19 ديسمبر، 2024 1:12 ص

أول ماينفذه تنظيم داعش وأي تنظيم ديني متطرف يسعى لتطبيق الشريعة السمحاء عند دخوله لمدينة، أو قرية هو البحث عن النساء، وقبل ان يشرع في بناء أسس الإمارة الإسلامية ويؤسس لدوائر الحسبة والخدمات العامة، ومرد ذلك يعود الى الحاجة الماسة لإشباع الغريزة الجنسية، فالجنس هو المدار الذي تلف فيه الرغبات والحاجات والمشاعر البشرية ويكذب كل من يتجاهل ذلك، أو يتغافل عنه فتجد أن المتدينيين يستغلون الشريعة لينكحوا ماطاب لهم من النساء مثنى وثلاث ورباع وماملكت الأيمان وسواها من طرق لجلب النساء الى خانة اللذة والإستمتاع المشرعن، بينما لايجد غير المتدينين حرجا في المعاشرة الجنسية والتواصل مع النساء خارج إطار الشريعة فهم لايؤمنون بالمحددات الشرعية التي يتباهى الدينيون.

برغم أن داعش وأخواتها ومن ينتمي لها يجري العمل لديهم وفق مقتضيات الشريعة، فإن الإحتفال بعيد الحب مثلا حرام شرعا، ويمكن أن يلعن ويرجم من يفعل فعل الإحتفال في يوم الفالنتاين المشهور الذي تأسس على ذكرى القديس الشهير الذي رفض تطبيق تعاليم أحد حكام أوربا الظالمين وأصر على عقد قران العرسان في الكنيسة، وكان الحاكم مصرا على منع عقد القران، وأراد أن تكون العلاقات الجنسية مشاعة كما كان يروج لذلك عراقيون متمردون على الدين في ستينيات القرن الماضي ويهتفون (ماكو مهر بس هالشهر موتوا يارجعية) المهر يعني الزواج الشرعي والصداق المالي للعروس، وهم يهتفون أن الزواج الشرعي سينتهي ولايعمل به نهاية الشهر.

الغربيون يسمون الممارسة الجنسية بالحب، فيقول الرجل لحبيبته، سنمارس الحب هذه الليلة، بينما نجاهر نحن في الشرق بعلاقاتنا، ونجري خلف الممارسة الجنسية لكننا لانعتبر ذلك حبا بل فعلا يأتي بعد الحب بإعتبار إن الحب شعور سابق لفعل الجنس، هم يجملون الجنس، ونحن نقبحه، بينما نهاجم معنى الحب ونعده حراما وإفتضاحا، وربنا لم يستح من إستخدام المفردات تلك كما في قوله تعالى، قل إن كنتم تحبون الله فإتبعوني يحببكم الله. ويخاف الناس أن يجهروا ببعض الممارسات لانها مكروهة من قبل المتشددين الدينيين ولاأعني بالمتشددين داعش وأخواتها بل المتدينيين من مختلف المذاهب الذين يقبحون المعاني، بينما يلهثون خلف الحسيات في الغرف المظلمة، وقد يجتهدون في إقناع النساء بممارسة الحب بمعنى الجنس لا الحب المعنوي.

وداعش والمتدينون هم أولى بممارسة الحب المعنوي، والإبتعاد عن الغرائزيات التي يلهثون لتحقيقها ونيلها، بينما يؤاخذون بقية الناس على المعاني وعلى شراء دبدوب أحمر، أو وردة حمراء، أو إيقاد شموع في ليلة باردة بحثا عن الطمأنينة والدفء، فالحب لايعني بالضرورة السكس الذي تخشاه داعش ويخشاه المتدينون التافهون الذين يملئون عالمنا بالخرافات، وهو ليس الحب الذي يعلنه أدعياء المدنية التافهون، بل هو أسلوب حياة رائق وشائق يبحث الناس عن الصدق فيه ليعيشوا بطمأنينة..

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات