاربها كما لم يحارب بقيّة القوى وإنّما دعا إلى تهذيبها والإفادة منها لتحقيق أغراض شرعيّة كالتناسل وحفظ النوع الإنسانيّ, ولذلك فقد جاءت الآيات الكريمة والروايات الشريفة لتبيّن كيف يتعامل الإنسان مع شهواته بشكل عامّ ومنها الشهوة الجنسيّة. ومن جهة أخرى يدعو إلى تلبية هذه الحاجات الضروريّة وعدم إغفالها حتّى لا يلزم مفاسد أخرى قد تترتّب على تركها كما تترتّب على الانغماس فيها.جاء عن الإمام علي{ع} قال : “الشَّهَوَاتُ مَصائِدُ الشَّيْطانِ”..

عن الإمام الرضا {ع} “نزل جبرائيل على النبيّ{ص} فقال:”إنّ ربّك يقرؤك السلام، ويقول: إنّ الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلّا اجتناؤه وإلّا أفسدته الشمس، وغيّرته الريح، وإنّ الأبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهنّ إلّا البعول، وإلّا لم يؤمن عليهنّ الفتنة،..

في هاتين الروايتين دعوة صريحة إلى الزواج المبكر للشابّ وللفتاة, حيث بيّنت , الأولى أنّ الزواج يعصم ثلثي الدين, والثانية بيّنت أنّه مع ترك تزويج الفتاة مبكراً فإنّه لا يؤمن عليهن الفتنة. فتبكير الزواج يعصم الأخلاق من الانحراف، ويقيهم أخطار الانفعالات النفسيّة ..

**** سِنّ الزواج في الشريعة الإسلاميّة :”” لم تحدّد الشريعة الإسلاميّة سنًّا معيّناً بالسنوات لعقد الزواج, بل هو أمر مرتبط بالقدرة على أداء واجبات هذه المسؤوليّة وتحقّق مواصفات معيّنة، فمتى ما وجد من يُرضى بدينه وأخلاقه مع القدرة العقليّة والمؤهّلات البدنيّة لا مشكلة في الزواج، بل هو مرغوب فيه بغضّ النظر عن العمر….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقائق علمية حول الزواج المبكر وفوائده …..

ترتفع بعض الأصوات ,بنقد موضوع الزواج المبكر لأسباب منها تعليمية , أو إن البنت لا ترغب بالزواج الآن .. بعيدا عن هذا الكلام لأنه غير منطقي ولا يستند على علم … جاءت الدراسات العلمية تؤكّد على ضرورة “إشباع” الجانب العاطفيّ لدى الإنسان ليتمتّع بصحّة أفضل، فأكّدوا أنّ المتزوّجين أكثر سعادة ويتمتّعون بمناعة أقوى من أولئك الّذين فضّلوا العيش وحيدين من دون زوجة، وهذا هو مضمون السكينة الّذي ورد في الاية ..( مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا ).. والسكن من السكون وهو الاستقرار النفسي , من خلال كلمة ﴿لِّتَسْكُنُوا﴾ كما تشير إلى إشباع الجانب العاطفي بقوله ﴿ مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾.وفي دراسة أخرى وجدوا أنّ الإنسان المتزوّج أكثر قدرة على العطاء والإبداع، وأنّ المرأة المتزوّجة أكثر قدرة على الحنان والعاطفة والعطاء أيضاً….وتشير بعض الدراسات إلى وجود ساعة حيويّة خاصّة بالزواج في جسد كلّ واحد منّا! فهناك توقيت وعمر محدّد ينبغي على الإنسان أن يتزوّج خلاله وهو العشر سنوات بعد البلوغ بالأكثر ، وإذا ما تأخّر الزواج فإنّ هذا سيؤثّر على خلايا الجسد وعلى النطفة والبويضة، وبالتالي سيكون هناك احتمال أكبر لمشاكل نفسيّة وجسديّة تصيب المواليد.

