19 ديسمبر، 2024 4:17 ص

الحب والخوف في زمن الحشد الشعبي

الحب والخوف في زمن الحشد الشعبي

قال شيخ حفر الزمن أخاديد من قهر وحزن على وجهه :
* داعش تنظيم إرهابي مجرم ، دخل قريتنا ، فقتل من كان يعمل في الشرطة أو الصحوات وبعض الموظفين وهدم بيوتهم .. إنه دمر ما يقرب من 20% من قريتنا ، وأذاقنا الهوان ..
وأضاف ونظراته تتجه إلى أفق بعيد ..
* جاءت قوات الحشد الشعبي فحررت القرية ، فماذا حصل ، اتهمنا جميعا بمناصرة داعش ، هدموا بيوتنا كلها ، قتلوا 40 شابا هم قرة عين أهليهم ، واعتقلوا الباقين ، فكانت خسارتنا 100% ، ويقولــــون أن الحشد الشعبي ليس ميليشيات مجرمة .

لا أنكر أن حديث الشيخ زرع في نفسي اللوعة ، وقادني إلى سؤال لا يجرأ السياسيون على طرحه وإن كانوا يعرفونه حق المعرفة ..

الحشد الشعبي مجموعة ميليشيات معروفة بأسمائها وراياتها ، ولا يوجد مواطن واحد تطوع للحشد دون أن يكون مرشحا أو منظما في إحدى هذه الميليشيات التي تبلغ العشرات ..

وهذه الميليشيات تتلقى التوجيهات والأوامر من زعماء الميليشيات ولا يستطيع الجيش أو الشرطة أن يوجه أمرا واحدا إليها ، بل إنه ينفذ توجيهاتها ويتلقى الاهانات منها كل يوم ..

فلِمَ الكذب على المرجعية والعراقيين جميعا ؟

نعم كانت إدانة الشيخ الكربلائي لعمل المندسين في الحشد الشعبي جيدا ، ولكن الحشد الشعبي مجموعة ميليشيات ، والمنطق والعقل يدعوان إلى إنهاء علاقة المتطوع للميليشيا التي ينتمي إليها لصالح المشروع الوطني الأشمل ، لا أن تكرس أعمال الميليشيات وإعطائها الغطاء الشرعي عبر قادتها الغارقين في تنفيذ أجندات دول الدعم والمصالح وتطبيق مشاريع لا وطنية مثل التغيير الديموغرافي والقتل والنهب والانتقام من الأبرياء .

زمن الحب بين الحكومة والميليشيات ينبغي أن ينتهي لمصلحة إنهاء خوف المواطن على يومه وغده ومستقبل أطفاله .

فهل من مستمع ؟

هل بقي هناك من تعصف القيم الإنسانية بقراراته ؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات