22 نوفمبر، 2024 7:11 م
Search
Close this search box.

الحب في زمن الكورونا

الحب في زمن الكورونا

ليس سهلا من الناحية الأدبية او الاخلاقية ان تتطفل على على حضرة السيد مارسيل كابريل كارسيا او تفاجئ قرائه بمناجات في نص او اقتباس نص محلي ،لكن عذري هو انأهل الرافدين هم اهل الملاحم والأساطير وألفتن كما وأنهم اكثر شعوب العالم حبا للكورونا، اراهن ان معظم العامة لايعرفون من الكورونا اكثر من اللون الأبيض والأخضروالأحمر وربما الرصاصي ،تعلق بها كبارألسن وأحبوها رغم فارق السن بينهم وبينها، كان ذلك متزامنا في زمن الحرب على امتدادها لقد وفدت صاحبة السمو الشعبي مع بداية الحرب وكأنها توثيق مبكّر لزمن الحب والحرب قبل ان يصبح الحب برازيليا اولاتينيا كما هو كارسيا لقد زارتنا الكوليرا ربما قبل ان يولد كارسيا وأخذت من اهل الرافدين قرابينها المقدسة من الكبار والصغار ولو بشكل منختلف عن قرابين الانكا من الأطفال.
سالت رجلا عقب التغيير الذي حصل في العراق بعد حرب اجتياح العراق: لماذا لا تشتري سيارة حديثة (عمرها اكثر من عشر سنوات) هكذا كانوا يسمونها ،سيارة لم تتعود على الشوارع المحاصرة والجائعة وبألوان كانت بالامس ممنوعة، اللون الأسود محرم على الشارع الذي طالما الف السواد في ملبس نسائه ويافطات العزاء ودم الحكام وليالى الجنوب المظلمة ،قال:الكورونا لايمكن ان اتركها وسأظل احبها فهي لم تخذلني في حر ولا تتتباطؤ في صقيع او برد، قلت له:وهل اتعبتها انت:قال :وكيف للمحب ان يتعب من يحب، لقد نالت من عنايتي الكثير انها سيارة الكورونا ٨٠ التي أفضلها على ٨١ كما قال، ياله من حب في زمن الكورونا، لم يأت من بعده حب لا في الزمن التاجي (الكراون) ولا الزمن البرازيلي ولا حتى في زمن الكوريلا او ما أعقبه.
لطالما اقلت الكورونا مواكب العرسان الى بيوت الصفيح وأكواخ ثكلى الحرب ولطالما حملت سقوفها جنائز لم يموتوا بالكوليرا ولم تدهسم الكورونا لكنهم سقطوا بحرب لا تشبه حروب اميركا الجنوبية اللاتينية حتى الثورية منها
العراقيون وانا من بينهم من اكثر شعوب الارض شهوة للكلام في السياسة وأكثرهم حبا للخرافة ربما كانت لحكايات السعلوة او الطنطل مضامين سياسية اذ لا احد هنا لا يعشق نظرية المؤامرة، فقد حدثني رجل في مكان عام ان الكورونا ما هي الا مؤامرة نسجت خيوطها أميركا للنيل من العرب والمسلمين ،قلت وما شان العرب بمرض يظهر في الصين ؟ لم يتاخر جوابه حين فاجئني بالرد الم تسمع باتفاقية العراق مع الصين، فهم عاقبوا الصين بالمرض وعاقبوا العراقيين بالمظاهرات ثم تسائل ان كان ذلك معقولا ام لا. كما ان وسائل اعلام مختلفة تحدثت عن حرب تجارية او عسكرية اميريكية تم حسمها بيولوجيا عن طريق الكورونا، لم تكن بلاد الشمش المشرقة اليابان بمنأى عن الكورونا فمنها اتت الكورونا لنا في زمن حرب اشد من زمن حب الكوليرا ، فقد سجلت فيها بعض الوفيات فلم يعلن اليابانيون بانهم فخورين بالكورونا اكثر ما كان العراقيون ،بيان وزارة الصحة اكد انه لاإصابات في العراق بالكورونا، نعم لا اصابات قد انتهى زمن الكورونا القديم وعلينا ان نتهيأ للون اخر ومرض اخر وحب اخر.

 

أحدث المقالات