***** من إيجابيّات الزواج والحمل والإنجاب في سنّ مبكر.

أ- على المستوى الصحي: درجة الإخصاب: “إمكانيّة الحمل” إنّ نسبة الخصوبة “أي الحمل خلال فترة الزواج” عند الفتيات في سنّ مبكر تفوق الفتيات في الأعمار الأخرى. 2- الأورام الخبيثة هي أقلّ عند النساء اللواتي يبدأنَ الحمل والإنجاب في السنين المبكرة. لان الكبت هو عامل نفسي حتما يؤدي الى أمراض جسدية ونفسية لا تستفرغ الا بالزواج .. ومن الثابت طبيًّا أنّ الأمراض المزمنة تبدأ بالظهور وتستفحل كلّما تقدّم الإنسان بالعمر ، وهذه الأمراض المزمنة تشغل الإنسان عن كثير من الواجبات وخاصة مخاطر الحمل والإنجاب وأحياناً تقف عائقاً للحمل والإنجاب. *****:على المستوى الاجتماعي: إيجابيات وسلبيات الزواج المبكر

في الزواج المبكر قد تحرم الفتاة من فرصة استكمال تعليمها :.. تتكرر على مسامعنا كثيراً أحاديث عن علاقات زواج ناجحة وأخرى فشلت على الرغم من الحب الكبير الذي جمع الزوجين، وعادةً ما نعزي أسباب النجاح والفشل إلى عوامل عدة منها فارق السن والفارق التعليمي والاجتماعي و زواج الفتاة المبكر أو المتأخر. ومن هنا فنحن نقع في حيرة من أمرنا ما هو الخيار الأفضل بين كل ذلك؟ دون أن ندرك أن لكل تجربة خصوصيتها التي تحمل إيجابيات وسلبيات في الوقت نفسه.

موضوع الزواج المبكر هو سيف ذو حدين أليك الجانب الأول :.. ايجابيات الزواج المبكر:

تعيش الفتاة في مجتمعاتنا الشرقية أسيرة الكثير من المعتقدات والقيود و منها فكرة العنوسة التي تطارد الفتيات بعد بلوغهن سن معينة قد تعتبر متأخرة في تلك المجتمعات. وتعد أحد إيجابيات الزواج المبكر هي زوال الخوف من فكرة العنوسة. قد ينتج عن تأخر زواج الفتاة أن تقل فرصها في الإنجاب بسبب تراجع فرص الخصوبة لديها كلما تقدمت في السن ولذلك فالزواج المبكر أفضل من ناحية ارتفاع نسبة الحمل. ….. نقطة أخرى ….. كلما كان الزواج مبكراً كلما قل فرق العمر بين الآباء والأبناء وزادت نسبة التفاهم و الانسجام بينهم. واستمتع الأهل أكثر برؤية أبنائهم يكبرون ويكونون أسراً وأطفالاً.

أما سلبيات الزواج المبكر:أهم سلبيات الزواج المبكر أن الزوجين قد لا يكونان ناضجين لتحمل مسؤولية بناء أسرة وتربية أطفال وتحمل الأعباء النفسية والاقتصادية المترتبة على ذلك…وإحدى سلبيات الزواج المبكر أيضاً صغر سن الفتاة وجهلها بكيفية التعامل مع الزوج وعائلته ومجتمعه وأتباع تقاليده وعاداته. في الزواج المبكر قد تحرم الفتاة من فرصة استكمال تعليمها وبالتالي تكوين شخصيتها المستقلة نفسياً واقتصادياً.الزواج المبكر قد يعرض الفتاة للعديد من المشاكل الصحية خلال الحمل بسبب ضعف جسدها وعدم قدرته على تحمل تجربة الحمل في سن مبكر. ولكن فيها عوامل مهمة جدا ان تتهيأ البنت لتكون اما بعد حين بدل العيش بلامبالاة وتضييع الوقت والعمر. ..وكذلك التقليل من الوقوع في الرذيلة و الانحراف .. والمحافظة على النسل. كما إنّ التقارب في السنّ بين الآباء والأبناء يمكّن الآباء من رعاية أبنائهم وهم أقوياء كما يستفيدون من خدمة أبنائهم لهم. إنّ تقاليد المجتمع في فرض القيود الاقتصاديّة والاجتماعيّة استطاعت أن تزرع حواجز حديديّة على مسألة الزواج، حتّى أصبح الزواج لا يتمُّ إلّا في سنّ متقدمة أكثر، غير أنّ الزواج المبكر – مع توافر الإمكانات – يمثّل حلًّا أساساً في المجتمع..يقول الرسول {ص} ” من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه ”

