استعرت العنوان من قصة قصيرة للقاص العراقي محمد منسي ( الحب كالضباب مشكوك فيه وهذه صفته الوحيدة )* (1) ليثير فينا أسئلة عدة …هل تغيرت مفاهيم الحب ؟ آم هناك فجوة تكبر لتتعاظم روح الواقع بكل شذوذه وعنفوانه على الحياة , وما هو دور صناع الجمال من الشعراء أمام فتن تفتك بالمجتمع وتحيل الحياة فيه إلى عسر دائم , هل نستطيع إن نغير حياتنا كما يقول عبدالله * (2) ( إذا لم تعجبك حياتك فبدلها ) أذن ما هي صورة الجمال في حياة مصابة بالقبح ,وفتحت الباب وبقوة لمفردات شعرية مثل ( ألغام , خوذة ,رشاش ,وعبوة , وجثة , كفن ) وانحسر شعر الغزل وكأننا قلنا في كل ما احتوته قريحتنا الشعرية متوافقين مع مايكوفسكي ( كتبت كثيرا عن الحب حتى بدأ لي إنني قلت كل ما هو موجود ) آم إن تمنياتنا مثل الشاعر رامبو حين تمنى حمل الشعر إلى الشارع , ونحمل اعتقادا لا يزال راسخا بصحة كتابات اليونان القديمة عن علاقة نسب بين الشعراء والإلهة !! لكن علينا إن نعترف إن واقعا جديدا يفرض نفسه في ظل قبضة مناخ العدوان الموجه ضد الحياة !
وحين نقرا نصوص لشعراء حالمون في رسم صورة مثلى وسط حياة سوداوية نجدها تبحث عن فسحة أمل تبدو ضيقة , وتلعلع فيها أصوات الرصاص مما يعزز السؤال المريب ؟ عن ماذا نكتب ! والوطن ساحة خوف كبيرة تتسع كل حين , وهذا الدمار الكبير والموت المجاني والعاجل الإخباري وصورا” تلتقط عن أعضاء بشرية تنقل بعربات حمل البضائع الخشبية او عن مجزرة لا يوجد مثل بشاعتها وحقدها على الإنسان مثل سبايكر .. هل الوقت مناسب إن نكتب للقمر وان تقول له ضياءك يلهمني والسماء مرصعة بالنجوم او نكتب عن منظر غروب حزين او نندهش وتخرج ألاه قوية حين نقرأ للراحل نزار قباني ( وقبلك كل النساء افتراض ) هل نتهم برومانسية مغالية ونحن نعيش هذا الانفصام الرهيب وسطوة الغرائز الوحشية في الإنسان المتوارثة والتي لم تختف كما يقول عالم النفس ( فرويد ) لتظهر بقوة في ظروف محدده الحرب الصراعات الكوارث البشرية الاضطرابات او كما يقول بيتينوف * (الجمال لم ينقذ العالم لان قوانينه قد أخرجت من حياتنا ) و قوة الفوضى هي التي انتصرت فبدا الجمال وهو يحتضر والحياة بلا ملامح والصورة Negativity وتلاشت القدرة العظمى للحلم ( ونحن في الريح عصافير يتامى ) (3) الحب في بلادي يئن تحت جرافة الحرب والصورة الدفينة التي تنز خفية تستحضر الماضي كشاهد وحيد
لا زلنا نرسل إشارات كبيرة للعالم إن الحياة بخير والشاعر يقاوم بالكلمة الشعرية التي تضيء وتفتح الباب واسعا لحياة أكثر جمالا
(1) من قصة قصيرة ( السترة الخضراء ) للقاص محمد منسي
(2) عبد الله بطل رواية تسارع الخطى للروائي الكبير احمد خلف
(3) من نص للشاعر حسب الشيخ جعفر