هل للزواج المبكر مخاطر وأضرار؟: ادعى بعض أنّ للزواج المبكر مخاطر على الفتاة من النواحي الصحيّة والاجتماعيّة والنفسيّة، كالإدعاء بأنّها تتعرّض إلى فقر الدم خاصّة خلال فترة الحمل. وقد تزداد نسبة الوفيّات بين الأمّهات الصغيرات لقلّة الدراية والوعي بالتربية والتغذية. وأنّ الفتاة في مرحلة المراهقة لا تستطيع أن تبدي رأيها في أمور حياتها الزوجيّة بثقة وارتياح يؤدّي إلى الحرمان من التعليم وغير ذلك من أمور. نقول لهؤلاء كل كلامكم مجرد اجتهاد .. المصلحة يقررها الله ..أأنتم أعلم أم الله؟! نضيف فنقول إنّ البحوث العلميّة والدراسات العالميّة تثبت أنّه لا يوجد زيادة في مضاعفات الحمل عند النساء اللاتي تتراوح أعمارهنّ ما بين 15-19 سنّة. إنّ أولياء الأمور يقدرون أمور الزواج لبناتهم فإذا وجد في ابنته القدرة على ذلك زوّجها، وإذا لم يجد فيها القدرة على ذلك لم يزوّجها.

عن أبي عبد الله الصادق {ع} قال :: قال النبيّ{ص}: “ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله”.

دراسة نشرتها جريدة ديلي ميل البريطانية لظاهرة غريبة لاحظها باحثون في جامعة Aarhus الدانمركية فقد وجدوا بعد دراسة طبقت على مئة ألف طفل، أن الأطفال الذين يولدون من أب صغير السن أطول عمراً من غيرهم، وأن الزواج المتأخر يؤدي إلى إنجاب أطفال لديهم نسبة أكبر من الاضطرابات. الزواج المبكر هو أمر نادى به النبي الكريم قبل أربعة عشر قرناً، ويأتي الباحثون اليوم ليدركوا خطورة التأخر في الزواج والعزوف عنه، بل ويرددوا كلام الحبيب الأعظم وهم لا يشعرون….كلما اكتشف العلماء حقيقة علمية جديدة وجدتُ أن النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام لم يغفل ذكرها! فالقرآن كتاب العجائب يحوي أسرار السموات والأرض، والسنة المطهرة لا شك أنها وحي من الله تبارك وتعالى، ولذلك فهي مثل القرآن تحوي أسراراً وعجائب ومعجزات لا تُحصى.

منها جعل الدفاع عن الأسرة شهادة في سبيل الله .. وهذا جسدها أبو عبد الله {ع} في كربلاء .. كان يقول لهم ويكرر كلامه ,انا الذي اقاتلكم وتقاتلوني والنساء ليس عليهن جناح فامنعو عتاتكم وجهالكم من التعرض لحرمي ما دمت حيا .. قال اقصدوني بنفسي واتركوا حرمي قد حان حيني وبانت لوائحه .. { ولكنهم لم يكونوا رجالا فقد اعتدوا على النساء بسرقة اقراطهن } وإشعال النار في خيامهن.

هناك موقف لا أنساه لما أراد شرب الماء نادى احدهم ” يا حسين اتلتذ بالماء وقد هتكت حرمك ” رما الماء من يده ورجع الى الخيمة فوجدها سالمة اجتمع بهن للوداع .. ثم خرج للقتال ..

((سمعت سكينة صوت الحصان ..طلعت بكلب مسرور فرحان .. لن سرجه خلي ويسحب بالعنان … صاحت صوت يا بوية طحت وين … تصيح بصوت يا عمه تعالي … رد ميمون أبوي حسين خالي .. اجت زينب تنادي بصوت عالي ..خبرني ابن أمي وكع وين … خرجن إلى جسد أبي عبد الله …………………..

كعدن يم أبو أليمه ينحبن .. وسكنه تعددلهن وهن يبجن … والرباب تصيح بالله حيل الطمن .. وأنت أبجي يا سكنه لا تفترين .. يا سكنه هذا ابوج حسين مطروح .. وكل ونه اليونها تشعب الروح .. يسكنه ساعدي عمتج على النوح ..تراهي طايحه يم نحر الحسين …

أحدث المقالات